مقتل أربعة مدنيين في هجوم إرهابي وسط مالي

نفس المنطقة قتل فيها 18 مدنياً الأسبوع الماضي في هجومين إرهابيين

TT

مقتل أربعة مدنيين في هجوم إرهابي وسط مالي

قتل مسلحون مجهولون أربعة مدنيين كانوا عائدين من «سوق الجمعة» الأسبوعية في قرية «باندياغارا»، وسط دولة مالي، وفق ما أكدته مصادر أمنية ومحلية كثيرة، مشيرة إلى تدهور الأمن في مناطق من وسط مالي شهدت خلال الأشهر الأخيرة سقوط مئات القتلى.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مواطن مالي قوله: «أخي كان مع أشخاص آخرين عائدين على متن دراجات نارية من سوق باندياغارا، وفتح مسلحون النار عليهم»، وأضاف أن «أربعة مدنيين قتلوا على الفور وجرح اثنان آخران وفر المهاجمون».
من جهة أخرى أكد سيدو تيبينه، وهو المسؤول في جمعية تنمية دائرة باندياغارا، وقوع الهجوم الذي وصفه بأنه «جبان ووحشي»، قبل أن يضيف: «المدنيون كانوا يغادرون باندياغارا متوجهين إلى قرية تيغرو»، قبل أن يتعرضوا للهجوم، وقال المسؤول المحلي: «نطلب من الحكومة المالية اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمن السكان المدنيين»، مشيراً إلى «وجود الكثير من الأسلحة والعصابات في المنطقة».
وكان 18 مدنيا قتلوا الأسبوع الماضي في كمينين نصبهما مسلحون مجهولون بفارق يومين في المنطقة نفسها بوسط مالي، وهي ذات المنطقة التي تشهد توتراً عرقياً بين قبائل الفلاني وقبائل الدونزو، وهو التوتر العرقي الذي تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أنه أسقط 500 قتيل في السنوات الأخيرة.
وينتشر الجيش المالي بشكل محدود في مناطق وسط مالي، وتتعرض ثكناته العسكرية لهجمات دورية من طرف المسلحين التابعين لجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تبايع تنظيم «القاعدة»، وكانت آخر هذه الهجمات قد وقعت ليل الخميس-الجمعة الماضي ولم تسفر عن سقوط أي ضحايا.
وقالت مصادر أمنية في مالي إن مسلحين مجهولين أطلقوا ست قذائف على معسكر الجيش المالي في مدينة «تننكو» التابعة لمنطقة «موبتي» وسط مالي، ولم تسفر هذه القذائف عن وقوع أي خسائر في الأرواح، لأن الكثير منها لم ينفجر، وفق هذه المصادر.
وأكدت المصادر أن الهجوم وقع عند نحو الساعة الثانية من فجر يوم الجمعة، ونفذه مسلحون مجهولون، فيما بدأت فرقة من الخبراء في تحليل القذائف التي لم تنفجر لمعرفة طريقة تصنيعها وتركيبها، وبالتالي تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم، وقامت فرق عسكرية مالية بملاحقة المهاجمين الذين احتموا بالغابات والأحراش القريبة من المدينة.
وتعيش مالي منذ 2012 حالة من عدم الاستقرار بعد أن تمكنت مجموعات تابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» من السيطرة على شمال البلاد، وحاولت الزحف على العاصمة باماكو في الجنوب ولكن تدخلاً عسكرياً دولياً بقيادة فرنسا مكن من طرد المجموعات المسلحة من كبريات المدن في الشمال لتبدأ حرب عصابات ما تزال مستمرة، رغم وجود 4500 جندي فرنسي و15 ألف جندي تابع لبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.