مانشستر سيتي يحصد الألقاب المحلية ويفشل أوروبياً

الفريق يسعى اليوم إلى حيازة لقب الدوري ويتطلع للفوز بكأس إنجلترا

توتنهام أنهى أحلام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا
توتنهام أنهى أحلام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا
TT

مانشستر سيتي يحصد الألقاب المحلية ويفشل أوروبياً

توتنهام أنهى أحلام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا
توتنهام أنهى أحلام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا

قبل أكثر من ثلاثة أعوام من الآن، كان نادي ليستر سيتي يحل ضيفا على مانشستر سيتي على ملعب «الاتحاد» عندما تم التأكيد على «أسوأ سر» في الكرة الأوروبية، وهو موافقة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا على تدريب نادي مانشستر سيتي ليكون بديلا لمانويل بليغريني في ذلك الصيف. وانتهت أمال بليغريني ولاعبيه في إضافة لقب جديد إلى اللقبين اللذين حصل عليهما مانشستر سيتي في عام 2012 و2014 بعدما خسر الفريق أمام ليستر سيتي، الذي كان قد سبق وأن فاز على توتنهام هوتسبير أيضا قبل أسابيع قليلة من تلك المباراة.
وكان ليستر سيتي يقدم أداء استثنائيا في ذلك الموسم ولم يكن بإمكان أي فريق أن يوقفه. وحتى هذه المباراة على ملعب الاتحاد، كان ليستر سيتي قد حصل بالفعل على 28 نقطة من المباريات التي أقيمت خارج ملعبه. وبنهاية الموسم، كان ليستر سيتي قد حصل على 39 نقطة من المباريات التي أقيمت خارج ملعبه، أي أقل من عدد النقاط التي حصل عليها داخل ملعبه بثلاث نقاط فقط. وبالتالي، لاحظ غوارديولا أنه يمكنه الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز إذا حصل على 81 نقطة، وربما تساءل عن كل ما يقال عن القصص الخيالية والأسطورية التي يشهدها الدوري الإنجليزي الممتاز!
وبعد ثلاث سنوات قاد غوارديولا مانشستر سيتي لكي يكون النادي الأقوى في الدوري الإنجليزي الممتاز، وقاد الفريق للحصول على اللقب بعدد قياسي من النقاط وصل إلى 100 نقطة، وهو عدد النقاط الذي بدأ وكأنه المعيار الذي يتعين على أي فريق أن يصل إليه إذا كان يريد أن يدخل في تحد مع مانشستر سيتي. وإذا فاز مانشستر سيتي على برايتون اليوم في الجولة الأخيرة وحصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وإذا فاز بالمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، فإن هذه ستكون هي المرة الأولى التي يهيمن فيها فريق على كرة القدم الإنجليزية على المستوى المحلي بهذا الشكل. ربما يكون هذا أمرا جللا بالنسبة لكرة القدم الإنجليزية، لكنه ليس كذلك بالنسبة لمانشستر سيتي في حقيقة الأمر.
ورغم أن مشجعي مانشستر سيتي يرون الأمور عكس ذلك ويؤكدون على أنه لا يوجد شعور في الدنيا أجمل من تصدر الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق 27 نقطة كاملة عن الغريم التقليدي مانشستر يونايتد، فإن المدير الفني لمانشستر سيتي يؤكد على أنه بحاجة لتحقيق نتائج أفضل في دوري أبطال أوروبا. وهناك شعور سائد بأن مسؤولي النادي، على عكس الجمهور، يرون أن الفوز بالبطولات المحلية لا تغني على الإطلاق عن الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا.
وفي الحقيقة، لم يقدم مانشستر سيتي ما يثبت أنه قادر على الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ حيث لم يصل إلى المباراة النهائية للبطولة ولا مرة واحدة، كما أنه قد فشل في أن يتجاوز عقبة توتنهام في دوري أبطال أوروبا، وهو ما يعني أنه كان سيعاني أيضا أمام أندية مثل برشلونة أو أياكس أمستردام، وبالتالي يشعر مسؤولو مانشستر سيتي بالقلق من عدم قدرة الفريق على الذهاب بعيدا في دوري أبطال أوروبا.
وظل الوصول إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا – الذي وصل إليه الفريق بالفعل في آخر موسم لبليغريني – هو أقصى ما يصل إليه الفريق. لقد تعاقد مانشستر سيتي مع غوارديولا خصيصا بسبب خبراته في دوري أبطال أوروبا، لكنه فشل في قيادة النادي للحصول على هذه البطولة، كما فشل في القيام بنفس الأمر مع بايرن ميونيخ الذي تولى قيادته لمدة ثلاث سنوات.
وعلى الأقل، نجح بايرن ميونيخ في الوصول إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في كل موسم من هذه المواسم الثلاثة، بالإضافة إلى الفوز بلقب الدوري الألماني الممتاز. أما مانشستر سيتي فقد خرج مرتين من الدور ربع النهائي خلال السنوات الثلاث الماضية ومرة من دور الستة عشر. وبالنسبة لناد يتلقى تمويلا هائلا من ملاكه، فإنه من الغريب أن نعرف أن هذا النادي لم يحقق الفوز خارج ملعبه في الأدوار الإقصائية بدوري أبطال أوروبا سوى ثلاث مرات فقط! وفي المقابل، فإن نادي أياكس أمستردام الهولندي قد فعل هذا الأمر في موسم واحد فقط، وكان ذلك أمام أندية عملاقة في القارة الأوروبية.
أما على الجانب الإيجابي، فيجب الإشادة بمانشستر سيتي لأنه يتعامل بجدية كبيرة مع كل بطولة يشارك بها، بالإضافة إلى أن الفريق يضم كوكبة من اللاعبين الموهوبين القادرين على التعامل مع كافة الظروف، مثل إلكاي غوندوغان، الذي عاد لتقديم مستويات جيدة هذا الموسم عندما شارك بدلا من النجم البلجيكي كيفين دي بروين، وفرناندينيو، رغم أن رياض محرز، الذي سجل لليستر سيتي في مرمى مانشستر سيتي في موسم 2016، لم يقدم ما يثبت أنه يستحق الـ60 مليون جنيه إسترليني التي دفعها النادي من أجل التعاقد معه.
وكان هناك حديث في الأيام القليلة الماضية عن أن مانشستر سيتي وليفربول يلعبان بشكل مختلف عن باقي الأندية الأخرى، وهو الأمر الذي يثبته جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يوجد به هذان الناديان في المقدمة. إن الفوز المتعثر الذي حققه مانشستر سيتي على بيرنلي يذكرنا بفوز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2011-2012 عندما أحرز سيرجيو أغويرو الهدف القاتل الذي منح فريقه أول لقب للدوري الإنجليزي الممتاز في تاريخه. لكن بالعودة إلى الوقت الحاضر، فإن الفريق الذي يتمكن من تحقيق 12 فوزا متتاليا رغم الملاحقة المستمرة من جانب ليفربول هو فريق رائع ويستحق الإشادة في حقيقة الأمر.
ويشهد الموسم الحالي منافسة شرسة بين مانشستر سيتي وليفربول، وهي المنافسة التي لم نرها خلال المواسم السابقة، ولو نجح مانشستر سيتي اليوم في الاحتفاظ بلقب الدوري فسيكون هذا إنجازا كبيرا للنادي، خاصة أن هذا الأمر لم يحققه سوى ناديين فقط من قبل، أحدهما مانشستر يونايتد الذي كان يهيمن على البطولة في مواسم سابقة، لكن في الوقت الحالي فمن المؤكد أن مانشستر سيتي هو صاحب اليد العليا في مدينة مانشستر. أما على المستوى الأوروبي، فيتعين علينا أن ننتظر لنرى ما سيقوم به غوارديولا خلال الموسم المقبل.


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».