تلقى سلاح الجو الإسرائيلي دعوة من نظيره البريطاني، وذلك للمشاركة في تدريب أوروبي دولي على طائرات «الشبح» الأميركية (إف 35)، وإعطاء فكرة عن خبرتها من الغارات التي تنفذها على أهداف حربية في سوريا.
وقال مصدر في سلاح الجو الإسرائيلي إن هذه الدعوة جاءت كون إسرائيل تعتبر صاحبة أكبر خبرة عملية وميدانية في استخدام طائرة «الشبح». وأضاف: «حتى طياري سلاح الجو الأميركي لا يملكون خبرة مشابهة لخبرتنا. وبما أن التدريب يأتي لفحص أداء هذه الطائرة الحديثة والفريدة من نوعها، وتطوير أسلوب عملها الميداني، فإن لإسرائيل ما تقوله، وكل من يستخدم هذه الطائرة سيسعد بسماعنا».
المعروف أن الدول القليلة في العالم التي اشترت هذه الطائرة تشعر بالحاجة إلى تجربتها الميدانية، بسبب الخلل الذي أصاب بعضاً من نماذجها، منذ الانتهاء من إنتاجها سنة 2013. وقد تم تجميد طيرانها عدة مرات بسبب هذا الخلل، كان أشدها في شهر سبتمبر (أيلول) من سنة 2014، حيث أعلن سلاح الجو الأميركي قراراً بإيقاف 13 مقاتلة من نوع «إف 35» عن الطيران، بسبب عيوب في المادة العازلة بخطوط تبريد أنظمة الطيران الإلكترونية داخل خزانات الوقود. ولذلك، تقرر القيام بعدة تدريبات مشتركة لهذه الدول للاطمئنان بجدواها. وسيكون أول هذه التدريبات متواضعاً، وسيقام في إسرائيل في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فيما يعرف بتدريبات «العلم الأزرق» (Blue Flag)، بمشاركة سلاح الجو الأميركي والإيطالي واليوناني والألماني ودول أخرى. لكن التدريب الأكبر سيكون في بريطانيا وغيرها من دول أوروبا بمشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل.
المعروف أن طائرة «إف 35»، تعتبر الأكثر تطوراً في العالم، مع العلم أن روسيا أعلنت عن تطوير طائرة مقابلة لها. وهي من صنع شركة «لوكهايد مارتن» الأميركية. يبلغ طولها 15.7 متر، وارتفاعها 4.33 متر، وتصل سرعتها إلى نحو ألفي كيلومتر في الساعة. وهي طائرة مقاتلة ذات مهام متعددة، لها قدرة هائلة على التخفي، بحيث لا تستطيع الرادارات رصدها، ولا تستطيع صواريخ «إس 300» و«إس 400» الروسية المتطورة إسقاطها. لذلك تسمى «المقاتلة الشبح»، كما تستطيع أداء مهام قتالية دفاعية وهجومية، في أصعب الظروف الجوية. ومن سماتها الأساسية أنها تستطيع التحليق لمسافات بعيدة من دون الحاجة إلى التزود بالوقود، وقد يصل مداها إلى 2200 كيلومتر. وبإمكانها أن تحمل أسلحة متنوعة، بينها قنابل موجهة بالليزر، وصواريخ موجهة جو جو، وهناك من يعتقد بأنها قادرة على حمل رؤوس نووية.
وقد شاركت عدة دول في برنامج تطوير طائرة «إف 35»، بسبب ارتفاع تكاليف صنعها التي قدرت بنحو أربعمائة مليار دولار أميركي. ويصل سعر الطائرة الواحدة منها إلى نحو 110 ملايين دولار. وكانت إسرائيل واحدة من هذه الدول المشاركة. لكن الأميركيين جمدوا مشاركتها في سنة 2003 لمدة سنتين بسبب علاقاتها الأمنية التجارية مع الصين، ثم أعيد ضمها للمشروع في سنة 2005. وامتلك سلاح الجو الإسرائيلي 48 طائرة منها، يفترض أن يكتمل وصولها في عام 2022. وخلال سنة 2018 بدأت إسرائيل استخدام هذه الطائرة لمهمات مراقبة بعيداً عن حدودها، وكذلك لمهمات قتالية مثل الغارات التي تنفذها لتدمير أهداف إيرانية في سوريا.
وحسب المسؤول الإسرائيلي المذكور، فإن هذه التجربة تعتبر ذات أهمية بالغة لهذه الطائرة، ولكل من يستخدمها، ولذلك فإن سلاح الجو الإسرائيلي يرحب بالمشاركة في التدريبات، وتقديم دروس فيها للطيارين والخبراء الأميركيين.
إسرائيل تستعرض في أوروبا خبرتها باستخدام «إف 35» في قصف سوريا
إسرائيل تستعرض في أوروبا خبرتها باستخدام «إف 35» في قصف سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة