كيم يأمر بـ«تأهب كامل» إثر احتجاز واشنطن سفينة شحن كورية شمالية

قلق إقليمي بعد تجربتين صاروخيتين لـ«الدولة الستالينية»

كوريون جنوبيون يتظاهرون في سيول احتجاجاً على زيارة المبعوث الأميركي بيغون (إ.ب.أ)
كوريون جنوبيون يتظاهرون في سيول احتجاجاً على زيارة المبعوث الأميركي بيغون (إ.ب.أ)
TT

كيم يأمر بـ«تأهب كامل» إثر احتجاز واشنطن سفينة شحن كورية شمالية

كوريون جنوبيون يتظاهرون في سيول احتجاجاً على زيارة المبعوث الأميركي بيغون (إ.ب.أ)
كوريون جنوبيون يتظاهرون في سيول احتجاجاً على زيارة المبعوث الأميركي بيغون (إ.ب.أ)

تصاعد التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، بعد إجراء بيونغ يانغ تجربتين صاروخيتين، أرفقتهما بالإعلان عن أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أمر الجيش بتعزيز قدراته الضاربة واتخاذ وضعية «تأهب قتالي كامل»، في أعقاب إعلان الولايات المتحدة أنها احتجزت سفينة شحن كورية شمالية لأنها تنقل الفحم بصورة غير قانونية.
وقال متحدث باسم الحكومة اليابانية أمس (الجمعة)، إن أحدث اختبار صاروخي نفذته كوريا الشمالية ينتهك قرارات الأمم المتحدة التي تدعو لوقف مثل هذه الاختبارات للأسلحة الباليستية.
وقال كوتارو نوجامي نائب كبير أمناء مجلس الوزراء في إفادة صحافية دورية: «كانت صواريخ باليستية مما يتنافى مع قرارات الأمم المتحدة». أتى ذلك بعدما أطلقت كوريا الشمالية صاروخين قصيري المدى فيما يبدو، الخميس، في ثاني تجربة صاروخية في غضون أقل من أسبوع. واليابان في مرمى صواريخ كوريا الشمالية متوسطة المدى ومن المؤيدين بقوة لإصدار قرارات صارمة تجبر بيونغ يانغ على التخلي عن برنامجيها للصواريخ الباليستية والأسلحة النووية. وفي بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ في مؤتمر صحافي يومي، إن الصين ليست لديها «معلومات مفصلة» بشأن ما أطلقته كوريا الشمالية، وإنها تدعو بدلاً من ذلك كل الأطراف إلى الالتزام «بحل الخلافات عبر الحوار».
وفي سيول، قالت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية، كانغ كيونغ - هوا، إن بلادها ستعمل بحكمة بعد مشاورات كافية مع الولايات المتحدة في التعامل مع آخر التطورات في شبه الجزيرة الكورية، في إشارة إلى عمليات إطلاق الصواريخ التي قام بها الشمال مؤخراً. جاء ذلك خلال محادثات هاتفية أجرتها وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية مع نظيرتها السويدية، مارغو والستروم، أمس (الجمعة)، بشأن كوريا الشمالية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، بحسب بيان لوزارة الخارجية في سيول. ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء اليوم، عن الوزارة قولها إن المحادثة استمرت 20 دقيقة، وجرت بناءً على طلب الوزيرة السويدية.
وقالت كانغ إن سيول ستنسق عن كثب مع المجتمع الدولي بما في ذلك السويد، لتحقيق السلام الدائم وإخلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية بالكامل. وبدورها، أكدت والستروم من جديد دعم بلادها المستمر للجهود الدبلوماسية التي تبذلها سيول لحل القضية النووية من خلال الحوار. وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن البلدين اتفقا أيضاً على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف القطاعات، مشيرة إلى أن هذا العام يوافق الذكرى 60 لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتأتي المحادثات بين الوزيرتين الكورية الجنوبية والسويدية في وقت ذكر فيه الإعلام الكوري الشمالي أن الزعيم كيم جونغ أون أمر الجيش بتعزيز قدراته الضاربة، إذ وجه بإطلاق صواريخ جديدة في ظل تنامي التوترات بسبب الاختبارات الصاروخية التي تظهر على ما يبدو تجهيزات نظام صاروخي متطور جديد. وجاءت أنباء دعوة كيم الثالث إلى «تأهب قتالي كامل» في أعقاب إعلان الولايات المتحدة أنها احتجزت سفينة شحن تابعة لكوريا الشمالية لأنها تنقل الفحم بصورة غير قانونية. يأتي ذلك في ظل تعثر المحادثات بعدما انهارت ثاني قمة بين زعيم الدولة الستالينية والرئيس الأميركي دونالد ترمب بسبب المطالب الأميركية بنزع السلاح النووي لبيونغ يانغ ومطالب كيم بتخفيف العقوبات. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية: «شدد (كيم) على ضرورة تعزيز قدرات وحدات الدفاع في منطقة الجبهة وعند الجبهة الغربية لتنفيذ مهام قتالية والبقاء في حالة تأهب قتالي كامل لمواجهة أي وضع طارئ». ونقلت الوكالة عن كيم قوله إن «سلام وأمن البلاد الحقيقيين يمكن ضمانهما فقط بالقوة القادرة على الدفاع عن سيادتها». وأضافت أنه «حدد المهام الضرورية لتعزيز القدرة الضاربة».
وكان اختبار إطلاق صاروخين قصيري المدى الخميس، وإطلاق سلسلة من المقذوفات يوم السبت الماضي، أول اختبارات صاروخية تجريها كوريا الشمالية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2017، عندما أطلقت بيونغ يانغ صاروخاً باليستياً عابراً للقارات.
وقال رئيس كوريا الجنوبية مون غيه - إن، الخميس، إن الاختبارات الصاروخية هي على الأرجح رد فعل على فشل ثاني قمة لكيم مع ترمب في هانوي في فبراير (شباط) الماضي. وعبر عن اعتقاده أن كوريا الشمالية لا تزال تأمل في مواصلة المفاوضات.
وتزامنت أحدث اختبارات صاروخية لبيونغ يانغ مع زيارة المبعوث الأميركي الخاص لكوريا الشمالية ستيفن بيغون لسيول، حيث التقى مع نظيره الكوري الجنوبي، ومن المقرر أن يجري محادثات مع الرئيس ومسؤولين في وزارة الوحدة.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، إنه خلال اجتماعه مع وزيرة خارجية كوريا الجنوبية، قال بيغون إن «الباب لا يزال مفتوحاً لعودة كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات»، مضيفاً أن هذا شديد الأهمية كي تواصل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الاتصالات والتعاون.
وأعلنت السلطات الكورية الجنوبية أن الصاروخين أطلقا الخميس، من منطقة كوسونغ في شمال غربي بيونغ يانغ وقطعا مسافة 420 كيلومتراً و270 كيلومتراً على التوالي ووصلا إلى ارتفاع نحو 50 متراً قبل أن يسقطا في البحر.
ولم يذكر الإعلام الرسمي في كوريا الشمالية تفاصيل بشأن الصاروخين. وقال آن جيو - بيك رئيس لجنة الدفاع في برلمان كوريا الجنوبية للصحافيين، إن الجيشين الأميركي والكوري الجنوبي يحللان الاختبارات الصاروخية، وهو ما سيشمل تحديد إن كان الصاروخان من طراز «إسكندر» للصواريخ الباليستية قصيرة المدى التي تطورها روسيا، أم لا.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.