نواب مصريون يرحبون بالنفي الأميركي لاعتبار سيناء جزءاً من «صفقة القرن»

بعد تصريحات مبعوث ترمب لـ«الشرق الأوسط»

TT

نواب مصريون يرحبون بالنفي الأميركي لاعتبار سيناء جزءاً من «صفقة القرن»

قوبل تأكيد المبعوث الأميركي لـ«الشرق الأوسط» جيسون غرينبلات، بأن خطة الرئيس دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط التي تحمل اسم «صفقة القرن»، لن تشمل منح أراض من شبه جزيرة سيناء المصرية للفلسطينيين، بترحيب واسع في الأوساط السياسية المصرية، وقال برلمانيون إن التصريح يؤكد الموقف المصري الثابت بعدم التفريط في أي بقعة من أراضيها، وينفي شائعات إسرائيلية متداولة تستخدمها بعض الجماعات الإرهابية للنيل من السلطات المصرية.
وكانت وسائل إعلامية إسرائيلية سربت بنودا، قالت إنها من «صفقة القرن» المنتظرة، تظهر بعض النقاط الرئيسية في الاتفاق. ومن بين البنود، زعمت التقارير الإسرائيلية أنه جرى الاتفاق على منح أرض من شبه جزيرة سيناء المصرية للفلسطينيين، وهو الأمر الذي نفاه غرينبلات أكثر من مرة.
وكتب غرينبلات، في تغريدة جديدة على حسابه في موقع «تويتر»، مساء أول من أمس: «للأسف، ما زلت أسمع تقريرا عن ذلك»، مرفقا ذلك بصورة مما كتبه في تغريدة سابقة حول الأمر.
وذكر المسؤول الأميركي في تغريدته السابقة: «سمعت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي تقول إن خطتنا التي طال انتظارها لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ستشمل توسيع قطاع غزة ليشمل جزءا من سيناء. هذا كذب».
ومن المتوقع إعلان الخطة الأميركية، بمجرد انتهاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من تشكيل حكومته الائتلافية، أي في يونيو (حزيران) المقبل.
وقالت النائبة داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، إن «الإدارة المصرية الحالية وعلى مر العصور لن تفرط في أي قطعة من أراضيها، مهما كان الثمن»، مؤكدة أن «كل ما يثار في هذا الشأن هي مزاعم إسرائيلية تستغلها الجماعات المعادية للنيل من السلطة الحالية».
بدوره، اعتبر اللواء يحيى كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، نفي المسؤول الأميركي هو تأكيد جديد لتصريحات كافة المسؤولين المصريين في هذا الشأن بعدم الدخول في أي صفقات من شأنها التفريط في جزء من تراب الوطن، وأن هذه الأنباء لا تمت للواقع بصلة.
وعادة ما تنفي مصر أي مساس بأراضيها، ضمن الخطة الأميركية للسلام. وقبل أيام أثار علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، الجدل بتغريدة عن «صفقة القرن»، طرح فيها أسئلة عما ما إذا كانت تتضمن تبادلاً لأراضي عربية تحتلها إسرائيل.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.