الحكومة اللبنانية بعد مائة يوم: تمديد لتصريف الأعمال

إقرار بعدم تحقيقها إنجازات... ودعوات لانتظار المرحلة المقبلة

الصورة التذكارية للحكومة اللبنانية بعد تشكيلها (أ.ب)
الصورة التذكارية للحكومة اللبنانية بعد تشكيلها (أ.ب)
TT

الحكومة اللبنانية بعد مائة يوم: تمديد لتصريف الأعمال

الصورة التذكارية للحكومة اللبنانية بعد تشكيلها (أ.ب)
الصورة التذكارية للحكومة اللبنانية بعد تشكيلها (أ.ب)

تنهي الحكومة اللبنانية غداً مائة يوم منذ تشكيلها و85 يوماً منذ نيلها ثقة المجلس النيابي. وهي الفترة التي حددها الفرقاء السياسيون لمحاسبة أنفسهم حتى ذهب وزراء «التيار الوطني الحر» إلى توقيع استقالاتهم المسبقة في حال لم يحققوا الخطة التي قدّمها كل منهم خلال مائة يوم.
وإذا كان رئيس «التيار» وزير الخارجية جبران باسيل قام بهذه الخطوة للتأكيد على الجدية في العمل، فإن تقديم الاستقالات ذات المفعول السياسي أكثر منه القانوني، يبدو حتى الآن غير وارد. وهو الأمر الذي ينطبق على الحكومة بكامل وزرائها التي لم تنجح خلال نحو 3 أشهر في تحقيق أي إنجاز فعلي، مما يجعل البعض يعدها استكمالاً لحكومة تصريف الأعمال، في وقت ترى فيه أطراف السلطة أنه لا يمكن الحكم على الحكومة التي تعد حكومة العهد الأولى، من خلال مائة يوم، داعين إلى انتظار المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد إقرار الموازنة.
ورغم أن الممثلين في الحكومة يرون في إقرار خطة الكهرباء والموازنة إنجازاً، فإن الأولى كانت نسخة عن خطة أعدت عام 2010 ولم تقر نتيجة الخلافات، فيما الموازنة التي أتت أصلاً متأخرة، لا يبدو أنها على قدر طموح اللبنانيين ولا على مستوى الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان. مع العلم بأن جلسات مناقشتها ترافقت مع تحركات شعبية وإضرابات من قبل قطاعات خرجت للمرة الأولى إلى الشارع في خطوات استباقية بعدما تم تسريب معلومات عن إمكانية اتخاذ إجراءات تقشفية تطال الطبقة الوسطى والفقيرة، الأمر الذي أدى إلى التراجع عن عدد كبير من الإجراءات، فيما يستمر انتظار المشروع النهائي.
ولا ينفي مستشار رئيس الحكومة سعد الحريري النائب السابق عمار حوري أن إنجازات الحكومة لم تكن على قدر الآمال، عازياً السبب إلى الظروف والتعقيدات التي أحاطت بعدد من القضايا. بينما تقرّ مصادر وزارية بأنه لا يمكن الحديث عن إنجازات للحكومة بعد مرور مائة يوم، عادّة في الوقت عينه أن تشكيلها أدى إلى استقرار سياسي وانتظام في الحياة التشريعية والتنفيذية في البلاد بعد فترة تصريف الأعمال.
من جهته، يؤكد النائب في «التيار الوطني الحر» ألان عون أن ما قامت به الحكومة خطوات جيدة أهمها خطة الكهرباء وإطلاق دورة التراخيص النفطية الثانية، مضيفاً: «وإن لم تعمل الحكومة في مرحلة معينة بالوتيرة المطلوبة، لكنها عادت وانطلقت بشكل جيد في الفترة الأخيرة وهو ما سينسحب على المرحلة المقبلة». ويقول عون لـ«الشرق الأوسط» إنه «سيتم تقييم عمل كل وزارة على حدة، كما سبق للوزراء و(التيار) أن أعلنوا»، مشيراً إلى أن «الاستقالة لا ترتبط بهذه الفترة المحددة بقدر ما يعمل بها كمبدأ في حال واجهنا أي مشكلة، والتغيير الحكومي وارد إذا كانت هناك حاجة لذلك».
ومع إشارة المصادر الوزارية إلى أن الحكومة كانت قد وضعت أمامها أولوية الموازنة وانشغلت كذلك بانتخابات طرابلس الفرعية، يشدّد حوري على أن إقرار خطة الكهرباء كما الموازنة التي يفترض الانتهاء منها قريباً إضافة إلى التعيينات العسكرية والإدارية، هي إنجازات أساسية قامت بها الحكومة. ويرى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن خطة الكهرباء شملت تفاصيل مختلفة عن تلك التي كانت قد أعدت عام 2010 إضافة إلى الموازنة التي حملت إجراءات وبنوداً هي الأولى من نوعها. من هنا يضعها حوري في خانة المؤشرات الإيجابية التي يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة.
لكن في المقابل، يرى الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين فيما قامت به الحكومة في أيامها المائة الأولى يوازي حكومة تصريف الأعمال وليس حكومة قرار. ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الخطوة الناقصة والإشارة السلبية الأولى كانت بتشكيل حكومة موسعة من 30 وزيراً، لتعود بعدها وتقرّ خطة للكهرباء سبق أن أعدت في عام 2010، ليبدأوا بعد ذلك بعد تأخير مناقشة الموازنة التي بات واضحاً أنها خالية من أي رؤية اقتصادية ودون الحد الأدنى لمتطلبات الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعاني منه لبنان». وفيما يؤكد أن «العبرة تبقى في التنفيذ إن كان في خطة الكهرباء أو في الموازنة»، يلفت إلى أمور مهمة «كان يفترض بالحكومة أن تقوم بها، على سبيل المثال حيال استعادة مرافق الدولة، على غرار قطاع (الخلوي) والمعاينة الميكانيكية، حيث تم التمديد للشركات بعدما انتهت مدة العقود».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.