الحكومة الكويتية تجهض مساعي النواب لعقد جلسة لـ«العفو الشامل»

نواب المعارضة حذروا من أن غيابها «سيؤدي إلى تأزيم العلاقة بين السلطتين»

TT

الحكومة الكويتية تجهض مساعي النواب لعقد جلسة لـ«العفو الشامل»

أعلن رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، أمس، امتناع الحكومة عن حضور الجلسة الخاصة بمناقشة إصدار تشريع بالعفو الشامل، الذي دعا له عدد من النواب، بهدف إسقاط الأحكام عن رموز المعارضة الذين أُدينوا في وقت سابق.
وقال الغانم، أمس، إن الجلسة الخاصة المقرر عقدها بعد غد (الأحد) المقبل لن تشهد حضور الحكومة، مبيناً أنه في حال حصول ذلك فلن تنعقد الجلسة.
وأوضح الغانم في تصريح للصحافيين في مجلس الأمة، أمس (الخميس)، أنه وجه الدعوة لعقد الجلسة الخاصة وفقا للإجراءات اللائحية.
وذكر أنه جرت العادة في الجلسات الخاصة أن تحضر الحكومة الجلسة إذا تم التنسيق معها، سواء على موضوع المناقشة أو توقيت انعقاد الجلسة، مضيفاً أن الحكومة أخبرته اليوم بأنه «لم يتم التنسيق معها، وبالتالي لن تحضر الجلسة».
وقال: «لن أحضر الجلسة، ولكن نائب رئيس مجلس الأمة عيسى الكندري أو من ينوب عني سيحل مكاني في إدارة الجلسة، وإذا لم تحضر الحكومة فستُرفع الجلسة لعدم وجود الحكومة».
وكان النائب محمد براك المطير، قد تقدّم إلى مجلس الأمة رسمياً بطلب عقد الجلسة الخاصة لمناقشة قانون العفو الشامل، في 12 مايو (أيار) الحالي.
وقال المطير عبر حسابه بموقع «تويتر»، الثلاثاء الماضي: «تقدمت اليوم مع 22 نائباً بطلب عقد جلسة خاصة لمناقشة قانون العفو الشامل، حسبما أقره الدستور، وأتمنى من الحكومة التعاون في هذا القانون، وعدم حضورها الجلسة سيؤدي إلى تأزيم العلاقة بين السلطتين».
وعلى الفور أعلن النائب عادل الدمخي أن «عدم حضور الحكومة جلسة العفو، وإذا قررت عدم مواجهة الاستجواب المقدم من عبد الكريم الكندري لرئيس الوزراء ووافقت على تحويله إلى اللجنة التشريعية، فيعني أن هذه الحكومة ورئيسها لا تريد أن تتحمل المسؤولية، وعلينا كأعضاء أن نرفع إلى الأمير كتاب عدم تعاون معها». وقال النائب محمد حسين الدلال، إن «عدم حضور الحكومة جلسة مناقشة قانون العفو العام تصرف حكومي يناقض مبدأ التعاون بين المجلس والحكومة الذي نص عليه الدستور في المادة 50، كما أنه موقف سلبي ضد مطلب دستوري بتفعيل المادة 75 من الدستور، التي تعطي لمجلس الأمة صلاحية إصدار قانون بالعفو العام».
وقانون العفو الشامل الذي يطالب بسنّه النواب لا يحظى بإجماع داخل المجلس، خصوصاً فيما يتعلق بالأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا من هذا القانون، حيث يصرّ أعضاء على أن يشمل أي قانون للعفو الشامل جميع المحكومين بتهم سياسية أو سجناء الرأي، ولا يُفصل القانون على مقاس رموز المعارضة دون غيرهم.
في حين يصر نواب، وبينهم النائب خلف دميثير، على أنه لا معنى لانعقاد جلسة العفو الشامل، وقال: «أرفض هذه الفكرة فأنا مع العفو الخاص الذي يُطلب من صاحب السمو» أمير البلاد.
ويرى مراقبون أن النواب المطالبين بعقد جلسة العفو الشامل يعلمون مسبقاً أن الحكومة لن تحضر هذه الجلسة، وهم بالتالي يتذرعون بإفشال الحكومة إصدار قانون العفو لتخفيف الضغوط التي يواجهونها.
وفي هذا الصدد قال النائب دميثير إن «الطريقة التي يمارسها البعض بأن يعمل على أساس أنه أدى الواجب بتقديم طلب انعقاد الجلسة الخاصة لن تخدم أصحاب القضية، بل تضر بهم».
من جهة أخرى، أشار رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم إلى تقدم مجموعة من النواب بطلب تخصيص ساعتين في الجلسة المقبلة لمناقشة الأوضاع الإقليمية المحيطة في البلاد، وجارٍ التنسيق مع الحكومة في ذلك.
وأكد أن الأوضاع الإقليمية لها تأثير مباشر على الأوضاع داخل البلاد، وذلك يحمل أعضاء مجلس الأمة المزيد من المسؤولية تجاه هذه القضايا التي تهدد أمن واستقرار البلد.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.