بومبيو توعد في بغداد بـ«رد شامل» على أي استهداف للمصالح الأميركية

TT

بومبيو توعد في بغداد بـ«رد شامل» على أي استهداف للمصالح الأميركية

كشف مصدر مطلع على تفاصيل الزيارة الخاطفة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بغداد قبل أيام، أن الوزير حمّل المسؤولين العراقيين الذين التقاهم مسؤولية أي استهداف لمصالح واشنطن أو قواتها في العراق، خصوصاً على أيدي الجماعات المرتبطة بإيران، ملوحاُ بـ«رد شامل».
ولا تزال أصداء الزيارة تتردد في مختلف الأروقة السياسية والإعلامية والنخبوية في العراق. ولم يكتف الرأي العام العراقي بالبيانين الصادرين عن مكتبي الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي اللذين التقاهما الوزير الأميركي كل على انفراد، خصوصاً أن بومبيو ألغى موعداً كان مقرراً مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لإتمام الزيارة المفاجئة التي لم تعلن مسبقاً.
وقال المصدر المطلع على تفاصيل الزيارة لـ«الشرق الأوسط»، إن «بومبيو كان جاداً في إبلاغ القادة العراقيين برسائله بخصوص طبيعة المواجهة المقبلة مع إيران، وما هو المطلوب من العراق الذي كان حتى وقت قريب يبحث عن مجرد تمديد لفترة استثنائه من العقوبات المفروضة على إيران»، لا سيما ما يتعلق منها بالغاز والكهرباء.
وأضاف أن «بومبيو حذّر بوضوح الحكومة العراقية من أنها تتحمل مسؤولية أي هجوم، ولو كان خطأ، يمكن أن تتعرض له القوات أو المصالح الأميركية في العراق»، متوعداً بـ«رد شامل في حال حصل ذلك». وأوضح أن الوزير الأميركي «بيّن أن الجماعات الموالية لإيران تبدو متفاعلة (مع التوتر الأخير مع واشنطن) أكثر من إيران، كونها مستفيدة أولاً وأخيراً من طهران، وهو ما يجعل الولايات المتحدة في وضع لا يمكن السكوت عليه، وبالتالي فإن الرد سيشمل، ليس فقط الجانب العسكري بل سيكون أيضاً اقتصاديا متعدد الجوانب».
وقال الخبير السياسي الدكتور هشام الهاشمي لـ«الشرق الأوسط» إن «بومبيو أبلغ بغداد بأن هناك ضغطاً عسكرياً محدوداً على أهداف عسكرية قد تكون في داخل العراق لحلفاء إيران»، مبيناً أنه «في ضوء ذلك أكد للحكومة العراقية بأن يتوجب عليها حماية مصالح أميركا ورعاياها في العراق من أي رد فعل قد ينجم عن هذا الهجوم المحتمل».
أما القيادي السابق في «الحشد الشعبي» كريم النوري فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «إيران تعوّل بالفعل على أصدقائها في العراق، وهي الفصائل المسلحة الموالية لها والتي تهدد بها الوجود الأميركي». لكنه حذر من أن «أي عملية توريط للعراق أو زج به في المواجهة المحتملة الأميركية - الإيرانية ستكون سلوكاً غير حكيم سيدفع الجميع ثمنه ومن ضمنهم أصدقاء وحلفاء إيران».
وكانت وثيقة صادرة أخيراً من مكتب رئيس الوزراء العراقي، أفادت بوجود نحو تسعة آلاف من قوات التحالف في العراق، بينهم ستة آلاف عسكري أميركي، مشيرة إلى أن مهمتهم تتركز على الجانب التدريبي وتقديم الاستشارات والإسناد الجوي.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».