اشتباكات بين «القوات الدولية» و«النصرة» في الجولان.. واستمرار جهود الإفراج عن العناصر المختطفين

«الجيش الحر» يستنكر الاعتقال مؤكدا أن هذا الهدف لم يدرج في وثيقة معركة «معبر القنيطرة»

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تجتمع في مقر القيادة بالقرب من معبر القنيطرة الحدودي بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (أ.ف.ب)
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تجتمع في مقر القيادة بالقرب من معبر القنيطرة الحدودي بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (أ.ف.ب)
TT

اشتباكات بين «القوات الدولية» و«النصرة» في الجولان.. واستمرار جهود الإفراج عن العناصر المختطفين

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تجتمع في مقر القيادة بالقرب من معبر القنيطرة الحدودي بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (أ.ف.ب)
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تجتمع في مقر القيادة بالقرب من معبر القنيطرة الحدودي بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (أ.ف.ب)

تفاقم الوضع في الجولان أمس إثر اعتداء مسلحين سوريين على قوات فلبنية تعمل ضمن قوات حفظ السلام في مرتفعات الجولان بسوريا، وذلك بعد يومين على اختطاف «جبهة النصرة» 43 عنصرا من القوات، لا يزال مصيرهم مجهولا، فيما لا تزال الجهود القطرية تعمل على خط الإفراج عنهم، وفق ما أكد مصدر متابع لـ«الشرق الأوسط».
وأعلن وزير الدفاع الفلبيني فولتير جازمي، أمس، أن المسلحين أطلقوا النار صباحا على أحد مواقع القوات الفلبينية العاملة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تتمركز في الموقعين 68 و69.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات متقطعة شهدتها المنطقة، بين مقاتلين من «جبهة النصرة» وعناصر قوات الفصل الأممية في منطقة الرويحينة منذ الساعة السادسة والنصف صباح أمس، كما لقي مقاتل من «جبهة النصرة» مصرعه جراء اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف القنيطرة. وأوضح رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، لـ«الشرق الأوسط»، أن اشتباكات عنيفة وقعت بين «النصرة» وقوات الأمم المتحدة، استمرت نحو 5 ساعات، من دون أن تؤدي إلى سقوط إصابات، وأوضح أنه يبدو أنها كانت محاولة من الجبهة لاقتحام الموقع.
وقال جازمين إن قوات حفظ السلام الفلبينية أخرجت من الموقع 69، ولكن القوات التي في الموقع رقم 68 ما زالت تتعرض لإطلاق نار من المسلحين، بحسب وكالة الأنباء الفلبينية، مؤكدا في الوقت عينه أن الروح المعنوية للجنود الفلبينيين مرتفعة.
ولم يقدم جازمين أي تفاصيل أخرى عما إذا كانت قوات حفظ السلام الفلبينية قد تكبدت أي خسائر في الهجوم أو إذا كانت قد ردت على مصادر النيران.
وكانت المواجهات بين الطرفين بدأت بسبب رفض القوات الفلبينية تسليم أسلحتها للمسلحين السوريين الذين يحاصرون مواقعها منذ الخميس الماضي، بحسب الوكالة الفلبينية. ويأتي الحادث بعد مرور يومين على اختطاف «جبهة النصرة» 43 جنديا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجولان، إثر اشتباكات اندلعت بين مسلحين من المعارضة والقوات السورية داخل المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان.
من جانبها، أدانت أستراليا هذا الاحتجاز وطالبت بإفراج فوري وغير مشروط عن جميع جنود حفظ السلام. وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب: «لعب جنود فيجي دورا مهما في عمليات حفظ السلام الأممية على مدار عدة سنوات». وأضافت: «اتصلت هاتفيا برئيس الوزراء (فرانك) باينيماراما ووزير الخارجية (راتو إينوكي) كوبابولا لأعرض دعم أستراليا القوي، بما في ذلك مواردنا الاستخباراتية لفيجي في هذا الوقت الصعب وأطمئنهم بأن أستراليا ستستخدم وضعها في مجلس الأمن من أجل التركيز على تلك القضية».
وكان الجنود احتجزوا على أيدي «النصرة» في محيط القنيطرة الحدودية مع إسرائيل، وأعلن المكتب الإعلامي للأمم المتحدة، في بيان له أول من أمس، أن «81 جنديا آخرين من القوة قيدت تحركاتهم في مواقعهم في محيط الرويحنة والبريقة»، مؤكدا أن الأمم المتحدة: «تبذل كل جهد ممكن لتأمين الإفراج عن جنود حفظ السلام المحتجزين واستعادة الحرية الكاملة في التنقل للقوة في منطقة العمليات». وفيما أشارت معلومات إلى أن الاتصالات مستمرة مع المعنيين في المنطقة وبعض الدول المجاورة للتوصل لاتفاق يقضي بإطلاق سراح العناصر المحتجزين، استنكرت أمس فصائل عسكرية معارضة تابعة للجيش السوري الحر احتجاز «جبهة النصرة» عناصر كتيبة حفظ السلام المخصصة لمراقبة المنطقة منزوعة السلاح غرب محافظة القنيطرة.
وأصدر لواء «فلوجة حوران» المشارك في المعارك على جبهة معبر القنيطرة بيانا ندد فيه باحتجاز «جبهة النصرة»، المعارضة والمرتبطة بتنظيم القاعدة الجهادي، العناصر الدوليين وطالب بإطلاق سراحهم، مشددا على أن بند اعتقال عناصر حفظ السلام لم يدرج في الوثيقة التي اتفق عليها قبل بدء المعركة التي أدت إلى سيطرة المعارضة السورية على معبر القنيطرة الرئيس.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.