«موديز»: الإصلاحات الاقتصادية في مصر تعزز قدرتها على امتصاص الصدمات

توقعت 5.5% نمواً في 2019... مع احتياجات تمويلية مستدامة

تقول «موديز» إن تحقيق معدلات نمو مستدامة يعتمد على إصلاحات تعزز استيعاب أعداد كبيرة من الداخلين لسوق العمل (رويترز)
تقول «موديز» إن تحقيق معدلات نمو مستدامة يعتمد على إصلاحات تعزز استيعاب أعداد كبيرة من الداخلين لسوق العمل (رويترز)
TT

«موديز»: الإصلاحات الاقتصادية في مصر تعزز قدرتها على امتصاص الصدمات

تقول «موديز» إن تحقيق معدلات نمو مستدامة يعتمد على إصلاحات تعزز استيعاب أعداد كبيرة من الداخلين لسوق العمل (رويترز)
تقول «موديز» إن تحقيق معدلات نمو مستدامة يعتمد على إصلاحات تعزز استيعاب أعداد كبيرة من الداخلين لسوق العمل (رويترز)

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، إن الإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها مصر، تحت مظلة صندوق النقد الدولي، دفعت اقتصاد البلاد نحو أعلى مسار للنمو، مع تعزيز قدرتها على امتصاص الصدمات.
وتوقعت الوكالة، التي تصنف مصر عند (B2) بنظرة مستقبلية مستقرة، في تقرير حديث صادر أمس (الأربعاء)، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن تحقق البلاد معدل نمو عند 5.5 في المائة خلال عام 2019، بدعم من نمو القطاع الخاص، ليصل إلى 6 في المائة بحلول عام 2021. مشيرة إلى أنه على المدى الطويل، فإن «تحقيق معدلات نمو مستدامة يعتمد على الإصلاحات التي تعزز استيعاب أعداد كبيرة من الداخلين لسوق العمل، في ضوء ما تعانيه الميزانية العامة (من تشوهات)».
وبلغ معدل النمو في البلاد خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي الحالي 5.5 في المائة، وفقاً لوزارة التخطيط المصرية، التي قالت أمس، إن اقتصاد مصر نما خلال الربع الثالث من العام المالي الحالي 5.6 في المائة، مقارنة مع 5.4 في المائة خلال الفترة المقارنة.
وعن الانضباط المالي بعد انتهاء برنامج صندوق النقد الدولي في يوليو (تموز) المقبل، توقعت «موديز»، أن تحقق الموازنة العامة المصرية فائضاً أولياً بالناتج الإجمالي المحلي، باستثناء فوائد الديون 1.7 في المائة، خلال العام المالي 2019 – 2020، بدعم من تخفيضات الطاقة المقبلة وتخفيضات الأجور، فضلاً عن التحوط في أسعار النفط التي «سوف تحمي المسار المالي من صدمات الأسعار وتساعد على تراجع العجز المالي، مع تناقص تدريجي لفاتورة الفائدة».
وأوضحت «موديز»، أن احتياجات مصر التمويلية تتراوح ما بين 30 و40 في المائة سنوياً من الناتج المحلي الإجمالي، على مدى السنوات القليلة المقبلة، مدفوعة بفاتورة أسعار الفائدة العالية، مشيرة إلى أن آجال الديون المستحقة (لمدة ثلاث سنوات) تمثل مصدراً رئيسياً لمخاطر السيولة، التي ستؤثر على التصنيف الائتماني السيادي للبلاد.
تنفذ مصر إصلاحات اقتصادية قاسية مرتبطة باتفاق قرض قيمته 12 مليار دولار لأجل ثلاث سنوات من صندوق النقد الدولي وقعته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.
وتستهدف مصر نمواً عند 5.6 في المائة في السنة المالية 2018 – 2019، ونحو 6.1 في المائة في 2019 - 2020.
ويعيش ملايين المصريين تحت خط الفقر ويجدون صعوبة في تلبية الاحتياجات الأساسية، وبخاصة في ظل ارتفاع الأسعار الحاد منذ تحرير سعر صرف الجنيه أواخر 2016.
وتوضح «موديز»، أن «إصلاحات بيئة الأعمال، التي شرعت الحكومة المصرية فيها، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي تهدف إلى تحويل اتجاه الاقتصاد إلى النمو، ونموذج أكثر كفاءة وشمولية بقيادة القطاع الخاص، في ضوء قيود الميزانية وما تعانيه... مع تحسين القدرة التنافسية للأسعار مع الشركاء التجاريين، وتجديد فرص القطاع الخاص للوصول إلى الائتمان بعد سنوات من مزاحمة الحكومة؛ ما مهد الطريق لنمو أوسع نطاقاً مدفوعاً بالاستهلاك المحلي والطلب الخارجي، بما في ذلك زيادة الصادرات غير الهيدروكربونية».
على صعيد موازٍ، كشف مؤشر مديري المشتريات الرئيسي (PMI) التابع لبنك الإمارات دبي الوطني، والخاص بتقييم الأوضاع التجارية في القطاع الخاص المصري، عن توسع القطاع الخاص غير النفطي في مصر في أبريل (نيسان) الماضي، بأسرع وتيرة منذ أغسطس (آب) 2015، حيث بلغ مؤشر مديري مشتريات بنك الإمارات دبي الوطني 50.8.
وشهد مؤشر مديري المشتريات تحسناً واضحاً في الربع الأول من العام الحالي، وبلغ في المتوسط نحو 48.9 فقط، مع عودة معظم عناصر المؤشر الفرعية الإيجابية لقراءات تعدت 50 نقطة. والقراءة تحت 50 تعني انكماشاً.
ووفقاً لمؤشر مديري المشتريات، الذي صدر أمس: «حقق الإنتاج معدلاً إيجابياً لأول مرة منذ 18 شهراً، حيث رصدت الشركات قوة الطلب بشكل أكبر، وقراءة إيجابية للطلبات الجديدة للشهر الثاني على التوالي ينذر بتحسن لقراءات متتالية». وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الارتفاع في الطلبات الجديدة يعود إلى زيادة معدل الطلب المحلي، حيث ظلت طلبات التصدير الجديدة منخفضة، وأرجع المؤشر السبب في ذلك إلى أن الشركات تعمل على دعم الطلب المحلي عن طريق تخفيض الأسعار، حيث انخفضت أسعار الإنتاج إلى ما دون 50 للمرة الثالثة خلال العام الحالي.
وتوقع المؤشر انخفاض هوامش الشركات بفعل زيادة أسعار المدخلات بمعدل أسرع بالمقارنة بأسعارها في شهر مارس (آذار)، مع وجود توقعات من المشاركين بزيادة الإنتاج بشكل أكبر خلال الـ12 شهراً المقبلة بالمقارنة بشهر مارس، وإقامة مشروعات جديدة بالإضافة إلى التحسن الواضح في قطاع السياحة. «انعكس هذا التفاؤل في معدلات التوظيف، حيث عاد التوظيف إلى قراءة أعلى من 50.0 - ولو بشكل هامشي – للمرة الأولى منذ عام 2015».
 


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
TT

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، اليوم (الخميس)، إن «منظمة ترمب» تخطط لبناء برج ترمب في العاصمة السعودية الرياض في إطار توسع عقاري في المنطقة، بما في ذلك العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وفي معرض حديثه عن مشروعين جديدين في الرياض بالشراكة مع شركة «دار غلوبال» للتطوير العقاري الفاخر، ومقرها دبي، رفض نائب الرئيس التنفيذي لـ«منظمة ترمب» إعطاء تفاصيل، مكتفياً بالقول في مقابلة: «ما سأخبركم به هو أن أحدهما سيكون بالتأكيد برجاً»، مضيفاً أن شركته تخطط لتوسيع شراكتها مع «دار غلوبال» في جميع أنحاء منطقة الخليج، بما في ذلك مشروع جديد في أبوظبي.

وقال ترمب: «سنكون على الأرجح في أبوظبي خلال العام المقبل أو نحو ذلك»، وذلك بعد يوم من كشف الشركتين عن خططهما لبناء برج ترمب الذهبي المتلألئ في مدينة جدة الساحلية السعودية.

وقال زياد الشعار، الرئيس التنفيذي لشركة «دار غلوبال» المدرجة في لندن، إن المشروع المشترك الجديد الآخر المخطط له في الرياض هو مشروع «ترمب غولف» على غرار مشروع ترمب الذي تم إطلاقه في عُمان عام 2022، وأضاف في مقابلة مع «رويترز»: «نأمل في إنشاء برج واحد ومجتمع غولف واحد».

اتفقت شركة «دار غلوبال»، الذراع الدولية لشركة «دار الأركان» السعودية للتطوير العقاري، على عدد من الصفقات مع «منظمة ترمب»، بما في ذلك خطط لأبراج ترمب في جدة ودبي، إلى جانب مشروع عمان.

لم تشر المؤسستان إلى قيمة المشاريع، لكن الشعار قارن بين قيمة برج ترمب في جدة بقيمة 530 مليون دولار ومجمع ترمب للغولف في عُمان الذي قال إن تكلفته تبلغ نحو 2.66 مليار دولار.