نجوى زهران: تنوع خامات الأقمشة عشقي ومزج الألوان هوايتي

نجوى زهران: تنوع خامات الأقمشة عشقي ومزج الألوان هوايتي
TT

نجوى زهران: تنوع خامات الأقمشة عشقي ومزج الألوان هوايتي

نجوى زهران: تنوع خامات الأقمشة عشقي ومزج الألوان هوايتي

أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبداً، وأن تعود لتحقق حلم طفولتك بعد سنوات من دراسة اختصاص آخر، خير من أن تدفنه تحت التراب إلى الأبد.
عشقت مصممة الأزياء المصرية، نجوى زهران عالم الأزياء وهي في الثامنة من عمرها، ولكنّها اختارت طريقاً آخر لحياتها المهنيّة، فدخلت مجال تقنية المعلومات، بيد أنّها لم تبتعد يوماً عن عالم الموضة بل كانت تتابع كل ما فيه من جديد على الصّعيد العالمي. سافرت إلى بريطانيا وتخرّجت في جامعة نوتنغهام حاملة شهادة الماجستير في علوم الحاسوب.
في لندن إحدى أهم عواصم الأزياء في العالم، كانت زهران تتابع وتحضر جميع عروض الأزياء. وفي مدينة الضّباب حيث أقامت خمس سنوات، عاد حلمها ليبصر النور، فقرّرت أن تتحوّل إلى دراسة تصميم الأزياء في العام 2006.
في حديث لـ«الشرق الأوسط» تقول زهران: «عشقت كل ما يتعلّق بالجمال من أزياء ومكياج»، لكنّ وظيفتها كانت في مجال تخصّصها فعملت في شركة «إي بي إم» في القاهرة، لسنوات عشر، من ثمّ سافرت إلى دبي للعمل في المجال نفسه. وفي العام 2013. قرّرت أن تسير وراء حلمها وتحييه ليصبح حقيقة واقعة، فتركت علوم الحاسوب لتتحوّل إلى عالم الأزياء.
تضيف زهران: «من دبي بدأت مع صديقتين تصميم جاكيت البلايزير، وسرت على هذا الخط من التصاميم فقط. شاركت في عروض أزياء مختلفة في دبي ومصر وباريس، وكانت صغيرة وخجولة». لكنّ حلمها لم يتوقّف عند هذا الحد، بل طوّرته لتتحوّل إلى تصميم الأزياء بمختلف أنواعها، وتقول: «سعيدة جدا أنني أحقق حلمي وهو يكبر يوما بعد يوم، وها أنا أرى النّجاح في كل خطوة أخطوها». وعن تصميماتها تقول: «إنها من خيالي ومن إبداعي، وكل تصميم لي هو بمثابة رسالة أحاول أن أوصلها، وفي كل قطعة أصممها فنّ ممزوج بحبي لعالم الأزياء وشغفي به».
أقرب الألوان إلى قلبها الأسود والأبيض والزيتي، ولكنّها لا ترفض استعمال باقي الألوان «فأنا أجد متعة في مزج كل شيء مع بعض للحصول على خلطة أنيقة من الأقمشة والألوان».
وبما أن لكل مصمم بصمته التي تظهر فيما يقدّمه من أعمال، أو نمطا يميّزه عن نظرائه، فإن ما يميّز زهران هو أنها تحرص أن يخرج كل تصميم على شكل قطعة فنّية لا تشبه غيرها، خصوصا أنها تتمتع بموهبة الرّسم أيضا حسب قولها: «هذه الموهبة تجعل من لعبة الألوان متعة لا تقدر بثمن، فبعض الأقمشة أحوّلها إلى «هوت كوتير» بالرسم والتطريز ومزج الألوان، بمعنى أنّني أغيّرها من نوع بسيط وعادي إلى قماش مفعم بالترف، وهذا تؤكده تصاميمي في عروض عدّة شاركت بها».
ولا تخفي نجوى زهران أن هناك مصممين عالميين كانوا قدوة لها ولغيرها على حد سواء، لكنها تشير إلى أنها لم تتأثر بأحد منهم أبدا بشكل يغطي على أسلوبها. تشرح: «قبل أن أتوجّه إلى تصميم الأزياء، كنت أتابع جميع المصممين العالميين، ومع بدء العمل جدّيّاً في التصميم لم أتأثّر بأحد منهم. كنت أحاول التركيز في تصاميمي ونجاحي فقط. كما لا أحاول أن أسير على خطى ما تطلبه الموضة خلال الربيع الحالي أو فصل الصيف المقبل، بل أركز على ما يتناسب وخصوصية المناسبة، وما أراه جميلاً ومناسباً لكل امرأة تسعى للحصول على قطعة مميزة... يمكنك القول بأنني أصمم ما أحب».
شاركت زهران في العديد من العروض في القاهرة وأبوظبي وكان آخرها في بيروت حيث تميّزت مجموعتها بالتنوع في التصاميم والألوان، لكن يبقى حلمها هو الوصول إلى العالمية، وافتتاح دار أزياء تحت اسم «نجوى زهران».



5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.