كوادر رئاسة الحكومة التونسية تخوض إضراباً عن العمل

TT

كوادر رئاسة الحكومة التونسية تخوض إضراباً عن العمل

دخل موظفو وأطر رئاسة الحكومة التونسية، أمس، في إضراب عن العمل، بدعوة من النقابة الأساسية لموظفي وأطر رئاسة الحكومة، التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، ورجحت مصادر نقابية مواصلة الإضراب لعدة أيام في حال عدم استجابة الحكومة لبعض المطالب المهنية المتفق حولها خلال جلسات تفاوض سابقة. والتقى صباح أمس مئات الموظفين والأطر الإدارية، التابعة لرئاسة الحكومة، في ساحة القصبة (وسط العاصمة)، ونظموا تجمعاً عمالياً داخل مقر رئاسة الحكومة، تحت إشراف النقابة الأساسية لموظفي وأطر رئاسة الحكومة، وطالبوا بتطبيق محاضر الجلسات السابقة، التي تتضمن أساساً سن قانون أساسي خاص بهم، وتمكينهم من منحة الإشراف والتنسيق، والتدرج في السلك الوظيفي. كما طالبوا بمساواة أطر رئاسة الحكومة بموظفي مجلس نواب الشعب (البرلمان) وأطر رئاسة الجمهورية، على مستوى المنح والترقيات المهنية.
في هذا السياق، أكدت ليليا المثلوثي، الممثلة عن الطرف النقابي في تصريح إعلامي، رفض الهياكل الإدارية الاستجابة لمطالب المضربين المشروعة، وأوضحت أن الإضراب «ليس هو الأول من نوعه، بل إن الهياكل النقابية شنت إضرابات سابقة لنفس الأسباب، وها هي تضرب من جديد على خلفية «تملص الطرف الإداري من تحقيق مطالب مهنية، كانوا قد وقعوا عليها محاضر اتفاق»، على حد قولها. وبخصوص المطالب التي يتمسك بها الطرف النقابي، أشارت ليليا المثلوثي إلى عدم تمتع موظفي وأطر رئاسة الحكومة بمنحة التنسيق والإشراف، الموجهة إلى الرئاسات الثلاث، والتي تم منحها إلى موظفي رئاسة الجمهورية ومجلس نواب الشعب (البرلمان)، لكنها لم تمنح لأطر رئاسة الحكومة. كما أكدت على المطالبة بضرورة «سن نظام أساسي لأعوان وأطر رئاسة الحكومة، ومدونة الشغل المتعلقة بإدماج وتدرج الموظفين في السلك الإداري، إلى جانب الإسراع بتأسيس تعاونية للموظفين». منبهة في السياق ذاته إلى أن إمكانية تواصل هذا الإضراب لعدة أيام أخرى واردة جداً، وذلك في حال عدم الاستجابة لمطالب المضربين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.