الأزهر يحاصر «مروّجي الإشاعات» بـ12 لغة

TT

الأزهر يحاصر «مروّجي الإشاعات» بـ12 لغة

دخل الأزهر بقوة على خط مواجهة «مروجي الإشاعات» التي تنتشر من وقت إلى آخر في مصر عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بحصار الأفكار والأخبار التي تطلقها الجماعات الإرهابية بـ12 لغة.
وحذرت حملة للأزهر تسمى «فتبيّنوا»، أمس، من التنظيمات الإرهابية التي تروج أفكاراً وأخباراً غير حقيقية. وقال مصدر في الأزهر إن «انتشار الإشاعات من أخطر القضايا التي تهدد استقرار المجتمعات، وهي من الأمور التي انتبه لها الإسلام، وحذّر منها رسولنا الكريم». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت مصدراً للإشاعات الآن، ومن الواجب على الشباب أن يتنبهوا لخطورتها على استقرار المجتمع».
وأطلق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بالقاهرة، حملة «فتبيّنوا» أخيراً «بهدف توعية المجتمعات بخطورة الإشاعات التي تسعى إلى خلق جو من الكراهية والغضب، والتحذير من الأهداف الخبيثة التي يسعى مروجو الإشاعات إلى تحقيقها لنشر الفوضى بين أفراد المجتمع».وتأتي رسائل الحملة التي تُنشر على مدار شهر رمضان المبارك، تأكيداً من مرصد الأزهر على «ضرورة تبني خطاب معتدل قائم على التثبت من الأخبار قبل تناقلها، وبخاصة في هذا الوقت الذي طغت فيه وسائل الاتصال الحديثة على حياة أفراد المجتمع اليومية».
وأكد المصدر في الأزهر أن «الإشاعة تُعد واحدة من أخطر وسائل الحروب والتدمير المعنوي والمادي للأفراد والمجتمعات»، موضحاً أن «الإشاعة تهدف إلى تهويل الأحداث وتضخيم الوقائع واختلاق الأخبار، ونقلها بين المصريين بقصد نشر الفوضى، وإثارة الأحقاد، وتفريق الصف، وقد يكون سبب نشرها بث الرعب والخوف بين أفراد المجتمع».
وينشر الأزهر رسائل حملته الحالية باثنتي عشرة لغة، بينها الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والإيطالية، والأُردية، والفارسية، والتركية، والصينية، والعبرية، إضافة إلى اللغة العربية، ويؤكد فيها «تحريم الشريعة الإسلامية لترويج الإشاعات» ويشير إلى «اعتماد التنظيمات الإرهابية على الإشاعات في ترويج الأفكار المسمومة لاستقطاب النشء».
على صعيد آخر، أرجأت محكمة جنايات جنوب القاهرة، أمس، إعادة إجراءات محاكمة 35 متهماً في قضية «فض اعتصام رابعة العدوية»، إلى 1 يونيو (حزيران) المقبل، لتعذر حضور المتهمين. وسبق أن قضت المحكمة بالإعدام شنقاً لـ75 متهماً من بينهم قيادات في جماعة «الإخوان» مثل محمد البلتاجي وعصام العريان وعبد الرحمن البر، كما قضت بالسجن المؤبد للمرشد محمد بديع والوزير السابق باسم عودة وآخرين. وأصدرت المحكمة أحكاماً مشددة على بقية المتهمين. في السياق ذاته، قررت الدائرة 28 إرهاب، بمحكمة جنايات جنوب القاهرة، تأجيل إعادة محاكمة المتهم مصطفى محمود، المتهم بقضية اغتيال النائب العام، لجلسة 1 يونيو المقبل لسماع أقوال الجهة التي قامت بإجراء التحريات.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.