المركبات الكيميائية الموجودة في المراهم الواقية من أشعة الشمس (صن سكرين) التي توضع على بشرة الوجه ومناطق الجلد الأخرى، يتم امتصاصها وتتسرب نحو مجرى الدم، وفقاً لأحدث دراسة من «إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه)».
ووجدت الدراسة التي نشرت في «مجلة الجمعية الطبية الأميركية (جاما)»، أن مركبات نشطة عدة تدخل في تركيب عدد من منتجات الوقاية من أشعة الشمس، تتغلغل إلى مجرى الدم بتركيز يفوق المستويات التي أوصت بها الإدارة، ذلك أنها لا تخضع لتفتيش صحي حكومي.
وكتب روبرت كاليف، الرئيس الأسبق لـ«إف دي إيه» وكنادي شينكاي رئيس تحرير قسم الأمراض الجلدية في مجلة «جاما» بمقالة تحريرية رافقت نتائج الدراسة، أن «مراهم الوقاية من أشعة الشمس لا تخضع إلى اختبارات السلامة القياسية نفسها التي تخضع لها الأدوية، ولذلك، فإن الأطباء والمستهلكين لا يحصلون على أي بيانات عن مستويات المركبات الدخيلة بعد عقود من السنين من استعمال المراهم».
وفي الدراسة، طلب من 24 مشاركاً وضع واحد من 4 مراهم مختلفة من أنواع توضع بواسطة الرش، أو على شكل محلول، أو بالدهن، 4 مرات في اليوم لمدة 4 أيام في كل مناطق الجلد التي لم تغطها ملابس السباحة.
ثم قاس الباحثون تركيز 4 عناصر نشطة لهذه المراهم في دم المشاركين وهي عناصر: أفوبنزون - أوكسيبنزون - أوكتوكريلين - إيكامسول. وإن حدث أن فاق التركيز مستوى 0.5 نانوغرام لكل مليلتر، فإن إدارة الغذاء والدواء توصي بـ«تقييم غير طبي للسموم، وضمنه دراسة التأثير السرطاني لها، وتقييم إضافي لدراسة تأثيرها على النمو وعلى الجهاز التناسلي».
وأظهرت النتائج أن كل العناصر المدروسة تسربت إلى الدم بتركيز أكثر بكثير في أول يوم من الدراسة. وظلت 3 عناصر داخل مجرى الدم لفترة 7 أيام. أما عنصر أوكسيبنزون الذي تم رصده مع العناصر الأخرى في حليب الأم، فقد وصل تركيزه في بلازما الدم إلى المستوى المسموح به في غضون ساعتين من وضع المراهم لمرة واحدة، وفاق تركيزه مقدار 20 نانوغراماً لكل مليلتر في اليوم السابع للدراسة.
وكانت «إدارة الغذاء والدواء» قد وضعت في السابق هذه العناصر الأربعة ضمن العناصر الواجبة دراستها قبل أن يتم اعتبارها آمنة للاستعمال.
وقال الباحثون إن نتائجهم لا تعني التخلي عن استعمال المراهم؛ إذ صرحت تيريزا ميتشل، مديرة قسم «الأدوية غير الموصوفة» في «إف دي إيه» التي شاركت في الدراسة، بأن «كون الجسم يمتص العناصر، لا يعني أنها غير آمنة... ولذا، فإننا نطالب بتوفير بيانات جديدة».
واستجابة للدراسة أصدرت «أكاديمية الأمراض الجلدية الأميركية» بياناً شجعت فيه أفراد الجمهور على الاستمرار في استعمال المراهم التي يكون «معامل الحماية من الشمس SPF «لها بدرجة 30 أو أكثر، إضافة إلى الإجراءات الوقائية الأخرى. وقال جورج هروزا رئيس «الأكاديمية»: «لقد جرى استعمال هذه العناصر في المراهم لعقود من السنين من دون ظهور آثار جانبية داخلية على الإنسان».
- خدمات «تريبيون ميديا»