مصر: نشرة دورية للتواصل مع الهيئات الإفتائية العالمية

ترجمة عملية لمواجهة فوضى الفتاوى وخطاب التطرف الفقهي

TT

مصر: نشرة دورية للتواصل مع الهيئات الإفتائية العالمية

أصدرت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أمس، نشرة دورية شهرية باسم «جسور» تهدف إلى مد جسور التواصل وتبادل الخبرات بين أعضاء الأمانة. وقال مصدر في دار الإفتاء المصرية لـ«الشرق الأوسط»: إن «النشرة سوف تصدر بشكل دوري أول كل شهر، وتضم أبواباً وموضوعات متنوعة تهم العاملين في مجال الإفتاء، وتسهم في اطلاع العاملين في مجال الإفتاء على كافة المستحدثات والإشكاليات الفقهية ومتغيرات العصر، حتى يكون القائم بالإفتاء قادراً على إدراك الواقع وإنزال الحكم عليه بصورة صحيحة». وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المشرف على النشرة، أن «إصدار نشرة (جسور) يأتي إيماناً منا بالأهمية القصوى للفتوى وتطوير المؤسسات والهيئات الإفتائية وأثرها في المجتمع، ونسعى لأن تكون الفتوى لبنة من اللبنات الرئيسية لبناء فرد ومجتمع ودولة وأمة مستقرين وفاعلين بين الأمم»، مضيفاً: «نحن نؤمن أن بلوغ المقاصد السابقة لا يتأتى إلا بوسائل سليمة، ونؤمن أن هذا لن يتحقق إلا بتواصل جاد وفعال بين القائمين على شأن الفتوى والإفتاء على مستوى العالم بمنهج علمي طالما دعانا القرآن الكريم والسنة المطهرة إليه».
وأشار علام إلى أن مجالات الدعوة والفتوى والدراسات الشرعية لا بد أن تُبنى على ثلاثة أركان ضرورية لا يُستغنى بأحدها عن الآخر، فقه النص، والواقع، وتنزيل النصوص على الواقع والوقائع، ولكل ركن من هذه الأركان مجاله ورجاله وعلومه ومراجعه. وقال مفتي مصر: «من هنا جاءت فكرة إنشاء نشرة إلكترونية شهرية بعنوان (جسور)، لتكون جسراً للتواصل والتعاون وتبادل الآراء بين أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، واطلاعهم على مجريات الأمور، وطرح الإشكاليات والحلول للكثير من القضايا التي تهم الأمة... ونأمل أن تكون هذه النشرة ترجمة عملية لكافة ما يواجه العالم الإسلامي من تحديات ومستجدات، فما أحوج القائمين على أمانة الإفتاء إلى منصة دينية رصينة تكون لسان حالهم، يجتمع أعضاؤها على كلمة سواء نواجه بها فوضى الفتاوى وخطاب الهيمنة والشذوذ الفكري والتطرف الفقهي».
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن «النشرة محاولة لمد جسور التواصل وتبادل النفع بين كافة أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وذلك من خلال تسخير خبرات دار الإفتاء المصرية في مجال الإعلام الديني، وما أصدرته من نشرات ومجلات على مدار السنوات الماضية، والاستفادة من ذلك في إصدار نشرة تسهم في إيصال خطاب ديني وفقهي متزن يعود نفعه على الجميع»، مضيفاً أن «النشرة تضم عدداً من الأبواب المهمة التي سنحاول من خلالها أن نغطي كافة الجوانب التي تهم القائم بالإفتاء، من بينها، أخبار المؤسسات الإفتائية والعامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وتقرير حول مؤشر الفتوى في شهر، وبعض القواعد الفقهية والأصولية وتطبيقاتها على الفتاوى المختلفة، وباب آخر هو (تراث ومعاصرة) نعرض فيه لبعض المسائل الفقهية التراثية وما طرأ عليها من تغير وفقاً لتغير الواقع والزمان، وخصصنا كذلك باباً لتطوير وإدارة المؤسسات الإفتائية، ولم تغب الجاليات الإسلامية في الغرب عنا فخصصنا لها باباً يتناول قضاياهم الفقهية التي تؤرقهم والفتاوى التي تتعلق بهم».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.