علامات استفهام حول علاج إصابات الرأس... من شير وأوسبينا إلى فيرتونغن وصلاح

دعوات لتغيير معايير تشخيص ارتجاج الدماغ ومطالبة مسؤولي الكرة باعتماد اللاعب المؤقت

السويسري شير أُصيب بارتجاج وأكمل اللعب ضد جورجيا
السويسري شير أُصيب بارتجاج وأكمل اللعب ضد جورجيا
TT

علامات استفهام حول علاج إصابات الرأس... من شير وأوسبينا إلى فيرتونغن وصلاح

السويسري شير أُصيب بارتجاج وأكمل اللعب ضد جورجيا
السويسري شير أُصيب بارتجاج وأكمل اللعب ضد جورجيا

تشكل المخاطرة جزءاً من نسيج الحياة وجزءاً كبيراً من متعة كرة القدم وسر جاذبيتها، لكن عندما يتعلق الأمر باشتباه في الإصابة بارتجاج في المخ، فإنه حتى أكثر المراهنات تحفظاً يصبح لا مكان لها.
خلال الأيام القليلة السابقة وقع أكثر من حادثة جعلت ملف حماية اللاعبين الطبية يعاد فتحه من جديد.
إصابة يان فيرتونغن مدافع توتنهام الإنجليزي، في المباراة ضد أياكس أمستردام الهولندي، ثم إصابة محمد صلاح هداف ليفربول في المباراة ضد نيوكاسل يوم السبت، جعلتا المهتمين بالأمر يعودون إلى حوادث سابقة متسائلين عن النتائج التي توصل إليها المسؤولون عقب إصابة كلٍّ من فابيان شير مدافع نادي نيوكاسل يونايتد في المباراة بين منتخب بلاده سويسرا وجورجيا، وكذلك ديفيد أوسبينا، حارس مرمى آرسنال المعار لدى نابولي، خلال مواجهة في الدوري الإيطالي الممتاز أمام أوديني.
وأثارت عودة البلجيكي يان فيرتونغن لاستكمال المباراة ضد أياكس تساؤلات عديدة نظراً إلى قوة الضربة التي كان قد تعرض لها، بينما شدد مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو على أن الطاقم الطبي لفريقه اتّبع بروتوكول حالات الإصابة بارتجاج في الدماغ.
وسمح الجهاز الطبي لفيرتونغن بالعودة إلى أرض الملعب، قبل أن يغادره بعد فترة وجيزة وهو يعاني من صعوبة بالغة في الوقوف والمشي. ويبدو أن الجهاز الطبي لليفربول قد اتّعظ من تلك الحادثة فقرر سحب محمد صلاح على حامله لإسعافه خارج الملعب واتّبع القواعد بضرورة إراحته 6 أيام تحسباً لأي آثار جانبية للارتجاج.
الحقيقة أن البروتوكولات الصارمة التي أقرها اتحاد كرة القدم تضطلع بعمل ممتاز في معظمه على صعيد حماية اللاعبين الذين يعانون إصابات محتملة في الدماغ، بينما تقع بطولات «فيفا» و«يويفا» تحت مظلتي إرشادات منفصلة، لكنها متشابهة بصورة واسعة.
بيد أنه للأسف تشترك جميع شبكات السلامة تلك في نقطة قصور جوهرية: عدم توافر أداة تشخيص دقيقة لحالات الارتجاج في المخ واعتماد التقييم على الأحكام التي يصدرها الأطباء الأفراد الذين يعتمدون بصورة أساسية على فحوصات فورية غير موثوق بها للتوازن والذاكرة.
ومع أن فريقاً علمياً من جامعة برمنغهام على وشك تحقيق طفرة كبرى على هذا الصعيد ويعكف على إجراء تجارب لاختبار لعاب في إطار الدوري الممتاز، تظل القاعدة الأساسية المتبعة أنه حال الوقوع في أخطاء فمن الأفضل أن تأتي على صعيد الحرص المفرط. وتنص إرشادات اتحاد كرة القدم في هذا الشأن على أنه: «حال وجود شك، تجب تنحية اللاعبين جانباً والسماح لهم بالجلوس».
إلا أنه للأسف الشديد يبدو أن فابيان شير أصبح استثناءً لهذه القاعدة بالغة الصرامة عندما أكمل مدافع نادي نيوكاسل يونايتد مباراة بين سويسرا وجورجيا انتهت بفوز الأول بنتيجة 2 - 0 في تبليسي، وذلك رغم فقدانه الوعي لفترة وجيزة خلال تصادم بالرأس وقع في الشوط الأول.
وقال شير: «غبت عن الوعي لدقائق قليلة... كان في رأسي شعور بالطنين». وأشار شير إلى أنه لا يستطيع تذكر الاصطدام الذي أدى إلى فقدانه الوعي في مباراة بتصفيات بطولة أوروبا لكرة القدم 2020، وعندما أُعيدت عليه اللقطة قال إنه لا يتذكرها.
وبدا إخفاق المعنيين بالمنتخب السويسري في استدعاء اللاعب للخروج من الملعب متنافياً تماماً مع الإرشادات المتعلقة باشتباه الإصابة بارتجاج في المخ التي يتبعها الفريق الطبي المعاون لنيوكاسل يونايتد، بقيادة طبيب النادي بول كاترسون، والذي شعر بقلق بالغ دفعه لإجراء اتصالات عاجلة بتبليسي.
وأخيراً جرى اتخاذ «قرار مشترك» وأعلنت سويسرا استبعاد شير من المباراة التالية أمام الدنمارك. ومع هذا ظلت حالة من الجدال قائمة حول السبب وراء عدم تفعيل بروتوكولات «يويفا» على الفور. ومثلما الحال مع اتحاد الكرة والدوري الممتاز هنا، ينبغي أن تمر فترة استراحة لمدة ستة أيام كحد أدنى قبل أن يسمح للاعب «بالعودة إلى اللعب» في أعقاب إصابته باشتباه في ارتجاج في المخ. أما اللاعبون غير المحترفين المفتقرين إلى «رعاية مكثفة» فيتعين انتظارهم لمدة 19 يوماً.
جدير بالذكر أن بروتوكول «يويفا» ينص على أنه: «حالة وجود اشتباه في ارتجاج في المخ، ينبغي على الحكم إيقاف المباراة لمدة تصل إلى ثلاث دقائق للسماح للطبيب بتقييم حالة اللاعب. ويُسمح للاعب باستئناف اللعب فقط حال حصول الحكم على تأكيد محدد من طبيب الفريق بخصوص تمتع اللاعب بالقدرة اللازمة للاستمرار». في حالة شير، توقفت المباراة لمدة خمس دقائق قبل أن يحصل الحكم على تطمينات من مسؤولي المنتخب السويسري، والواضح أن المسؤولية برمتها وقعت على عاتق طبيب المنتخب.
ومع أنه من الضروري وجود طبيب ثالث ومستقل في مباريات الدوري الممتاز الإنجليزي بهدف توفير الدعم والمشورة لنظيريه العاملين لدى كل طرف، فإن هذه القاعدة ليست إلزامية في بلدان أخرى وظهرت دعوات، كان أبرزها من قائد نيوكاسل يونايتد والمنتخب الإنجليزي سابقاً آلان شيرر، ومن الاتحاد العالمي للاعبين المعروف باسم «فيفبرو»، إلى فرض وجود طبيب «محايد» خلال المباريات الدولية وأن يكون له القرار النهائي بخصوص إصابات الرأس. وكان بإمكان مثل هذا الأمر تغيير نتائج المباراة التي أُقيمت في جورجيا.
من جهتهم، دافع مسؤولو المنتخب السويسري عن أنفسهم، قائلين إن شير جرى فحصه بناءً على «الأدوات الرياضية لتقييم حالات ارتجاج المخ» و«لم يجر رصد أي اختلال عصبي». علاوة على ذلك، فإن الفحوصات التي أُجريت بعد المباراة كشفت «عدم وجود أي أعراض غير طبيعية»، حسبما قالوا.
وقد ثارت موجة مشابهة من الجدال في الفترة الأخيرة حول انهيار ديفيد أوسبينا، حارس مرمى آرسنال المعار لدى نابولي خلال مواجهة بالدوري الإيطالي الممتاز أمام أوديني. ومع ذلك، استمر أوسبينا في المباراة، بعد تغطية رأسه بغطاء طبي ثقيل في أعقاب تعرضه لحادثة اصطدام. بعد ذلك، سقط أوسبينا فاقداً الوعي ونُقل إلى المستشفى حيث أثبتت الفحوصات لحسن الحظ عدم إصابته بارتجاج في المخ.
من الصعب تخيل حدوث سيناريو مشابه داخل استاد سانت جيمسي بارك، معقل نيوكاسل، حيث يوجد، مثلما الحال مع باقي أندية الدوري الممتاز، طبيب محايد، لا يقدم المشورة فقط، بل يُعين نظيريه العاملين لدى طرفي المباراة، ويتابع خدمة بث فيديو وسمعي مباشر تربط بين الملعب وفريق التدريب وغرفة العلاج. عبر هذه الخدمة، يتمكن الأطباء من طرح مشورتهم على زملائهم المرابطين على خط المواجهة، ويعاونون في تقييم حدة الإصابات بالاعتماد على نظام إضاءة تتنوع عناصره بين الأحمر والكهرماني والأخضر.
من جهته، يبدي مدرب نيوكاسل يونايتد رافائيل بينيتيز، سعادته بتسليم كامل السلطة في هذا المجال إلى كاترسون، وهو خبير مخضرم للغاية بمجال الصدمات والذي يعي تماماً أنه، مثلما الحال مع شير، غالباً ما يبدي اللاعبون ترددهم إزاء الخروج من الملعب بعد تعرضهم لإصابة في الرأس. وقد شوهد كاترسون وبينيتيز في مواقف استثنائية تتضمن المهاجم السابق للنادي ألكسندر ميتروفيتش خلال مباراة ديربي أمام سندرلاند في 2016.
عندما كانت النتيجة التعادل الإيجابي 1 - 1 في مباراة حيوية في خضم معركة الهروب من الهبوط خاضها النادي على أرضه أمام سندرلاند بقيادة سام ألارديس وكان نيوكاسل يونايتد قد استنفد جميع التبديلات، سقط ميتروفيتش أرضاً فاقداً الوعي لفترة وجيزة في أعقاب تعرضه لضربة بالرأس وجرى استبعاده إلى خارج الملعب. في غضون فترة قصيرة، حاول اللاعب الصربي العودة إلى أرض الملعب، ما اضطر كاترسون وبينيتيز إلى منعه بالقوة. بخصوص شير، أبدت مجموعة «هيدواي» الناشطة بمجال تعزيز الوعي بخطورة إصابات الرأس، صدمتها إزاء ما حدث مع اللاعب، وتساءل رئيسها التنفيذي، بيتر مكابي: «ما الذي ينبغي فعله من أجل دفع الحقل الكروي نحو التعامل بجدية مع إصابات الارتجاج في المخ؟» وأضاف: «ببساطة فإن قرار السماح لشير المصاب بالعودة إلى الملعب واستئناف اللعب لا يحمل قدراً هائلاً من الخطورة فحسب، وإنما يشكل كذلك خرقاً سافراً للواجب». وقد حثت «هيدواي»، «يويفا» على فتح تحقيق بخصوص إصابات الرأس التي حدثت خلال الأشهر والأيام الأخيرة، كما حثت سلطات كرة القدم على إدخال «لاعبين بدلاء مؤقتين» حتى يتم السماح للطاقم الطبي بإجراء تقييمات مناسبة للاعبين الذين يتعرضون لإصابة بارتجاج في الدماغ. من جانبها، تأمل «مجموعة أطباء الدوري الممتاز» في تبسيط فرض بروتوكولات الاشتباه في ارتجاج المخ عبر إجراء تجربة تشخيص بالتعاون مع جامعة برمنغهام على امتداد هذا الموسم. ولاقى الأمر ترحيباً من جانب رابطة اللاعبين المحترفين، وتتضمن الاختبارات جمع عينات لعاب ودماء وبول من اللاعبين المصابين وغير المصابين. ومن المفترض عرض هذه العينات على «اختبار برمنغهام لارتجاج المخ» الذي من المتوقع أن يشكل طفرة كبرى في المجال الطبي المتعلق برياضة كرة القدم، والذي يجري تطويره تحت إشراف بروفسور علم الأعصاب توني بيلي. ويركز بيلي على جزيئات تعمل بمثابة مؤشرات حيوية تكشف ما إذا كان المخ قد تعرض لإصابة. وتنعقد الآمال على أن يصبح من الممكن مراقبة لعاب اللاعبين في غضون عامين من الآن.
وقال بيلي: «هذا إنجاز هائل حقاً ونفخر بأنه يجري تطويره داخل بريطانيا. الواضح أن عالم الرياضة في مختلف أرجاء العالم يبحث عن أدوات تقييم أكثر مصداقية وموضوعية لحالات الارتجاج في المخ عن اختبارات التوازن والذاكرة الحالية، وذلك لافتقار الأخيرة إلى الدقة».


مقالات ذات صلة

«أبطال أفريقيا»: الترجي يهزم ديوليبا برباعية والجيش الملكي يتجاوز الرجاء

رياضة عربية قصي متشة لاعب الترجي الشاب تألق وسجل هدفا في ديوليبا (نادي الترجي)

«أبطال أفريقيا»: الترجي يهزم ديوليبا برباعية والجيش الملكي يتجاوز الرجاء

فاز فريق الترجي التونسي على ضيفه ديوليبا المالي بأربعة أهداف نظيفة، ضمن منافسات الجولة الأولى بالمجموعة الرابعة لدوري أبطال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (تونس)
رياضة عربية روجيرو ميكالي مدرب منتخب مصر للشباب (منتخب مصر)

ميكالي: أسعى لبناء جيل جديد لكرة القدم المصرية

يسعى البرازيلي روجيرو ميكالي، مدرب منتخب مصر للشباب، لبناء جيل جديد بعدما قاد الفريق لبلوغ كأس أمم أفريقيا لكرة القدم دون 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية جماهير الزمالك وجهت هتافات مسيئة في مواجهة النادي المصري (نادي الزمالك)

إيقاف طاهر لاعب الأهلي... وتغريم الزمالك بسبب الهتافات

قررت رابطة الأندية المصرية المحترفة لكرة القدم، الثلاثاء، إيقاف طاهر محمد طاهر مهاجم الأهلي مباراة واحدة، وتوقيع غرامة مالية كبيرة على الزمالك.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة سعودية العضوية الذهبية للاتحاد السعودي لكرة القدم بميثاق برنامج الواعدين (الشرق الأوسط)

اتحاد القدم السعودي يفوز بذهبية ميثاق الواعدين

أصبح الاتحاد السعودي لكرة القدم، الاتحاد العاشر الذي يحصل على عضوية المستوى الذهبي بموجب ميثاق الواعدين في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (كوالالمبور)
رياضة عربية الوحدات تأهل لثمن نهائي دوري أبطال آسيا 2 (نادي الوحدات)

«أبطال آسيا 2»: الوحدات إلى ثمن النهائي

بلغ الوحدات الأردني الدور ثمن النهائي لدوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم بتعادله مع سباهان أصفهان الإيراني 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».