قال تقريران أميركيان صدرا في نهاية الأسبوع الماضي، إن الهجوم الإرهابي في سريلانكا، قبل أسبوعين، أدخل الحرب العالمية ضد الإرهاب فيما سمياه «الإرهاب 3»، إشارة إلى أن المرحلة الأولى كانت ضد منظمات إرهابية أوروبية، وكانت الثانية ضد منظمات في العالم الثالث، وصارت الثالثة حروباً ضد منظمات عالمية، خصوصاً التي تتأثر بالفكر «الداعشي»، مثل هجمات سريلانكا.
وقال تقرير أصدره مركز «ستيمسون» في واشنطن العاصمة، إن المرحلة الثالثة تعني رصد مزيد من الاعتمادات المالية الأميركية. وكان المعهد قد قدّر أن الحرب ضد الإرهاب، التي بدأت بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، كلفت الخزينة الأميركية ثلاثة تريليونات دولار، وأن هذا يساوي تقريباً الميزانية السنوية للولايات المتحدة، والتي تساوي تقريباً ربع النشاط الاقتصادي السنوي للولايات المتحدة.
وكان المركز، الذي يركز على نفقات الحروب، وتأسس بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، قد شكّل مجموعة دراسة غير حزبية لنفقات الحرب ضد الإرهاب بعد عام 2001. وقبل عامين كانت تقديرات المجموعة هي أن الحرب كلفت 2.8 تريليون دولار. ومؤخراً، قال إنها وصلت إلى ثلاثة تريليونات مع بداية العام الحالي.
وفسرت المجموعة هذه النفقات بأنها تشمل «نفقات جهود أمن الوطن الحكومية، والبرامج الدولية، والحروب مثل التي في أفغانستان والعراق وسوريا». وقالت المجموعة إن الصرف بلغ ذروته (260 مليار دولار)، في عام 2008، في ذروة حربي أفغانستان والعراق. ومثّل ذلك زيادة 16 مرة عن الصرف في 2001. وفي عام 2017 مع انخفاض تمويل تلك الحروب، بلغ إجمالي الصرف 175 مليار دولار؛ لكنها ظلت 11 ضعفاً بالمقارنة مع الصرف في عام 2001.
وتوقع تقرير أصدره «أتلانتيك كاونسل» (المجلس الأطلسي) في واشنطن العاصمة، أن اعتمادات الحروب الأميركية العالمية ضد الإرهاب، يمكن أن تنخفض إذا انسحبت القوات الأميركية من أفغانستان، أو خفضت دورها؛ لكن ستزيد نفقات مواجهة القوى العسكرية لكل من الصين وروسيا؛ ولكن «لعقود قادمة ستستمر مواجهة الإرهاب».
وكتب فريدريك كيمتي، رئيس المجلس الأطلسي: «مثلت استراتيجية الأمن القومي لإدارة ترمب تحولاً من التركيز بعد 11 سبتمبر على الحرب ضد الإرهاب، إلى مواجهة حقبة جديدة من المنافسة الكبرى على السلطة مع الصين وروسيا؛ لكن يظل الأمر الأكثر وضوحاً في كل يوم، هو أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيتعين عليهم على الأرجح مواجهة الإرهاب المتطرف والإسلامي لعقود قادمة». وأشار إلى أن (داعش) المزعوم أصدر شريط فيديو لزعيمه، وأشد رجال العالم المطلوبين، أبو بكر البغدادي، قال فيه: «معركتنا اليوم هي معركة استنزاف، وسوف نطيلها ضد الأعداء، ويجب أن يعلموا أن القتال سيستمر حتى يوم القيامة. وإن هجمات سريلانكا عمل انتقامي ضد الصليبيين». وأضاف: «الحمد لله، أن بين القتلى أميركيين وأوروبيين».
وقال كيمتي: «الصورة التي يعرضها البغدادي هي صورة المرحلة الجديدة من الحرب ضد الإرهاب؛ حيث تحول من قائد ديني لدولة إلى زعيم إرهابي لحركة متعددة الجنسيات ذات امتداد عالمي. وإن زيه الرسمي هو (لباس إسلامي) وبندقية إلى جانبه، وبيان خلفه».
في الوقت نفسه، قال جيمس ستافريديس، القائد الأعلى السابق لقوات الحلفاء في أوروبا، ومن مديري المجلس الأطلسي، إن المرحلة الجديدة في الحرب ضد الإرهاب هي: «الإرهاب 3.0».
وقال إن «المرحلة الأولى من الإرهاب المعاصر كانت أوروبية، تمثلت في منظمات مثل (الألوية الحمراء) في إيطاليا، وعصابة (بادر – مينهوف) في ألمانيا، والمرحلة الثانية انتقلت إلى دول العالم الثالث، مثل تنظيمات (القاعدة) و(الشباب) و(بوكو حرام)». وأضاف: «(الإرهاب 3.0) هو إرهاب عالمي، وليس إقليمياً. لا يقتصر على أوروبا، ولا يقتصر على الشرق الأوسط، ويعتمد على الإنترنت والهاتف الجوال». وأشار إلى أن إرهابيي سريلانكا كانوا يتواصلون في الإنترنت وبالهواتف الجوالة، مع شخصيات خارج سريلانكا.
وأوضح ستافريديس: «في سياق الأعمال التجارية، يشبه (داعش) شركة متعددة الجنسيات تؤمن بالعمل التدريجي الذي يستغرق وقتاً طويلاً، في خطوات مدروسة للاستثمار، في حساب الربح والخسارة». وقال: «خطة هذه الشركة متعددة الجنسيات تختلف عن خطط منظمات سبقتها مثل (القاعدة). إنها أكثر كثيراً من أي شيء تمكنت (القاعدة) من إدارته. ولا شك في أنها ستواصل شن هجمات فتاكة، وتسعى، بمرور الوقت، للحصول على أسلحة الدمار الشامل، الكيميائية، والبيولوجية، والإشعاعية، والفضائية»، تماماً مثل خطة طويلة المدى لشركة متعددة الجنسيات.
تقرير أميركي: 3 تريليونات دولار تكاليف الحرب ضد الإرهاب
المرحلة الثالثة للإرهاب بعد سريلانكا
تقرير أميركي: 3 تريليونات دولار تكاليف الحرب ضد الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة