وسط أجواء مشحونة، عقد حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، الدورة 24 لأشغال مجلسه الوطني (برلمان الحزب) أمس (الأحد)، بضواحي الرباط، وكان مرتقباً أن يتم فيه اختيار أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب المزمع عقده نهاية يونيو (حزيران) أو بداية يوليو (تموز) لانتخاب أمين عام جديد.
وشهدت الدورة خلافات واضحة بين أعضاء برلمان «الأصالة والمعاصرة» الغاضبين من طريقة تدبير حكيم بنشماش لشؤون الحزب، حيث أكدت الدورة مجدداً أن أيام بنشماش في الأمانة العامة للحزب باتت معدودة.
وغادر العشرات من أعضاء برلمان الحزب القاعة أثناء إلقاء بنشماش كلمته المطولة، التي أقر فيها بأن الحزب يوجد في مفترق طريقين، جعل الأولى «الانحدار التدريجي» الذي قال إنه سيكافح من أجل ألا يحدث، والثانية طريق «انبعاث جديد» اعتبره ممكناً «شرط أن نتحمل مسؤوليتنا أمام الله وأمام الوطن وأمام من وضعوا يوماً ثقتهم في هذا المشروع».
وقال بنشماش: «أقر بينكم بالمسؤولية الجماعية المشتركة في هذا التقصير المقلق الذي يتجاوز التقصير إلى ما هو أخطر، وهو اعتماد ضمني أو معلن للاختيار (الانتخابوي) الذي لا يقيم وزناً للتنظيم إلا انطلاقاً من علاقته بالانتخابات والفوز السريع فيها وما يتلوها من مسؤوليات في الهيئات المنتخبة».
وأضاف أمين عام «الأصالة والمعاصرة» أن صيرورات التدبير اليومي «سرعان ما تتحلل فتصبح ظواهر غريبة لا يجمعها بالحزب شيء ذو بال، حتى أصبح الحزب يشتغل للانتخابات محولاً إياها إلى هدف بحد ذاته عوض أن يكون الحزب ممسكاً بدفة الأمور في تحليله السياسي وفي تقديمه للأجوبة البرنامجية على أسئلة وانتظارات المواطنين».
واعترف بنشماش بأن الممارسة السياسية لحزبه كرست «تقاليد قديمة كثيراً ما انتقدناها في فترة التأسيس، ولم نفلح في إفراز أخرى بديلة كتلك التي حلمنا بها وأطلقنا عليها عبارة ممارسة السياسة بشكل جديد»، وذلك في انتقاد واضح للحزب واختياراته.
واتهم بنشماش «الإسلام السياسي» بجميع تلاوينه وتمظهراته بـ«التشويش على التطور الطبيعي لبلدنا نحو الفصل بين أمور التدين وأمور الفعل السياسي ويعطل بذلك صيرورة انبثاق الوعي الديمقراطي الحداثي المشبع بالأصالة المغربية الذي هو شرط إنجاح الانتقال الديمقراطي بشكل حاسم»، وذلك في رسالة انتقاد واضحة لحزب «العدالة والتنمية» ذي المرجعية الإسلامية الذي يقود الحكومة.
وبدا لافتاً في دورة المجلس الوطني لحزب «الأصالة والمعاصرة» الغياب الواضح لرئيسة مجلسه الوطني، فاطمة الزهراء المنصوري، التي تعد أحد الأصوات البارزة المعارضة لبنشماش، بالإضافة إلى غياب مصطفى الباكوري، الأمين العام الأسبق للحزب.
عودة الخلافات إلى صفوف «الأصالة والمعاصرة» المغربي
عودة الخلافات إلى صفوف «الأصالة والمعاصرة» المغربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة