عباس: نقول بالفم الملآن لا كبيرة لخطة ترمب

الرئيس الفلسطيني يرسل رسائل لقادة العالم تؤكد عزمه على تنفيذ قرارات المجلس المركزي

الرئيس عباس خلال اجتماع الحكومة الفلسطينية الاسبوع الماضي (إ.ب.أ)
الرئيس عباس خلال اجتماع الحكومة الفلسطينية الاسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT

عباس: نقول بالفم الملآن لا كبيرة لخطة ترمب

الرئيس عباس خلال اجتماع الحكومة الفلسطينية الاسبوع الماضي (إ.ب.أ)
الرئيس عباس خلال اجتماع الحكومة الفلسطينية الاسبوع الماضي (إ.ب.أ)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن كل ما ستقدمه الولايات المتحدة في خطتها المرتقبة المعروفة بـ«صفقة القرن» مرفوض وإنه سيواصل قول «لا كبيرة بالفم الملآن» للخطة المرتقب أن يعلنها الرئيس دونالد ترمب قريباً.
وأضاف عباس أثناء لقائه خريجين في جامعة الاستقلال العسكرية في أريحا: «إن كل ما يقوله (مستشار الرئيس الأميركي جاريد) كوشنر، نحن لا نقبله، وكذلك كل ما قدموه سواء فيما يتعلق بالقدس أو اللاجئين أو الحدود أو المستوطنات أو غيرها». وأضاف: «لا نتوقع أن يقدموا شيئا مهماً، لأن الشيء المهم قدموه وهو كله ضدنا، ولذلك من يقول لنا انتظروا... نقول له: ماذا سيقدمون؟، نحن لن ننتظر، إنما نقول بالإجمال ما تقدمه أميركا مرفوض ومرفوض».
وخاطب عباس الخريجين العسكريين قائلاً: «أملنا بالله أولاً وبكم ثانياً من أجل الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها بالتأكيد، وأقول بالتأكيد، القدس الشرقية على أساس حدود الـ67 ومن دون ذلك لا نقبل، وأنتم أيضاً قلتم لنا إنكم لا تقبلون ونقلنا رغبتكم هذه وموقفكم هذا للعالم أجمع».
وتابع «إن أصغر شاب وأكبر شيخ في هذا الشعب يرفض كل الرفض ما يسمى بصفقة القرن، نحن اعتمادنا على الله وعلى عدالة قضيتنا وسنستمر وسنصبر وسنصمد بكم، بنفوسكم، بشرفكم، إلى أن نحصل على هذا الحق».
وكان عباس وصل إلى مقر الجامعة لافتتاح مبان ومنشآت بينها مبنى كلية خليل الوزير (أبو جهاد) للعلوم الإدارية والعسكرية، وصالة ممدوح صيدم متعددة الأغراض، ومركز عاطف بسيسو للألعاب الرياضية.
وقال عباس: «نحن اعتمادنا في الوصول إلى حقنا على الله سبحانه، وعلى شرعية مطالبنا، وأيضاً اعتمادنا على شعبنا وعلى أهلنا الذين بصمودهم وصبرهم سيصلون إلى الدولة الفلسطينية المستقلة». وأضاف: «علينا أن نعتمد على أنفسنا فقط، وألا نتطلع إلى أحد، ماذا يريد، وماذا يقبل، وماذا لا يقبل... وعلى ماذا يساوم وبماذا لا يساوم، نحن لا يهمنا أحد، ويهمنا شعبنا أولاً وأخيراً، شعبنا ماذا يريد».
وأردف «نحن عندما نتخذ قرارات قد تبدو صعبة وقاسية، وقد تبدو صلبة، ولكنها لحماية مصالحنا، ولحماية مستقبلنا، ولحماية حقوقنا». وتابع: «عندما نقول لأحد: لا، من أجل القدس، نقولها بالفم الملآن، نحن نرفض هذا لأنه يتعلق بالقدس، ولا يتعلق بقضية تفصيلية هنا أو هناك يمكن أن نغض النظر عنها، ونقول: حسناً، بسيطة ونرى غيرها. القدس خط أحمر، شهداؤكم منذ عام 65 وأسراكم وجرحاكم خط أحمر، هذه الخطوط الحمراء نحن متمسكون بها وندافع عنها مهما كلفنا ذلك من ثمن، وأنا متأكد أننا سنصل إلى حقنا، ولكن الأمر يحتاج إلى الوقت وإلى الصبر وإلى الصمود». وتابع: «لا تستعجلوا الأمور، القضية صعبة ومعقدة، ولكن في نهاية المطاف ستصلون إلى الدولة الفلسطينية المستقلة».
وتصريحات عباس ضد «صفقة القرن» ليست الأولى من نوعها لكن تأتي قبل أسابيع من طرح الخطة الأميركية للسلام بشكل رسمي.
وكان كوشنر أكد أنه سيتم طرح الخطة بعد شهر رمضان وأنها ستشكل نقطة بداية لصنع السلام وستساعد الجانبين على حياة أفضل. ويفترض أن يجري تقديم الخطة الأميركية بشكل نهائي للرئيس دونالد ترمب للمصادقة عليها ثم طرحها على الملأ.
وأطلقت السلطة الفلسطينية حملة كبيرة ضد الخطة استباقاً لإعلانها. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، أمس، «إن القيادة تعقد سلسلة اجتماعات متواصلة وبشكل دقيق تزامناً مع بدء إرسال وفود إلى مختلف دول العالم، تحمل رسائل خطية من الرئيس محمود عباس تشرح الأوضاع وآليات تنفيذ قرارات المجلس المركزي، لأن الوضع القائم غير قابل للاستمرار في ظل هذه الظروف».
وكان المركزي قد قرر فك الارتباط مع إسرائيل وإعادة تعريف العلاقة معها عبر التخلص من الاتفاقات وتجسيد الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال.
واتهم عريقات في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، أمس، إسرائيل بإنهاء كافة الاتفاقات الموقعة، كما اتهم الولايات المتحدة بالسعي إلى تدمير كل ما قامت عليه الشرعية الدولية. وطالب المجتمع الدولي بأن يدرك ماذا يحدث وما الذي سيحدث لأنه لا مجال أمام القيادة الآن سوى تنفيذ كامل لقرارات المجلسين المركزي والوطني، بحسب ما قال. وأردف: «دخلت القيادة في اتفاقات تعاقدية لإنهاء الاحتلال وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وليس لتحسين الظروف المعيشية».
فيما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء اليوم السبت، «العدوان الإسرائيلي المتصاعد» على قطاع غزة، مطالباً المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، معتبراً أن «هذا الصمت على جرائم إسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي، يشجعها على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.