أوروبا تمدد تدابير مكافحة الإغراق الصيني بمنتجات الصلب

أحد مصانع الصلب في ألمانيا (رويترز)
أحد مصانع الصلب في ألمانيا (رويترز)
TT

أوروبا تمدد تدابير مكافحة الإغراق الصيني بمنتجات الصلب

أحد مصانع الصلب في ألمانيا (رويترز)
أحد مصانع الصلب في ألمانيا (رويترز)

أعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل عن تمديد الإجراءات الخاصة بالواردات الصينية من الصلب المطلي، والتي بدأ تطبيقها مبدئياً منذ عام 2013 وذلك لمدة خمس سنوات أخرى، وستتراوح الرسوم بين 13.7 في المائة و58.3 في المائة.
وقال بيان صدر ببروكسل عن الجهاز التنفيذي الأوروبي، إن التدابير الأخيرة مثال جديد على عمل المفوضية المستمر لدعم صناعة الصلب الأوروبية في مواجهة التجارة غير العادلة، وذلك تمشياً مع استراتيجية معتمدة في 2016 للتعامل مع عواقب أزمة الطاقة المفرطة عالمياً.
ونوه البيان الأوروبي بأن التدابير التي تتعلق بمنتجات الصلب تعمل على حماية 141 ألف وظيفة مباشرة في هذا القطاع، وتقدر قيمة السوق الأوروبية للصلب المطلي بالأورغان بمبلغ 4 مليارات يورو (4.4 مليار دولار).
ويأتي ذلك بعد أن قررت المفوضية الأوروبية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تمديد الرسوم المفروضة على واردات أنابيب الصلب من روسيا وأوكرانيا لمدة خمس سنوات أخرى، وقال بيان للمفوضية، إنه بعد إجراء التحقيق، فإن التدابير الحالية لمكافحة الإغراق على الواردات الروسية والأوكرانية من الأنابيب المنفصلة والمتصلة من الصلب، يجب أن تبقى في مكانها لمدة خمس سنوات أخرى لضمان شروط عادلة لمنتجي الاتحاد الأوروبي.
وتتراوح الرسوم على الواردات من روسيا بين ما يزيد عن 24 في المائة إلى ما يقرب من 36 في المائة بينما تراوح الرسوم على الواردات الأوكرانية بين ما يزيد عن 12 في المائة إلى ما يقرب من 26 في المائة.
وجاء في بيان مفوضية بروكسل أنه جرى التحقيق لمراجعة الإجراءات المفروضة على أنابيب الصلب بناء على طلب من الجمعية الأوروبية للأنابيب الفولاذية، وأظهرت التحقيقات أن الإغراق الكبير من كل من روسيا وأوكرانيا قد استمر خلال الفترة الماضية، وأنه في حال انتهاء التدابير فمن المحتمل أن تكون هناك كميات كبيرة من الواردات الروسية والأوكرانية يتم توجيهها إلى الأسواق الأوروبية، مما يهدد منتجي الأنابيب الفولاذية في الاتحاد الأوروبي، ومن بين الدول المتضررة في هذا الصدد التشيك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
وفي يونيو (حزيران) من العام الماضي، قررت المفوضية الأوروبية فرض رسوم جمركية إضافية على بعض الواردات من الولايات المتحدة، وذلك في إطار ردها على الرسوم التي فرضنها واشنطن على واردات الصلب والألومنيوم الأوروبية.
ووفقاً لتقارير إعلامية غربية، فإن الرسوم الأوروبية تمس واردات أميركية بقيمة 2.8 مليار دولار، وتطال التدابير التقييدية منتجات الصلب والألومنيوم، والمنتجات الزراعية.
وكانت واشنطن قد فرضت في مارس (آذار) من العام الماضي رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب وبنسبة 10 في المائة على واردات الألومنيوم، وعزت واشنطن هذا الإجراء لاعتبارات مرتبطة بالأمن القومي. مما أثار حفيظة الشركاء التجاريين للولايات المتحدة ومن بينهم الصين وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، واعتبرت روسيا القرار غير شرعي، وتوعدت برد مناسب.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2017 قرر الاتحاد الأوروبي فرض رسوم على واردات الحديد المدرفل على الساخن من إيران وروسيا والبرازيل وأوكرانيا، بعد شكوى تقدم بها مصنعون في الاتحاد من أن الصلب الذي يستخدم في البناء وصناعة المعدات يباع بأسعار منخفضة على نحو مبالغ فيه.
وقالت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي وقتها إن الاتحاد سيفرض رسوم إغراق تتراوح بين 17.6 و96.5 يورو (20.6 - 112.8 دولار) للطن. وكانت المفوضية الأوروبية، قد اقترحت في البداية حداً أدنى للسعر، عند 472.27 يورو للطن، لتجنب الرسوم لكنها عدلت اقتراحها بعدما عجزت عن الحصول على تأييد الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».