صالونات تجميل لحقن «البوتوكس» السريعة تنتشر في الولايات المتحدة

صالونات تجميل لحقن «البوتوكس» السريعة تنتشر في الولايات المتحدة
TT

صالونات تجميل لحقن «البوتوكس» السريعة تنتشر في الولايات المتحدة

صالونات تجميل لحقن «البوتوكس» السريعة تنتشر في الولايات المتحدة

ليست هناك أسرار حول الحصول على «البوتوكس» أو حقن الحشو «فيلرز» لدى صالون «جيكت» في ويست فيلاج بمدينة نيويورك.
توجد في صالون التجميل، الذي افتتح من 3 شهور، واجهة زجاجية تحمل اسم الشركة مكتوباً بالخط اليدوي، ومطلياً بالذهب من عيار 23 قيراطاً. وتنفصل أماكن العلاج عن بعضها البعض بالستائر. وهناك كشك للتصوير، مع جداريات ذهبية، وسوداء، وخضراء تحمل اسم الشركة لأجل العملاء الذين يرغبون في نشر صور وجوههم الجديدة على منصات الإعلام الاجتماعي المختلفة.
في عام 2018، ارتفعت نسبة الحقن بمادة «البوتوكس» - المادة رقم واحد في عالم عمليات التجميل منذ عام 1999، وفقاً لـ«الجمعية الأميركية للجراحة التجميلية» - بنسبة 16.3 في المائة من العام السابق. وارتفعت حقن الحشو بنسبة 12 في المائة عن الفترة الزمنية نفسها. وكلا الإجراءين يستلزمان الانتظام حتى استكمال مراحل العمل.
ومع تلك الشعبية تأتي موجة من الأماكن المتخصصة في الحقن بهذه المواد، التي تهدف إلى جعلها في متناول أيدي الجميع، ومن التجارب السهلة (من ناحية المسمى، ناهيكم عن استعمال الإبر)، في مثل سهولة صالونات «دراي - بار» للعناية بالشعر.
تقول الطبيبة المساعدة غابرييل غاريتانو مؤسسة وصاحبة صالون «جيكت» للتجميل، «لا ينبغي للحقن أن تثير الخوف، ولا ينبغي أيضاً أن نجري تلك العمليات في أماكن سرية بعيداً عن أعين الناس»، وتقول عن الستائر إنها اختيارية حتى يبدو المكان أشبه بصالون التجميل الحقيقي، وأقل شبهاً بالعيادة الطبية، وذلك حتى يمكن للعملاء رؤية بعضهم البعض ويزول أثر الخوف عندهم.
واستطردت تقول: «إنك ترى الناس في صالونات العناية بالشعر عياناً بياناً من غير سرية ولا خوف».
وهناك الكثير من المنافسة التي يلقاها صالون «جيكت»، وهو الاسم المختصر المختار للصالون، وذلك حتى يبدو في صورة أفضل مع نشر تطبيق الحجز الخاص بالصالون قريباً. وفي صالون «بلومب»، في تشيلسي، الذي يبدو مثل المطعم بأرضيته الخشبية الداكنة، والكراسي الطويلة، وطاولات الشاي (والذي يقدم الإكسير المضاد للالتهابات)، يمكن للعملاء الاختيار بين خدمة «إنستاريدي تشيكس» (وجنات جاهزة لإنستغرام) لقاء 1099 دولاراً، أو خدمة «جودباي غامي سمايل» (وداعاً للابتسامة اللثوية) مقابل 240 دولاراً فقط.
ثم يمكن للزبائن الوقوف أمام هيكل من قوارير «البوتوكس» الفارغة، أو جدارية الألفية وردية اللون (وتسميها الشركة «بلومب بينك»)، حيث هناك لافتة صغيرة تقول: «الفن العظيم لا بد من نشره. وكذلك النتائج الممتازة».
والصالون الثاني قيد الافتتاح قريباً في الجانب العلوي الشرقي من المدينة، وهناك خطط لصالونات أخرى في نوليتا، وميامي، التي نشأ فيها الدكتور بي - أو الدكتور ألكسندر - مؤسس الصالون.
وافتتح صالون «الكيمي 43»، الذي يملك أربعة صالونات أخرى معطرة برحيق الخيار والليمون في لوس أنجليس، محلاً جديداً في حي فلاترون يوم 24 أبريل (نيسان) الماضي. وتقول الشركة، التي تمكنت من جمع أكثر من 5 ملايين دولار من التمويل المباشر، بما في ذلك مؤسسي صالون «دراي - بار»، إنها توفر للعملاء المياه المضمخة برحيق الفاكهة في كؤوس الشراب الخاص (بيد أنه لا ينصح بتناول الكحوليات قبل العملية)، وتملك طاولة من الجرانيت الصلد في صالة العمل داخل الصالون.
وهناك صالون «بوتوكس لاب» للتجميل، وهو سلسلة الصالونات المفعمة بعبق البحر والطبيعة الخلابة، الذي يتخذ من ميامي مقراً له منذ افتتاح أول فروعه فيها خلال تسعينيات القرن الماضي، ويخطط المؤسسون الآن لافتتاح فرع جديد في مدينة نيويورك بعد استحداث صالونات «رغوة البحر الخضراء» في أريزونا ولوس أنجليس.
وتقول الشركة إن أغلب العملاء يبلغون أعماراً أقل من 35 عاماً، ومعظمهم يقولون إنهم يفضلون المناخ الذي توفره هذه الأماكن مع التركيز على الحقن.
ولاحظت مادلين ويلي (29 عاماً)، وهي مساعدة تنفيذية في بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا، إعلاناً لصالون «الكيمي 43»، نظراً لأن هناك 43 عضلة في الوجه، كما يقول بعض الباحثين على «فيسبوك»، واتخذت قرارها بالتوجه إليه بدلاً من طبيب الأمراض الجلدية الذي تتابع معه.
تقول ويلي، التي حصلت على «البوتوكس» وحقن الحشو لدى الصالون، «إنهم يعلمون ما يفعلون في عيادة الطبيب، ولكنني دائماً ما أشعر أن الأمر ليس على رأس أولوياتهم. كما أنهم يمضون الكثير من الوقت معي في الصالون وأشعر بارتياح كبير هناك».
تملك ويلي عضوية شهرية في الصالون بقيمة 99 دولاراً، تلك التي تُحفظ عندهم باسمها ولاستخدامها الشخصي تماماً، كما يحدث في الحساب المصرفي. كما يحصل المشتركون أيضاً على بطاقات الهدايا، وبعد مرور عام كامل على العضوية، يحصل العضو على معالجة مجانية تماماً، مثل حقن حشو الشفاه أو الخدين، بتكلفة تبلغ 750 دولاراً، وتلك الأسعار هي أرخص كثيراً عن عيادة الأطباء الآخرين.
ووفقاً للشركة، يدفع صالون «الكيمي 43» ما يساوي 475 دولاراً عن الزيارة الواحدة، وهذا الرقم آخذ في الارتفاع. وفي جزء من الاستشارة المبدئية، يقدم الصالون عرضاً ثلاثي الأبعاد لكل معالجة، وكيف سوف تبدو على وجه العميل.
ولأجل ذلك، فإن العملاء المهتمين بالمعالجة في الجزء العلوي من الوجه، أي العيون، والجباه، وعظام الوجنتين، غالباً ما ينتهي بهم الأمر لإضافة الجزء السفلي من الوجه كذلك، كما تقول نيشي ليفي، مؤسسة الشركة.
- خدمة «نيويورك تايمز»



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».