اشتباكات «عنيفة» في طرابلس... و«الجيش الوطني» يتقدم ببطء

فرنسا تنفي انحيازها لحفتر وتؤكد تشبثها بتنظيم انتخابات

اشتباكات «عنيفة» في طرابلس... و«الجيش الوطني» يتقدم ببطء
TT

اشتباكات «عنيفة» في طرابلس... و«الجيش الوطني» يتقدم ببطء

اشتباكات «عنيفة» في طرابلس... و«الجيش الوطني» يتقدم ببطء

فيما تدخل اليوم معارك السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس شهرها الثاني على التوالي، بين قوات «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة «الوفاق»، المدعومة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج، نفت فرنسا انحيازها لحفتر، بينما اعتبرت إيطاليا أن إطلاق حفتر عملية «تحرير» طرابلس «أنعش الإرهاب في البلاد».
وللجمعة الرابعة على التوالي، منذ أن بدأ القتال في الرابع من الشهر الماضي، دعا مؤيدون لحكومة السراج أهالي وسكان العاصمة والمدن الليبية إلى الخروج للتظاهر في ميدان الشهداء بطرابلس، وعدة مدن أخرى للتنديد بعملية الجيش «لتحرير» طرابلس.
واندلعت أمس اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة شرق العاصمة طرابلس، بعد غارة جوية شنتها طائرات تابعة لـ«الجيش الوطني»، كما قصفت مواقع للقوات التابعة للسراج في محور عين زارة، وصلاح الدين، ووادي الربيع جنوب المدينة. وجرت اشتباكات ضارية خلال ليلة أول من أمس. وقال سكان لوكالة «رويترز» إن قتالاً ضارياً استعر واستمر حتى الساعات المبكرة من صباح أمس، في منطقة المطار الدولي السابق. فيما أعلنت قوات الجيش سيطرتها على منطقة السبيعة، بعد معارك شرسة مع الميليشيات التابعة لحكومة السراج، إذ قالت شعبة الإعلام الحربي إنه «تم تحرير السبيعة والتقدم إلى مواقع أخرى»، مشيرة إلى «الاستعانة بالأطقم الطبية وأجهزة الإسعاف والطوارئ لانتشال جثث مقاتلي السراج، التي فاقت 50 جثة في مختلف محاور القتال ومواقع الاشتباكات». كما أوضحت أن قوات الجيش تتحفظ على 43 جثة من قوات السراج سقطوا خلال اشتباكات أول من أمس، وعلى 6 أفراد أسرى من هذه القوات.
وتحرك الجيش على جزء من خط المواجهة هذا الأسبوع. لكن صدته القوات الموالية لحكومة طرابلس، التي أقامت حواجز على الطرق الجنوبية، حيث تتمركز دبابات وقطع مدفعية.
واستعادت قوات طرابلس بعض المواقع، لكن محللين يقولون إن التهديد الذي يمثله الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، سيستمر ما دام يحتفظ بقاعدته الأمامية في مدينة غريان، الواقعة على بعد 80 كيلومتراً جنوب طرابلس، نظراً لصعوبة انتزاع السيطرة على المدينة، التي تقع في منطقة الجبال المطلة على السهل الساحلي الذي يضمها.
وأوضح بيان لمجموعة عمليات المنطقة الغربية، بإمرة اللواء عبد السلام الحاسي، أن قوات الجيش ألحقت هزيمة بالميليشيات، وقتلت العشرات منهم في السبيعة وسوق السبت، موضحاً أنها تطاردهم شمال العزيزية.
وقال الحاسي في تسجيل صوتي إن العمليات العسكرية «تسير وفقاً للخطة الموضوعة لتحرير طرابلس... وما زلنا داخل الجدول الزمني لهذه الخطة، وأتحدى أي شخص يقول إن الجيش أصاب مدنياً واحداً. نحن ننتقي أهدافنا بحرفية، ولم نستهدف هدفاً مدنياً خاصاً أو عاماً».
بدوره، واصل فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق»، تكرير تصريحاته بشأن عزم حكومته دحر العدوان، واعتبر في بيان أصدره عقب اجتماعه مساء أول من أمس مع غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة، ونائبته ستيفاني ويليامز، أنه «لا كلام عن وقف إطلاق النار قبل انسحاب القوات المعتدية وعودتها من حيث أتت». كما أكد «ضرورة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب، وانتهاكات حقوق الإنسان التي طالت المدنيين».
ونقل البيان عن سلامة رفضه التام «أي اعتداء على المدنيين والمنشآت المدنية، الذي يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي»، كما أكد أن المجتمع الدولي يدرك بأن لا حل عسكرياً للأزمة الليبية، مشدداً على أنه «يبذل كل الجهد لإيجاد موقف دولي موحد ينهي هذه الحرب».
في غضون ذلك، قال مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا، إن عدد ضحايا اشتباكات العاصمة بلغ 392 قتيلاً، و1936 جريحاً، لافتاً إلى نزوح ما يقدر بنحو 50 ألف شخص.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان أنّ باريس تريد وقف إطلاق النّار في ليبيا، والعمل على تنظيم انتخابات، نافياً أن تكون بلاده منحازة إلى المشير حفتر. وقال في تصريحات لصحيفة «لو فيغارو» إن هدف فرنسا هو محاربة الإرهاب، ومنخرطة في الملفّ الليبي من أجل مكافحة الإرهاب، منتقداً اتهام فتحي باش أغا، وزير الداخلية في حكومة السراج، لباريس بدعم حفتر.
وتابع: «لاحظتُ أنّ أغا الذي يُهاجم فرنسا بانتظام، ويندّد بتدخّلها المزعوم في الأزمة، لا يتردّد في قضاء بعض الوقت في تركيا. لذلك أنا لا أعرف أين يوجد تدخّل».
ومن جانبه، تحدث وزير الخارجية الإيطالي إنزو ميلانيزي، بحسب وكالة «أكي»، عما وصفه بالمفارقة، وذلك في أعقاب الهجوم على طرابلس، حيث «تم تسجيل انتعاش للإرهاب»، حسب تعبيره.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.