الطائرات الروسية والمروحيات السورية «لا تغادر» أجواء إدلب

المعارضة تعلن «إلغاء صلاة الجمعة بسبب شدة القصف»

بعد غارة على بلدة الهبيط في إدلب (أ.ف.ب)
بعد غارة على بلدة الهبيط في إدلب (أ.ف.ب)
TT

الطائرات الروسية والمروحيات السورية «لا تغادر» أجواء إدلب

بعد غارة على بلدة الهبيط في إدلب (أ.ف.ب)
بعد غارة على بلدة الهبيط في إدلب (أ.ف.ب)

ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطائرات الحربية الروسية واصلت ضرباتها الجوية بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة على ريفي إدلب وحماة في سوريا، وذلك في «أعنف قصف على الإطلاق» على منطقة خفض التصعيد المتفق عليها بين موسكو وأنقرة.
وألغت مديريات الأوقاف في مناطق بمحافظتي إدلب وحماة في سوريا، صلاة الجمعة، بسبب القصف الجوي والمدفعي على مناطق سيطرة المعارضة.
وقال مصدر في محافظة إدلب التابعة للمعارضة السورية «أصدرت مديريات الأوقاف في مناطق كفرنبل وجبل الزاوية وقرى وبلدات جبل شحشبو والهبيط ومناطق قلعة المضيق تعليمات بإلغاء صلاة الجمعة اليوم بسبب القصف الجوي من الطائرات الحربية والمروحية».
وأكد المصدر لـ«وكالة الأنباء الألمانية» أن «جميع تلك المناطق تشهد قصفاً على مدار الساعة ولا نريد أن يكون هناك تجمع، قد يتم استهداف تلك المساجد من قبل الطيران الروسي والمروحي السوري».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر في وقت سابق، أمس (الجمعة)، أن الطائرات الحربية الروسية واصلت ضرباتها الجوية بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة على ريفي إدلب وحماة في سوريا.
ووثق «المرصد»، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، مقتل 4 أشخاص في قليدين بالإضافة لسقوط جرحى. وأضاف أن الطائرات الروسية جددت قصفها، صباح الجمعة، باستهداف قرية الشريعة بغارتين جويتين.
من جانبها، أعربت الأمم المتحدة، أمس (الخميس)، عن قلقها إزاء أوضاع المدنيين في الوقت الذي استمر فيه العنف في شمال غربي سوريا ووسطها. وقال ديفيد سوانسون المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ومقره العاصمة الأردنية عمان، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «نشعر بقلق عميق إزاء تصاعد العنف في الآونة الأخيرة شمال غربي سوريا، بما في ذلك في المناطق التي يُعتقد أنها في المنطقة منزوعة السلاح أو بالقرب منها، مما أدى إلى مزيد من النزوح وتدمير ثلاثة مرافق صحية على الأقل في الأيام الأخيرة»، وقال سوانسون إن التصعيد الواسع النطاق للأعمال العدائية في منطقتي إدلب وحماة يجب تجنبه بأي ثمن. وحذر من أن «عدم القيام بذلك سيؤدي إلى معاناة إنسانية على نطاق لم يسبق له مثيل في الصراع».
وسجل «المرصد» تصاعد الضربات الجوية بشكل مكثف جداً في اليوم الرابع من التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن مناطق «بوتين - إردوغان» حيث تزداد حدة الضربات الجوية يوماً بعد يوم «إذ تواصل طائرات النظام المروحية إلقاء البراميل المتفجرة على مناطق متفرقة من سهل الغاب وجبل شحشبو وريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، ليرتفع إلى 93 عدد البراميل الملقاة منذ الصباح (أمس): 21 على حرش كفرنبل ومحيطها وأطرافها، و12 برميلاً على كفرنبودة، و11 على أطراف كنصفرة، و10 على حزارين و9 على أطراف ومحيط احسم، و9 على الركايا، و5 على الهبيط، وبرميلان اثنان لكل من شنان ومحيط ابلين ومحيط بليون ودير سنبل وحرش حاس وأطراف كرسعة ومحيط معرة حرمة وكفرسجنة، حيث استُشهد مواطنان؛ أحدهما في احسم والآخر في الهبيط».
على صعيد متصل، واصلت الطائرات الحربية الروسية تحليقها في سماء إدلب وريف حماة بالتزامن مع تنفيذها غارات مكثفة على ريفي حماة وإدلب.
ووفقاً لسوانسون، فقد قُتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص على مدار 48 ساعة في جنوب إدلب، بينما قُتل اثنان في محافظة حماة. كما أصيب العشرات في محافظات إدلب وحماة وحلب.
وأضاف أن ما يُقدر بنحو 323 ألف شخص قد نزحوا في شمال وشمال غربي سوريا منذ سبتمبر (أيلول)، معظمهم في إدلب وحلب.
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان قد اتفقا في شهر سبتمبر الماضي في ختام لقاء جمعهما بمنتجع سوتشي، على إقامة منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.