معارض رابع يترشح للانتخابات الرئاسية في موريتانيا

TT

معارض رابع يترشح للانتخابات الرئاسية في موريتانيا

قدم محمد ولد مولود، رئيس حزب اتحاد قوى التقدّم المعارض، أمس، ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية الموريتانية، المقررة في يونيو (حزيران) المقبل للمجلس الدستوري، حسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الألمانية».
وسبق أن تسلم المجلس الدستوري ملف محمد ولد الغزواني، المدعوم من قبل الأغلبية الرئاسية الحاكمة، وملف سيد محمد ولد بوبكر، المدعوم من حزب تواصل الإسلامي المعارض، وبيرام ولد الداه ولد أعبيدي الناشط الحقوقي المعارض أيضاً.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد أمر بوقف المبادرات الداعية إلى تعديل الدستور، من أجل فتح الباب أمام ترشحه لولاية رئاسية ثالثة.
وتسلَّمت الحكومة الموريتانية، مساء أول من أمس، أسماء الممثلين الثلاثة للمعارضة الراديكالية في اللجنة المستقلة، التي ستشرف على الانتخابات الرئاسية الصيف المقبل، إذ أوضح مصدر في المعارضة أن وزير الداخلية أحمدو ولد عبد الله تسلم أسماء الأعضاء الثلاثة الذين سينضمون إلى لجنة الحكماء، التي تدير لجنة الانتخابات، وتترأسها ليصبح العدد 14 بدلا من 11 عضواً.
وتتكون اللجنة من أعضاء من الأغلبية الحاكمة، الموالية للحكومة، وممثلين عن المعارضة، التي شاركت في الحوار السياسي، الذي أقرّ بإنشاء لجنة يتساوى فيها التمثيل من الأغلبية والمعارضة، بينما غابت أطياف من المعارضة بعد أن قاطعت الحوار.
وطالبت المعارضة المقاطعة للحكومة، منحها التمثيل في لجنة الانتخابات بهدف ضمان شفافية ونزاهة الانتخابات، وهو ما تحقّق بالفعل. وقد قدمت المعارضة المحامي إبراهيم ولد ادي (حزب التكتل)، والإعلامي أحمدو ولد الوديعة (ناشط إسلامي)، والناشط الحقوقي محمد المختار بليل لتمثيلها في لجنة الانتخابات. ومع ذلك فلا تزال المعارضة تطالب بالسماح بحضور مراقبين دوليين، وتوفير الظروف المناسبة للمراصد المحلية لمراقبة الانتخابات، ومراجعة اللائحة الانتخابية وحياد الإدارة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.