الناخبون يعاقبون الأحزاب الرئيسية في الانتخابات المحلية البريطانية

TT

الناخبون يعاقبون الأحزاب الرئيسية في الانتخابات المحلية البريطانية

جاءت نتائج انتخابات المجالس المحلية للحزبين الرئيسيين في بريطانيا؛ العمال والمحافظين، غير مبشرة. وإذا تكررت هذه النتائج على مستوى الوطني، فسيحصل كل من المحافظين والعمال على 28 في المائة فقط من إجمالي الأصوات، بحسب خبير استطلاعات الرأي جون كورتيس الذي قال إنّ أيام هيمنة الحزبين «ربما انتهت». وخسر حزب رئيسة الوزراء تيريزا ماي المحافظ عدة مجالس محلية ومئات المقاعد، لكن حزب العمال لم يستفد من هذه الخسارة، إذ منحت الأصوات بدلاً من ذلك إلى الأحزاب الصغرى.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت إن النتائج «بمثابة صفعة للحزبين الرئيسيين». وقال جيرمي كوربن رئيس حزب العمال: «بالطبع أردنا أن نؤدي في شكل أفضل»، معبراً عن «أسفه الشديد» للخسائر التي مني بها الحزب. وأضاف لاحقاً أن هناك «زخماً كبيراً» لنجاح مباحثات «بريكست» بين حزبه وحزب المحافظين.
وأضاف الخبير في شؤون الانتخابات جون كورتيس لهيئة البث البريطاني (بي بي سي): «يبدو أن الرسالة الأساسية من الناخبين إلى كل من حزبي المحافظين والعمال هي (تبّاً لكما)». وأضاف أن الحزبين الرئيسيين «يتعرضان للخسائر في الدوائر التي كانا فيها الأقوى»، مع خسارة المحافظين مقاعد في جنوب بريطانيا والعمال في الشمال. ويعد المحافظون أقوى تقليدياً في المناطق التي جرت المنافسة فيها الخميس، حيث يدافعون عن موقعهم. لكن حتى حزب العمال اليساري مُني بخسائر. وعلى أي حزب يسعى إلى تشكيل الحكومة أن يتوقع تحقيق مكاسب كبيرة. وقال زعيم الليبراليين الديمقراطيين فينس كابل، إن الناخبين «لم تعد لديهم ثقة بالمحافظين، لكنهم يرفضون مكافأة العمال، بينما يراوغ الحزب بشأن أهم مسألة اليوم: (بريكست)». وقال النائب عن حزب العمال أوين سميث الذي حاول الإطاحة بزعيم الحزب جيرمي كوربن في 2016 إن تخبط العمال بشأن «بريكست» بات مكشوفاً بالنسبة للعامة. وأضاف أن «الناخبين لا يكافئون المراوغين».
وقد تتفاقم المشكلات التي يواجهها الحزبان الرئيسيان في الانتخابات الأوروبية عندما سيواجهان كذلك قوتين تشكلتا حديثاً هما: «حزب بريكست» الذي يحتل الصدارة وفق استطلاعات الرأي وحزب «التغيير البريطاني» الوسطي والمؤيد للاتحاد الأوروبي. ولم يخض أي من الحزبين الانتخابات المحلية التي منعهما توقيتها من تسمية آلاف المرشحين. وبإمكان نتائج الانتخابات المحلية أن تسهم في دفع الساسة لإيجاد حل للجمود الذي يواجه «بريكست». وقال النائب المحافظ برنارد جينكن لإذاعة «بي بي سي»: «إذا لم يصلح الحزب المحافظ أساليبه سريعاً، فسينتهي».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».