«النصرة» و«داعش» يحشدان لمهاجمة النظام في حماه ودير الزور.. وفصائل الغوطة تتوحد

السيطرة على محردة المسيحية تتيح للمعارضة التقدم إلى بلدات علوية

«النصرة» و«داعش» يحشدان لمهاجمة النظام في حماه ودير الزور.. وفصائل الغوطة تتوحد
TT

«النصرة» و«داعش» يحشدان لمهاجمة النظام في حماه ودير الزور.. وفصائل الغوطة تتوحد

«النصرة» و«داعش» يحشدان لمهاجمة النظام في حماه ودير الزور.. وفصائل الغوطة تتوحد

بدأ فصيلان متشددان يقاتلان ضد القوات الحكومية السورية، هما «جبهة النصرة» و«داعش» بحشد قواتهما لمهاجمة القوات النظامية على جبهتين منفصلتين في شرق ووسط البلاد، إذ تتحضر «داعش» لشن هجوم واسع على مطار دير الزور العسكري في الشرق، فيما حشدت «جبهة النصرة» أكثر من 1500 مقاتل لمهاجمة مدينة محردة، وهي أكبر المدن المسيحية الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في حماه.
وتزامن التطوران مع تصعيد عسكري في ريف دمشق، حيث تجددت الاشتباكات في القلمون، فيما أعلنت فصائل عسكرية معارضة التوحد عسكريا وقضائيا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، برئاسة قائد جيش الإسلام زهران علوش، ونائبه في القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية زعيم الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام أبو محمد الفاتح، في محاولة استباقية لمواجهة قوات النظام.
وقال ناشطون سوريون إن قوات «داعش» تحاول التقدم للسيطرة على مطار دير الزور العسكري شرق البلاد، بعد إتمام استعداداتها، إذ «بدأت بحشد قواتها للسيطرة على أكبر معاقل النظام السوري في المدينة». وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم «واصل حشد مقاتليه وعتاده العسكري وآلياته، تحضرا لمعارك واشتباكات مع النظام»، بالتزامن مع قصف للطيران الحربي على منطقة في ريف دير الزور الغربي. وفي حال سيطر «داعش» على مطار دير الزور العسكري، فإنه سيحكم سيطرته على كامل المدينة، ويتمكن من طرد القوات الحكومية منها.
وقال مصدر معارض لـ«الشرق الأوسط» إن الضربة التي تعرض لها «داعش»، بقصف أحد مقراته واستهداف قياديين فيه في دير الزور «أثارت ارتباكا كبيرا في صفوفه، كما أجلت الهجوم على دير الزور». وتواصل القصف الجوي النظامي على معاقل «داعش» في ريف المحافظة ومدينتها، واستهدف مناطق في مدينة موحسن التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، بالريف الشرقي لدير الزور، كذلك قصف الطيران الحربي مناطق في حي الحويقة في المدينة.
وعلى جبهة حماه، تستعد «جبهة النصرة» لشن هجوم واسع على مدينة محردة التي تقطنها أغلبية مسيحية، يناهز عددها الـ22 ألف نسمة، بقيادة أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني. وقالت مصادر المعارضة إن النصرة حشدت 1500 مقاتل على الأقل بهدف السيطرة على المدينة التي تفتح أمام النصرة، في حال السيطرة عليها، باب التوغل في معاقل النظام عبر السيطرة على القرى والبلدات التي تسكنها أغلبية علوية بريف حماه الغربي.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم «بدأ تدريجيا على شكل شن عمليات محدودة، هي بمثابة جسّ نبض للقوات الحكومية بغرض استدراجها ومعرفة تحصيناتها، عبر محاولات متكررة للتقدم إلى محردة»، مشيرة إلى أن الدخول إلى محردة «يهدد بالسيطرة على نطاق واسع من الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام، ويمكن المقاتلين الإسلاميين من التقدم إلى محيط مدينة حماه».
وأفاد المرصد السوري باندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وقوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مدينة محردة التي يقطنها مواطنون من المسيحيين، في حين جددت النصرة قصفها على مناطق في مدينة محردة بعدة قذائف، فيما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة كفرزيتا بالريف الشمالي لحماه. وأشار المرصد إلى قصف قوات النظام لبلدتي اللطامنة وحلفايا بصواريخ «يعتقد أنها من نوع أرض - أرض».
في غضون ذلك، قال عضو مجلس الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» إن فصائل المعارضة بدأت ترتيبات عسكرية جديدة لمنع قوات النظام من استعادة الغوطة الشرقية، وذلك بعد توحد الفصائل، وإعلان الجسم العسكري الجديد للمعارضة في الغوطة الذي حمل عنوان «القيادة العسكرية الموحدة للغوطة الشرقية» وضم «جيش الإسلام»، و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، الذي يضم فصائل مقاتلة أخرى. ويترأس التشكيل قائد جيش الإسلام زهران علوش، وقائد أجناد الشام أبو محمد الفاتح.
ويأتي هذا التشكيل في ظل محاولات النظام السوري للاستعادة السيطرة على حي جوبر في دمشق، ما يتيح للنظام التوغل في الغوطة الشرقية. وشهد الحي أمس، اشتباكات واسعة، بالتزامن مع قصف جوي للمنطقة.
إلى ذلك، أوضح المرصد السوري ظروف مقتل القائد العام لألوية العمري قيس القطاعنة في درعا، مؤكدا أن قاتله هو ناشط إعلامي وليس «جبهة النصرة». وبث المرصد شريط فيديو يتضمن اعترافات الناشط قيصر حبيب الذي روى ظروف قتله للقطاعنة، مشيرا إلى توجيه انتقادات إلى الناشط حول تغطية فشل إحدى العمليات العسكرية في ريف درعا، وتطور الحديث إلى مشادة كلامية، فأوعز النقيب إلى عناصره ليضعوه في صندوق السيارة، ما دفع الناشط حبيب إلى إشهار مسدسه وإطلاق النار على قيس القطاعنة ومرافقه، ما أدى لمصرع قيس القطاعنة متأثرا بإصابته، فيما أصيب الناشط بطلقتين ناريتين.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».