ظهور البغدادي يطلق حملة تفتيش على الحدود بين العراق وسوريا

جنود عراقيون خلال تدريب في قاعدة التاجي شمال بغداد (أ.ب)
جنود عراقيون خلال تدريب في قاعدة التاجي شمال بغداد (أ.ب)
TT

ظهور البغدادي يطلق حملة تفتيش على الحدود بين العراق وسوريا

جنود عراقيون خلال تدريب في قاعدة التاجي شمال بغداد (أ.ب)
جنود عراقيون خلال تدريب في قاعدة التاجي شمال بغداد (أ.ب)

أعلنت قيادة عمليات مدينة الأنبار العراقية، أمس، أنها شرعت بعملية عسكرية واسعة لتفتيش منطقة الشريط الحدودي مع سوريا، بعد يومين من نشر فيديو يظهر فيه زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي بعد 5 سنوات من اختفائه.
وقالت عمليات «الحشد العشائري» في محافظة الأنبار في بيان إن القوات التابعة لها «انطلقت فجر الخميس بعملية عسكرية واسعة لتطهير الحدود بمشاركة الألوية 13 و17 و18 و19 في الحشد الشعبي ومديريات هندسة الدروع والاتصالات ومكافحة المتفجرات والطبابة التابعات لهيئة الحشد الشعبي إضافة إلى شرطة الحدود».
وأضاف البيان أن «قواتنا ستدخل من ثلاثة محاور رئيسية للانتشار على الشريط الحدودي من قبل قطعاتنا، مستعدة لدرء أي خطر أو طارئ في حال سلك الإرهابيون طرقهم نحو حدود العراق إثر عملية الجيش السوري».
وأعلنت استخبارات وزارة الداخلية العراقية المعروفة باسم «خلية الصقور» أن «أغلب أسماء الإرهابيين اﻟﺬﻳﻦ ذﻛﺮﻫﻢ زعيم تنظيم داعش ﻗﺘﻠﻮا» ﻓﻲ ﺿﺮﺑﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﻮﺳﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ. وقال رﺋﻴﺲ اﻟﺨﻠﻴﺔ أﺑﻮ ﻋﻠﻲ اﻟﺒﺼﺮي في تصريح، أمس، إن «ﻇﻬﻮر المجرم إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺒﺪري الملقب ﺑـالبغدادي ﻓﻲ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ المصور الذي بث لمدة 18 دﻗﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ أحد ﻣﻮاﻗﻊ داﻋﺶ الإرﻫﺎﺑﻲ الإﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ، ﻛﺎن ﻳﺴﺘﺠﺪي ﻋﻨﺎﺻﺮه ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ».
وأضاف أن «أغلب الأسماء الإرﻫﺎبية ﻣﻤﻦ ذﻛﺮﻫﺎ المجرم اﻟﺒﻐﺪادي ﻓﻲ ﺧﻄﺎب اﻻﺳﺘﺠﺪاء، ﻗﺪ ﻗﺘﻠﻮا العام الماضي خلال هجوم ﺧﻠﻴﺔ اﻟﺼﻘﻮر ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣــﻊ ﻗﻮاﺗﻨﺎ اﻟﺠﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﻮﺳﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ»، معتبراً أن «اعتراف الإرهابي البغدادي ﺑﻬﺰﻳﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺎﻏﻮز اﻟﺴﻮرﻳﺔ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن ﺿﺮﺑﺔ ﺧﻠﻴﺔ اﻟﺼﻘﻮر ﻟﻠﻬﺪف الإرﻫﺎﺑﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺿــﺮﺑــﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ونفسية، ساعدت ﻋﻠﻰ دخول قوات ﻗﺴﺪ اﻟﺴﻮرﻳﺔ إلى آخر ﺟﻴﺐ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﺎﻏﻮز».
وأشار إلى «ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺧﻼﻳﺎ إرﻫﺎﺑﻴﺔ في قضاء البعاج ﻏﺮب ﻧﻴﻨﻮى ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻧﺰال نفذتها ﻗﻮة ﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﺟﻮاً ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺨﻠﻴﺔ مساء الاثنين الماضي»، لافتاً إلى أن «اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑإﺳﻨﺎد ﺟﻮي ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮات اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺪوﻟﻲ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎل ﺳﺒﻌﺔ إرهابيين منتمين إلى ﺪاﻋﺶ ﺻﺪرت ﺑﺤﻘﻬﻢ ﻣﺬﻛﺮات ﻗﺒﺾ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ واﻟﻨﻘﻞ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫﺎﺑﻲ بين ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أنها حللت فيديو البغدادي الذي «ظهر في مكان يبدو أنه ملجأ تحت الأرض، ولإخفاء ملامح المكان تم وضع ستائر على الجدران». وأشارت إلى أن المجموعة التي رافقته من قيادات التنظيم «نرى أن الاجتماع كان لتوليها مناصب عوضاً عن قتلاه في المعارك الأخيرة والهاربين من قياداته».
وأضاف البيان أن «من الواضح أن الإرهابي البغدادي في حيرة من أمره بعد الخسائر الكبيرة التي مُني بها في معارك الأنبار وصلاح الدين وبيجي والموصل والرقة وغيرها، وآخرها الباغوز. وأثيرت أخبار عدة سواءً من قيادات أمنية عراقية أو سورية أو من قوات قسد أو من تسريبات لجنرالات من روسيا أو من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، عن إصابته أكثر من مرة وأن حالته خطرة وقد ذهب بعضهم إلى مقتله».
وبشأن الاستراتيجية التي يعمل عليها البغدادي، قالت الوزارة إن «الهدف من عقد هذا الاجتماع هو إعادة التنظيم وبث الروح المعنوية وتعيين ولاة وأمراء عوضاً عن الذين فقدهم»، مبيناً أن «البغدادي اعترف بالهزيمة في المعارك التي خاضها التنظيم محاولا البحث عن بيعات جديدة، خصوصاً في الصحراء الكبرى في أفريقيا والساحل الأفريقي في ليبيا وبوركينا فاسو ومالي والكونغو، بعد إفلاسه في منطقة الشرق الأوسط».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.