> لا بد أن الإنترنت ومواقعه سبب كبير آخر في مسألة انتشار الكتابة عن السينما من قِبل كتّاب يتخذون العملية بحدودها الدنيا: مشاهدة فيلم والكتابة عنه. وأحياناً، كما ثبت أكثر من مرّة، عدم مشاهدة فيلم والكتابة عنه.
> صحيح أن الكتابة غير المتخصصة سبقت عصر الإنترنت وكان دائماً هناك «نقاد» سينما ما هم بنقاد، لكن الحقل الجديد من الوسط الإعلامي أشاع الكتابة عن السينما، والكتابة النقدية بحد ذاتها، لدرجة أن انتشارها شبيه بانتشار مشروبات الصودا؛ ترطّب الحلق لكنها تبقى مزيجاً من الكيماويات والسكريات وبلا فائدة صحية.
> لا يحدث هذا على صعيد الكتابة بالعربية فقط، بل هو منتشر في كل أروقة العالم. نقاد أكثر من موقع أجنبي (من بينها «روتن توماتوز») يتحدثون عن الأفلام كما لو كانوا اكتشفوها ويكتبون بلغة الأنا وأنت. شيء مثل «أنا أعلم بأنك ستحب هذا الفيلم كما أحببته أنا»! يدلي ذلك بآراء لا تمتّ إلى النقد بل لوجهة النظر ولا تعرف التحديد والتخصص بل تمر على الموضوع عابراً.
> عربياً، تسود كتابات من نوعين: الإتيان بما يمكن من فن الإنشاء واستخدام الكلمات المركبة التي تجعل من مراجعة الفيلم شيئاً مثل دحرجة الصخور، والكتابة المترجمة (بآرائها) عن مواقع غربية. النقد الفعلي المتأتي عن دراسة وخبرة وتخصص، محاصَر. كان دوماً كذلك واليوم الحصار أكبر. والخاسر هي الثقافة السينمائية وحق القارئ في المعرفة الصحيحة.
15:2 دقيقه
نقاد محاصَرون
https://aawsat.com/home/article/1705656/%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D9%8E%D8%B1%D9%88%D9%86
نقاد محاصَرون
نقاد محاصَرون
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة