الحريري يؤكد الإصرار على الإصلاحات ويدعو للاستفادة من التجربة المصرية

الرئيس سعد الحريري خلال استقباله رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي في السراي الحكومي أمس (إ.ب.أ)
الرئيس سعد الحريري خلال استقباله رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي في السراي الحكومي أمس (إ.ب.أ)
TT

الحريري يؤكد الإصرار على الإصلاحات ويدعو للاستفادة من التجربة المصرية

الرئيس سعد الحريري خلال استقباله رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي في السراي الحكومي أمس (إ.ب.أ)
الرئيس سعد الحريري خلال استقباله رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي في السراي الحكومي أمس (إ.ب.أ)

أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على القيام بالإصلاحات المطلوبة، رغم الصعوبات، مثنياً على التجربة المصرية في هذا الإطار.
وجاء كلام الحريري خلال مشاركته في منتدى الاقتصاد العربي 2019، إلى جانب رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، وكثير من المسؤولين ورجال الأعمال اللبنانيين والمصريين والعرب. وقال إن «التحدي الأبرز المشترك اليوم بين الدول العربية، هو كيفية تحفيز النمو وتنويع مصادره، لإيجاد فرص عمل لشبابنا». وأضاف: «أعتقد أنه أصبح لدينا جميعاً قناعة تامة بأن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه دون تنفيذ إصلاحات، من شأنها تطوير اقتصاداتنا الوطنية وتحديثها، وجميعنا مقتنعون أنه من دون تحديث إجراءاتنا وقوانينا وإداراتنا وتعزيز الحوكمة والشفافية، لا يمكن للقطاع الخاص تحقيق إمكاناته، وبالتالي لا نمو ولا ازدهار ولا استثمارات».
وأعلن الحريري عن وضع رؤية متكاملة للنمو وفرص العمل، مؤكداً: «الإصرار على القيام بالإصلاحات المطلوبة، على الرغم من كل الصعوبات الموجودة. وتجب الاستفادة من التجربة المصرية التي حصلت في السنوات الماضية في هذا الخصوص». ولفت إلى أن اجتماع اللجنة العليا اللبنانية المصرية المشتركة في بيروت، يصب في اتجاه إرساء الأسس لمزيد من التعاون والتنسيق بين لبنان ومصر، لتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.
ورأى الحريري أن التحدي الأبرز بين الدول العربية اليوم هو كيفية تحفيز النمو وتنويع مصادره لإيجاد فرص عمل للشباب، وقال: «أعتقد بأنه أصبح لدينا جميعاً قناعة تامة بأن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه دون تنفيذ الإصلاحات التي من شأنها تطوير اقتصاداتنا الوطنية وتحديثها». وأضاف: «علينا أن نتحدث مع الناس بصدق حول ما يجري في البلد، والمشكلات التي يتعرض لها. اليوم بعد تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الرئاسة في مصر أمسك بيده زمام الأمور، وقرر مع فريق عمل ومع رئيس الوزراء والوزراء تغيير وجهة البلاد، وهذا ما حصل. أحياناً التغيير يواجه صعوبات؛ لأن الناس تعودت على وضع آمن محدد لا يريدون الخروج منه، ومرتاحون على أوضاعهم، ويرفضون التغيير».
ودعا الحريري إلى استفادة لبنان من الخبرة والتجربة المصرية التي حصلت، إن كان في مجالات الكهرباء أو الاتصالات أو الغاز والبترول، وغيرها من القطاعات.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.