على خلفية أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبعد يوم واحد من إقالة وزير الدفاع البريطاني تنظّم المجالس المحلية في إنجلترا انتخابات على أكثر من ثمانية آلاف مقعد، في أول ممارسة للعملية الديمقراطية منذ أن تخلفت بريطانيا عن موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي في التاسع والعشرين من مارس (آذار). ومن المتوقع أن يستغل الناخبون الانتخابات لمعاقبة حزب المحافظين الحاكم بزعامة ماي بسبب إخفاق الحزب في تطبيق عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي المعروفة باسم «بريكست»، مما يكشف عن حالة الانقسام وعدم الرضا بين الناخبين. وسترسم النتائج صورة وإن لم تكن كاملة عن مدى تأثير ذلك على حجم التأييد لحزب المحافظين المنتمي ليمين الوسط وحزب العمال المعارض اليساري. ومن المتوقع أن يخسر المحافظون مئات المقاعد وقد تصل الحصيلة النهائية إلى خسارة ألف مقعد، حسبما أفاد تحليل في هذا الصدد. المتوقع أن يحقق حزب العمال، الذي يعارض رؤية ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي وإن كان يدعم عملية الخروج ذاتها، مكاسب في الانتخابات، وكذلك الديمقراطيون الأحرار المعارضون للخروج من التكتل الأوروبي.
وسيزيد ذلك من الضغط على ماي للاستقالة مما يدل على أن الاستياء الشديد تجاه تعاملها مع ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتجاوز أعضاء الحزب ويصل إلى المواطنين حيث أغضب الذين يرغبون في خروج بلادهم من الاتحاد والذين يرغبون في البقاء على حد سواء.
وأقالت رئيسة الوزراء البريطانية أول من أمس (الأربعاء)، وزير الدفاع جافين ويليامسون، بعد أن أشار تحقيق إلى مسؤوليته عن تسريب مناقشات في مجلس الأمن القومي التابع له عن شركة «هواوي» الصينية للاتصالات. ونفى الوزير ويليامسون التهم نفياً قاطعاً، مطالباً بتحقيق مستقل لإثبات براءته من التهم.
وقال ديفيد ليدينغتون وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني، أمس (الخميس)، إن تحقيق الحكومة في الكشف عن معلومات سرية تتعلق بشركة الاتصالات الصينية «هواوي» ضروري لضمان نزاهة مجلس الأمن القومي.
وأضاف ليدينغتون مخاطباً البرلمان: «تم تحديد إطار تحقيق التسريب المتعلق بكشف معلومات عن شبكة الجيل الخامس بما يضمن الحفاظ على نزاهة مجلس الأمن القومي عموماً، والأهم، ضمان قدرة المشاركين في اجتماعه على مواصلة ثقتهم الكاملة في عمله وسرية إجراءاته».
وتشير التوقعات إلى أن المحافظين سوف يخسرون نحو 800 مقعد في الانتخابات لاختيار أكثر من 8000 عضو في 260 مجلساً في معظم أنحاء إنجلترا. ويشار إلى أن نحو 60% من هذه المقاعد يشغلها المحافظون حالياً. وكانت ماي قد وافقت على التنحي عن منصب زعيمة المحافظين ورئيسة الوزراء بمجرد الحصول على موافقة البرلمان على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن المرجح أن تواجه ماي مزيداً من الدعوات للاستقالة في وقت أبكر في حال كانت نتائج انتخابات اليوم كارثية بالنسبة إلى الحزب. وكان من المقرر أن تعلن الحكومات المحلية نتائج الانتخابات في وقت لاحق من الخميس أو اليوم (الجمعة).
انتخابات بريطانية في ظل أزمة «بريكست» والتسريبات الأمنية وإقالة وزير الدفاع
انتخابات بريطانية في ظل أزمة «بريكست» والتسريبات الأمنية وإقالة وزير الدفاع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة