مقاتل سابق ينتحر عبر «فيسبوك» احتجاجاً على أوضاع كردستان

TT

مقاتل سابق ينتحر عبر «فيسبوك» احتجاجاً على أوضاع كردستان

في الساعة الثامنة من مساء يوم الثلاثاء الماضي، أعلن المقاتل السابق في «البيشمركة» الكردية حاكم كوران، عبر صفحته الخاصة على موقع «فيسبوك»، أنه سينتحر خلال ساعات، في بثّ مباشر على منصة التواصل الاجتماعي.
بعد نحو 3 ساعات، شاهده العشرات من أصدقائه ومتابعيه عبر «فيسبوك»، وهو يطلق على نفسه الرصاص من فوهة رشاشه الشخصي، من طراز «كلاشنكوف»، ليخرّ صريعاً في مشهد لم يسبقه إليه أحد في إقليم كردستان والعراق.
ويقول أفراد أسرته إنه في اللحظة التي قرر فيها الانتحار، حاول أخوه وابن أخيه ثنيه عن قتل نفسه، فلم يفلحا لأنه أطلق النار فوق رأسيهما وهددهما بالقتل إذا اقتربا منه، وخاطبهما قائلاً: «لا تقتربا. اتخذت قراري. أريد أن أموت بكرامة».
نُقل كوران، الذي عُرف باحتجاجات طويلة على أوضاع إقليم كردستان العراق، إلى المستشفى، لأنه لم يمت في الحال، لكن طلقات النار مزقت أحشاءه وأفرغت الدماء في عروقه، فودّع الحياة أول من أمس.
ويقول الصحافي الكردي هفال زاخوي، عن لحظة المعرفة بانتحار كوران: «بدا الأمر معقداً ومربكاً جداً. إنها لحظة احتجاج هائلة، بعد تاريخ طويل من النضال. حالة من الحزن الشديد خيّمت على كردستان عقب انتحاره، ومحافظة دهوك التي ولد فيها تحولت إلى مأتم كبير». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا أحد منا يعلم ما كان يدور في نفسه وأعماقه؛ خصوصاً أن موضوع الانتحار خطير وكبير جداً، واتخاذ قراره صعب ومثير للجدل».
وأشار إلى أن «الكلمات التي قالها قبل لحظة انتحاره، أنحى فيها باللائمة على المواطنين في الإقليم، لأنهم لم يفعلوا شيئاً حيال عملية احتجاجه التي استمرت لعامين في جبل دهوك، بعد فشل الاستفتاء الكردي في 2017. واستغرب أن أحداً لم يكترث لموضوع احتجاجه، سواء على مستوى المواطنين والأحزاب، ويبدو أنه وصل إلى مرحلة شديدة من الإحباط انتهت بقرار الانتحار».
وينتمي كوران إلى عائلة ارتبطت حياتها بتاريخ النضال الكردي، فسلطات «البعث» و«الحرس القومي» اعتقلت والده عام 1963، ثم أطلقت سراحه بعد نحو 9 أشهر. والتحق هو وشقيقه بالثورة مطلع ثمانينات القرن الماضي، وكان يعمل قاضياً في محاكم الثورة لمحاسبة المتعاونين مع أجهزة «البعث»، لذلك أطلق عليه الاسم الحركي حاكم كوران، واسمه الحقيقي صبحي العقراوي.
ويرى زاخوي أن كوران «آلمه أن يرى فشل استفتاء الاستقلال، والصراع القاسي بين الأحزاب الكردية على السلطة، إلى جانب شعوره بغياب العدالة والإصلاح والمساواة في كردستان، وهي شعارات كان يرفعها دائماً».
وأضاف: «في عقد التسعينات آلمه الصراع الكردي - الكردي، فقرر الهجرة إلى أوروبا وحصل على الجنسية الهولندية، وأسرته ما زالت تعيش هناك. وبعد سماعه قصة استفتاء الاستقلال، عاد إلى كردستان على أمل نجاح الأمر وإعلان الدولة الكردية، لكنه أصيب بصدمة شديدة بعد فشل الموضوع».
وبعد ذلك التاريخ، والكلام لزاخوي، قرّر كوران الاعتكاف وحده في جبل دهوك، في المنطقة المسماة «السلسلة البيضاء»، ومن هناك «ظل ينادي بالإصلاح والوحدة بين الأحزاب الكردية والعدالة والمساواة، لكنه لم يجد آذاناً صاغية فاختار نهايته».
وأضاف: «في اليوم الذي قرر الانتحار فيه، ترك مقرّه في جبل دهوك، ومرّ بمدينته عقرة، من دون أن يمر بأهله، ثم ذهب بعد ذلك إلى منطقة جبلية وعرة في عقرة، وهناك حدث ما حدث».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».