مساءلة جنرال جزائري حول ضلوع عسكريين في إدخال 7 قناطير من الكوكايين

مساءلة جنرال جزائري حول ضلوع عسكريين في إدخال 7 قناطير من الكوكايين
TT

مساءلة جنرال جزائري حول ضلوع عسكريين في إدخال 7 قناطير من الكوكايين

مساءلة جنرال جزائري حول ضلوع عسكريين في إدخال 7 قناطير من الكوكايين

قال مصدر قضائي جزائري إن مدير الشرطة السابق اللواء عبد الغني هامل تعرض أمس لمساءلة بالمحكمة حول تصريحات له، فهمت بأنها موجهة إلى قائد الجيش، الضابط النافذ في شؤون الحكم الجنرال أحمد قايد صالح، تتعلق بضلوع مسؤولين عسكريين ومدنيين في تسريب سبعة قناطير من الكوكايين، تم جلبها العام الماضي من البرازيل مرورا بإسبانيا.
وذكر المصدر القضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن أسئلة قاضي التحقيق بمحكمة الجزائر العاصمة، انصبت كلها حول من كان يقصد هامل بتصريح، عدّ خطيرا للغاية، وكان سببا مباشرا في إبعاده من المنصب، بعد أن أطلقه في يونيو (حزيران) من العام الماضي.
فقد قال هامل ردا على سؤال صحافي حول قضية مصادرة قناطير الكوكايين «إذا أردت أن تحارب الفساد، فعليك أن تكون نظيفا»، وكررها مرتين على مسامع الصحافيين.
وكان هامل يتحدث يومها بخلفية تتمثل في ورود اسم نجله وسائقه الشخصي في التحقيقات، التي أجراها الدرك في القضية. وقد عدت هذه التصريحات حينها موجهة إلى الجنرال غالي بلقصير، رئيس أركان جهاز الدرك (قائد سلاح الدرك حاليا)، الذي أطلق التحريات. غير أن المقصود في الحقيقة هو رئيس أركان الجيش ونائب وزير الدفاع، قايد صالح لأنه هو من كلف بلقصير بإجراء التحريات.
ومن بين ما قال هامل (64 سنة) يومها بنبرة غاضبة: «أقولها صراحة. لقد وقعت في التحقيقات الابتدائية تجاوزات وخرق للقانون. ولحسن الحظ فإن القضاة لم يتركوا القضية تتميّع». وكان يقصد أن القضاة رفضوا اتهام نجله وسائق الشخصي، وكان يشير في نفس الوقت إلى جهاز الدرك الوطني، التابع للجيش الذي أمسك بالقضية، واعتقل عشرات المشتبه بهم، قبل أن يحيل الملف على النيابة.
وأفاد المصدر القضائي أن «هناك مؤشرات تؤكد بأن قايد صالح يقف وراء استدعاء هامل للتحقيق، أهمها أنه تحدث الأسبوع الماضي في خطاب عن قضية الكوكايين، وقال إن القضاة مطالبون بمعالجة هذا الملف في أقرب وقت». وأضاف المصدر موضحا أنه «لم توجه أي تهمة لمدير الشرطة سابقا، لكن ظهرت عليه علامات الاستياء وهو يخرج من مكتب قاضي التحقيق».
يشار إلى أن المتهم الرئيسي في قضية المخدرات الصلبة، هو رجل الأعمال المعروف كمال شيخي، الشهير بـ«البوشي» (الجزار)، وهو مسجون حاليا. وتم استجواب هامل من طرف محكمة تيبازة (غربي العاصمة) الأسبوع الماضي في قضية «الحصول على عقار صناعي بطرق غير قانونية». كما أن نجله معني بالقضية أيضا، غير أنه غادر مكتب قاضي التحقيق من دون أن توجه له أي تهمة.
وكان رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، قد رد الثلاثاء الماضي على تهم فساد أمام محكمة الجزائر العاصمة، ووجد في انتظاره أمام مدخل المحكمة مئات الأشخاص، وهم يصيحون في وجهه «التهمتم البلاد أيها اللصوص».
من جهة أخرى، نظم المئات من عمال مجموعة الصناعات الغذائية «سيفتال»، أمس، مظاهرة في بجاية (250 كلم شرق)، للمطالبة بالإفراج عن رئيسها، الملياردير الكبير يسعد ربراب، الموجود بالحبس الاحتياطي منذ أسبوعين، بعد اتهامه بـ«تضخيم فواتير» تتعلق بعتاد لتطهير المياه، استورده من الخارج بقيمة 3 ملايين دولار.
ورفع المتظاهرون شعارات معادية لقائد الجيش، الذي حملوه مسؤولية «تصفية حساب قديم مع ربراب»، وطالبوا بـ«محاسبة أفراد العصابة الحقيقيين، وعلى رأسهم سعيد بوتفليقة»، شقيق الرئيس السابق، الذي باتت متابعته وشيكة.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.