في مواجهة تزايد أعداد النازحين من جنوب العاصمة الليبية طرابلس، بدأت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تدريب 60 اختصاصياً اجتماعياً، بهدف دعم الأسر التي شردتها الحرب، والمساهمة في التخفيف عنهم؛ حيث تمكنت من تلقيح نحو 34 مليون طفل داخل مناطق نزاعات بالعالم العربي، وفي مقدمتها ليبيا.
وقالت المنظمة الأممية في بيان، مساء أول من أمس، إن «الاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس يلعبون دوراً مهماً، وأساسياً في تحقيق الاستقرار للأطفال في حالات النزاع»، مشيرة إلى أن هذه الكوادر «تعد خلال الأوقات الصعبة الملجأ والملاذ الآمن للتلاميذ، الذين يلقون بفضلهم الدعم والمساعدة». ولفتت إلى أنها «عملت مع وزارة التربية والتعليم، والشركاء على دعم الاختصاصيين لدعم الأسر النازحة، والمساهمة في التخفيف من التحديات التي تواجهها بسبب الحرب». وباتت بنايات المدارس والمصانع المهجورة ملاذات مؤقتة لآلاف المواطنين، الذين شردتهم الحرب الدائرة بمحيط طرابلس، منذ نحو شهر بين «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات موالية لحكومة «الوفاق»، التي يترأسها فائز السراج.
وقال نادر اليعقوبي، وهو أب لطفلين انتقل بهما إلى غرب العاصمة، والإقامة داخل أحد المصانع المعطلة، إن نجليه انتسبا إلى مدرسة في بلدة قريبة من طرابلس بعدما ترك منزله في وادي الربيع ونزح مع عدد كبير من الأسر.
في السياق ذاته، وتحت عنوان «رحماء بينهم» نظمت «مفوضية مصراتة للكشافة والمرشدات» حملة، تستهدف تسيير قافلة إغاثة لإعانة النازحين والمهاجرين بسبب الاشتباكات بضواحي العاصمة. ونقلت قناة «218» الإخبارية، أمس، أن الحملة التي بدأت تستقبل التبرعات، ستستمر 3 أيام لإيصال المساعدات إلى الأسر النازحة، وإعانتهم على ضرورات المعيشة، ورعايتهم صحياً.
أما فيما يتعلق بتطعيم الأطفال في مناطق النزاعات، خاصة ليبيا، فقد أوضحت «يونيسف» في بيانها، أمس، أنها واصلت حملات تلقيح الأطفال داخل المناطق المتأثرة بالنزاعات، والتي تستضيف اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولفتت إلى أنه «من بين كل 5 أطفال في جميع أرجاء المنطقة، يعيش طفل واحد، إما في منطقة نزاع وإما في بلد متأثر بالنزاع»، مشيرة إلى أن «الأطفال الذين يحتاجون لقاحات خاصة في تلك المناطق، هم الأقل حظاً من حيث الحصول عليها».
وحذرت المنظمة من أن «الأطفال الذين لا يحصلون على التلقيح، أو يحصلون على القليل منه، هم عُرضة للإصابة بأمراض خطيرة، قد تؤدي بهم إلى الموت»، لافتة إلى أنه «حين يخسر بعض الأطفال فرصة الحصول على اللقاحات، يزداد خطر انتشار الأمراض بالنسبة للجميع».
كما نوهت المنظمة إلى أن «المنطقة تشهد تهديداً بعودة الأمراض الخطيرة، التي اختفت منذ فترة طويلة، مثل شلل الأطفال، كنتيجة مباشرة للصراع».
ونقل البيان عن خيرت كابالاري، المدير الإقليمي للمنظمة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قوله إن «(اليونيسف) تدعو لاتخاذ عدد من الإجراءات الفورية لإيصال اللقاحات المنقذة للحياة إلى كل طفل في المنطقة». داعياً «جميع أطراف النزاع في جميع أرجاء المنطقة، والدول التي لها تأثير عليها أن تواصل بذل كل ما في وسعها لتسهيل وصول اللقاحات، وضمان اعتبار التلقيح من خلال الأنظمة والحملات الروتينية، أولوية وطنية في جميع البلدان».
كما أوضح كابالاري أنه «في حالات الحرب، يتوجب على أطراف النزاع تأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام، وغير مشروط، لكي يحصل كل الأطفال أينما وُجدوا على التلقيح، بغضّ النظر عمّن يسيطر على المنطقة التي يعيشون فيها».
الأمم المتحدة تُدرّب اختصاصيين ليبيين على دعم الأسر المُشردة
للمساهمة في التخفيف من تداعيات الحرب والتحديات التي يواجهها الصغار
الأمم المتحدة تُدرّب اختصاصيين ليبيين على دعم الأسر المُشردة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة