عرمان على رأس وفد {الحركة الشعبية} إلى الخرطوم لدعم {الحرية والتغيير}

عرمان على رأس وفد {الحركة الشعبية} إلى الخرطوم لدعم {الحرية والتغيير}
TT

عرمان على رأس وفد {الحركة الشعبية} إلى الخرطوم لدعم {الحرية والتغيير}

عرمان على رأس وفد {الحركة الشعبية} إلى الخرطوم لدعم {الحرية والتغيير}

أعلنت الحركة الشعبية - شمال بقيادة مالك عقار عن إرسالها وفد حسن نوايا إلى الخرطوم بقيادة نائب رئيس الحركة ياسر عرمان وأمينها العام إسماعيل خميس جلاب، في وقت أكدت على لقاء مطول عقده رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت جمع رئيسي الفصيلين المنشقين مالك عقار وعبد العزيز آدم الحلو، وياسر عرمان بغرض توحيد الفصيلين وتحقيق السلام الشامل والعادل في السودان.
وقالت القيادة التنفيذية العليا للحركة الشعبية في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إنها قررت إرسال وفد بقيادة نائب رئيسها ياسر عرمان وأمينها العام إسماعيل خميس جلاب إلى الخرطوم، ويعد الأول منذ اندلاع الحرب الأهلية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأرجعت سبب إيفاد قيادتها لما سمته دعم أجندة الثورة ووضع قضايا الحرب كأولوية في عملية الانتقال وإجراء حوار مع قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وأكدت أنها هدفها السودان، وأضاف البيان: «نحن على اتصال مع حلفائنا في الجبهة الثورية وقيادات السودانيين في الخارج لتكوين وفد مشترك للذهاب إلى الخرطوم في أسرع وقت لدعم أهداف ثورتنا النبيلة والالتقاء بالمجلس العسكري والإصرار على ضرورة أن تكون قضايا الحرب في حزمة واحدة ضمن ترتيبات الفترة الانتقالية»، مشيراً إلى الحوار مع القوى الحية كافة في المجتمع السوداني وعلى رأسها قوى الحرية والتغيير، وقال: «لقد قررت القيادة التنفيذية أن يكون على رأس الوفد ياسر عرمان وإسماعيل خميس جلاب».
وقال البيان إن حكم الإعدام الصادر في حق نائب رئيس الحركة ورئيس وفدها ياسر عرمان لن يمنعها من أداء مهماتها الوطنية، لا سيما أن الذي أصدر الحكم الرئيس السابق عمر حسن البشير وينتظر المحاكمة، وأضاف: «إرسال وفد نوايا حسنة إلى الخرطوم لم يكن ممكناً إلا بإذن من شعبنا وثورته وشهدائه على امتداد ثلاثة عقود»، مؤكداً أن رئيس الحركة مالك عقار سيواصل الإشراف على العمل العسكري ضمن مهامه الأخرى مع الالتزام بوقف إطلاق النار وعدم إسقاط خيار الكفاح المسلح حتى يتم الوصول إلى حل سلمي شامل.
وشددت الحركة الشعبية على أنها تقف بالكامل مع تفكيك دولة التمكين وإشاعة الحريات وبناء نظام جديد قائم على المواطنة بلا تمييز وإنهاء دولة الإسلاميين الفاشية، وأكدت أنها تقف في الوقت نفسه مع حق التيار الإسلامي بالوجود في الحياة السياسية مع الالتزام بالديمقراطية والمحاسبة والتداول السلمي للسلطة.
وأوضح البيان أن قوى التغيير تضم مختلف فئات الشعب السوداني على امتداد 30 عاماً وهو عمر نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، توجت بثورة ديسمبر (كانون الأول) الماضي وقادتها بشكل رئيسي قوى الحرية والتغيير والتي تضم قوى الكفاح المسلح إلى جانب القوى السياسية، وقال: «المجلس العسكري بما في ذلك القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ساهموا في التغيير وفي اعتقال رأس النظام السابق ومجموعته ورفضوا ضرب المتظاهرين وعملوا على حمايتهم وهذا يجعلهم طرفاً في التغيير».
وقالت القيادة التنفيذية للحركة الشعبية في بيانها إن الشعب السوداني لا يريد إعادة إنتاج النظام القديم ولن يرضى بحكم عسكري وفي الوقت نفسه فإنها ترى ضرورة قيام شراكة منتجة توصل الشعب إلى تحقيق أهداف ثورته في الانتقال «من الشمولية إلى الديمقراطية ومن الحرب إلى السلام العادل ومن دولة التمكين إلى دولة الوطن»، وأضافت: «هذا يتحقق عبر حوار شفاف ورصين يؤسس لسلطة الشعب بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير التي تضم قوى الكفاح المسلح ويجب ألا نكرر تجارب الماضي في قضية الحرب بمعزل عن السلام أو السلام بمعزل عن الديمقراطية وعدم الفصل بين الحقوق المدنية والحقوق الطبيعية وعلى رأسها حق الحياة والمواطنة بلا تمييز».
واعتبرت الحركة أن وحدة الجبهة الثورية ونداء السودان وقوى الإجماع والحرية والتغيير وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز آدم الحلو شرط رئيسي لتحقيق أهداف الثورة السودانية، ودعت إلى التمثيل الكافي للنساء والشباب والاعتراف بدورهم في الثورة لبناء مستقبل جديد.
ورأت الحركة أن المجلس العسكري ليس عدواً للثورة، لكنها طالبته بالاعتراف بأن الشعب هو مصدر السلطات وأن قوى الثورة هي الحاضنة الطبيعية والوحيدة لأي نظام جديد، وأشارت إلى أن اتصالاتها داخل الجبهة الثورية ونداء السودان وقوى الحرية والتغيير هدفها خلق جبهة وطنية موحدة لإنجاز مهام الفترة الانتقالية، وقالت: «الدولة العميقة لا يمكن تفكيكها دون وحدة قوى الثورة ونثق في حكمة والتزام جميع أطراف الثورة بتأسيس الجبهة الموحدة للحرية والتغيير».
وأعربت الحركة الشعبية عن شكرها لرئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت الذي استضاف طرفي الحركة طوال «5» أشهر للبحث عن توحيد الحركة الشعبية والسلام، وكشفت عن لقاء جرى أمس في مكتب الرئيس سلفا كير في جوبا لساعات طويلة ضم قادة الحركة الشعبية التاريخيين في جنوب السودان إلى جانب مالك عقار وعبد العزيز الحلو وياسر عرمان بغرض توحيد الحركة الشعبية – شمال، التي انشقت في مارس (آذار) 2017. وقالت إن اللقاء هو الأول الذي جمع ثلاثتهم منذ انشقاق الحركة، وأضاف البيان: «سيواصل رئيس جنوب السودان سعيه الدؤوب لتوحيد الحركة الشعبية - شمال ونؤكد تمسكنا بوحدة الحركة، وإن أهم هدف من أهداف حركتنا إقامة علاقة استراتيجية بين دولتي السودان».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».