الجيش اليمني يتقدم في صعدة ويسيطر على مركز عمليات للحوثيين

TT

الجيش اليمني يتقدم في صعدة ويسيطر على مركز عمليات للحوثيين

تواصل قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، تقدمها الميداني المتسارع في عقر ميليشيات الحوثي الانقلابية بمحافظة صعدة، شمال غرب صنعاء.
فبعد يومين من تحريرها مواقع استراتيجية في ثلاث مديريات (رازح، والصفراء، والباقع) في المحافظة، التي تُعد المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي الانقلابية، أحرزت قوات الجيش الوطني، أمس (الأربعاء)، تقدماً جديداً في المديرية الرابعة مديرية كتاف والبقع، شرقاً.
وأكد قائد كتائب محور صعدة العميد هاني باسلامة، أن «قوات الجيش والمقاومة الشعبية وبإسناد من مدفعية التحالف حررت مناطق في المخنق وتبة القناصين وتبة البدر الاستراتيجية شرق مديرية كتاف البقع»، وفقاً لما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
وأوضح أن «الميليشيات الانقلابية كانت تتخذ تبة البدر مركزاً لعملياتها العسكرية»، وأن «المعارك أسفرت عن مصرع وإصابة عدد كبير من الميليشيات الانقلابية بينما لاذ الباقون بالفرار».
وأتلفت كتيبة الهندسة والكيمياء في الجيش الوطني التابعة لقيادة محور صعدة، الثلاثاء، كمية كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيا الحوثية الانقلابية الإجرامية في مناطق مختلفة من جبهة رشاحة الاستراتيجية، وجبهة المخنق، ووادي العطفين والأجاشر، التي حررها الجيش الوطني. وذكر قائد كتيبة الهندسة والكيمياء بمحور صعدة العقيد سيف السلفي، أن «عدد الألغام والعبوات الناسفة التي تم إتلافها بلغت 2500 لغم بمختلف أنواعها»، وأنه «تم إتلاف 7 آلاف لغم تم نزعها من منطقة البقع وصحراء الأجاشر خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط».
إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية رسمية مقتل 4 من قيادات الحوثي الانقلابية بينهم المشرف العام للميليشيات الحوثية الانقلابية في جبهة قانية بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، المدعو سلطان الخولاني، إضافة إلى القيادي المدعو صالح أحمد صالح الوهبي والمدعو صالح أحمد حسين الوهبي والمدعو عبد الله محمد السلاقي، وآخرين من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية في معارك شهدتها الجبهة، الثلاثاء، عقب تصدي قوات الجيش الوطني لتسلل الانقلابيين إلى مواقعها.
تزامن ذلك مع سقوط قتلى جرحى في صفوف الانقلابيين في غارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية التي استهدفت مواقع الانقلابيين في جبل الجماجم بمديرية الزاهر، غرب البيضاء.
وأعلن الجيش عبر موقعه الرسمي «سبتمبر.نت» مقتل 12 انقلابياً وإصابة آخرين من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب، شمال شرق صنعاء، الثلاثاء، في معارك عنيفة اندلعت عقب هجوم مباغت شنّته قوات الجيش الوطني على مواقع تمركز الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، في ميسرة جبهة صرواح، وأن ذلك تزامن مع قصفت مدفعية الجيش الوطني تحركات الميليشيا الحوثية في طريق هيلان، مما أدى إلى تدمير عدد من الآليات التابعة لها.
في السياق نفسه، كشف الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن عبده عبد الله مجلي، رصد الجيش الوطني 3719 خرقاً، ارتكبتها ميليشيا الحوثي الانقلابية، في محافظة الحديدة، منذ بدء سريان الهدنة في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2018.
وقال، في مؤتمر صحافي عقده أمس (الأربعاء)، في مدينة مأرب، إن «تلك الخروقات أسفرت عن استشهاد 140 مواطناً، وجرح 811 آخرين، أغلبهم من النساء والأطفال»، وأن «ميليشيات الحوثي الانقلابية تواصل استهداف مواقع الجيش الوطني، جنوبي مدينة الحديدة»، حسب ما ذكره موقع الجيش الذي نقل عن مجلي تأكيده أن «الجيش لن يقف مكتوف الأيدي أمام تلك الخروقات»، وأن «ميليشيا الحوثي الانقلابية تواصل خروقاتها في ظل صمت وتغاضٍ أممي عن هذه الممارسات».
وطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على ميليشيا الحوثي الانقلابية لتنفيذ اتفاق استوكهولم.
ودعا متحدث الجيش «الأمم المتحدة، لإلزام ميليشيا الحوثي الانقلابية بتسليم خرائط الألغام التي زرعتها في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة»، لافتاً إلى أن «ميليشيا الحوثي الانقلابية تعمل على تهجير السكان من بعض المناطق في مديرية الدريهمي، وتحتل منازلهم وتحولها إلى ثكنات لعناصرها ومخازن أسلحة».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.