رئيس الوزراء المصري يبحث في لبنان تعزيز العلاقات باتفاقيات تعاون

يترأس وفد بلاده في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة

TT
20

رئيس الوزراء المصري يبحث في لبنان تعزيز العلاقات باتفاقيات تعاون

بدأ مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، أمس، زيارة للعاصمة اللبنانية بيروت، حيث يترأس وفد بلاده في اجتماعات الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة المصرية - اللبنانية، التي تنطلق اليوم وتستمر حتى غد.
ويضم الوفد المصري وزراء الكهرباء والطاقة، والاستثمار والتعاون الدولي، والبترول، والقوى العاملة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
‎وقال المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، إن اجتماعات اللجنة سوف تناقش عدداً من الملفات ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها بحث آليات زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتسهيل حركة تبادل السلع بينهما، إلى جانب تعزيز التعاون في مجالات النقل وتبادل الخبرات المشتركة في هذا المجال.
ومن المقرر أن يلتقي مدبولي خلال الزيارة الرئيس اللبناني العماد ميشيل عون، ورئيس الوزراء سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري. كما يشارك مدبولي في فعاليات «منتدى الاقتصاد العربي»، التي تنطلق دورته السابعة والعشرون اليوم؛ إذ تحل مصر ضيف شرف على الدورة الجديدة للمنتدى، والتي تشارك فيها كثير من المنظمات الإقليمية والدولية، مثل جامعة الدول العربية، وصندوق النقد الدولي ومنظمة الإسكوا، واتحاد الغرف العربية، وعدد كبير من القيادات المصرفية والاقتصادية والمالية، ويلقي مدبولي كلمة بالمنتدى عن فرص الاستثمار في مصر، وما أنجزته الحكومة في ملف الإصلاح الاقتصادي.
وكانت آخر اجتماعات للجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنان قد عقدت في مارس (آذار) 2017 برئاسة رئيسي وزراء البلدين، حيث تم التوقيع على 17 وثيقة واتفاقية برتوكول للتعاون المشترك بين البلدين، بهدف دعم وتعزيز كل مجالات التعاون بين البلدين في المجالات كافة.
وشملت الاتفاقيات الموقعة بروتوكولا للتعاون في مجال الإدارة والخدمة المدنية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الخدمات البيطرية، والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال السياحة، وبروتوكول تعاون في المجال الصناعي، ومذكرة تفاهم للتعاون بين منطقة التجارة الدولية المصرية، ومركز المعلومات التجاري اللبناني، ومذكرة تفاهم بشأن الاشتراك في المعارض والأسواق الدولية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الملكية الفكرية وبراءات الاختراع، وأيضا البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الآثار والتراث، والبرنامج التنفيذي الأول للتعاون في مجال حماية البيئة، والبرنامج التنفيذي التعاون في مجال الرياضة، والبرنامج التنفيذي التعاون في مجال الشباب، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال حماية المستهلك، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال الأمني.



«النواب» المصري يناقش مشروع قانون «المسؤولية الطبية» المُثير للجدل

مجلس النواب خلال جلسة مناقشة مشروع قانون المسؤولية الطبية (النائبة أميرة صابر - إكس)
مجلس النواب خلال جلسة مناقشة مشروع قانون المسؤولية الطبية (النائبة أميرة صابر - إكس)
TT
20

«النواب» المصري يناقش مشروع قانون «المسؤولية الطبية» المُثير للجدل

مجلس النواب خلال جلسة مناقشة مشروع قانون المسؤولية الطبية (النائبة أميرة صابر - إكس)
مجلس النواب خلال جلسة مناقشة مشروع قانون المسؤولية الطبية (النائبة أميرة صابر - إكس)

بدأ مجلس النواب (البرلمان) المصري، الأحد، مناقشةَ مشروع قانون المسؤولية الطبية وسلامة المريض، خلال جلسة عامة تمهيداً لإقراره، وسط مطالب من نقابة الأطباء بإدخال تعديلات على المشروع المثير للجدل، من بينها «خفض الغرامات المفروضة على الأطباء في حالة الأخطاء الطبية»، وهو المطلب الذي تبناه ائتلاف الأغلبية.

وعد رئيس مجلس النواب، حنفي جبالي، مشروع القانون، «إنجازاً جديداً» يُضاف إلى قائمة «إنجازات المجلس»، مؤكداً أن المشروع «لم يأت في عجالة كما يتصور البعض وإنما شهد دراسة مستفيضة ومتأنية شاركت فيها كافة نقابات المهن الطبية المعنية، على رأسها نقابة الأطباء، وتم طرح أكثر من مسودة للمشروع في ضوء التعديلات المقترحة من الجهات المختلفة، وصولاً إلى أفضل الصياغات التي تحقق الصالح العام».

رئيس مجلس النواب حنفي جبالي (وزارة الشؤون النيابية)
رئيس مجلس النواب حنفي جبالي (وزارة الشؤون النيابية)

ويهدف مشروع القانون إلى «بيان الأحكام العامة للمسؤولية الطبية، والتأكيد على الحقوق الأساسية بمتلقي الخدمة الطبية أياً كان نوعها، وإنشاء لجنة عليا تسمى اللجنة العليا للمسؤولية الطبية وحماية المريض، تكون جهة الخبرة الاستشارية بخصوص الأخطاء الطبية، وتوفير بيئة داعمة للأطقم الطبية من خلال حماية الممارسين الصحيين من التعدي عليهم أثناء عملهم»، حسب رئيس لجنة الشؤون الصحية، أشرف حاتم.

ويواجه مشروع القانون رفض بعض الأطباء ممن عدّوه «مقيداً لعملهم». ووصف عضو مجلس نقابة الأطباء السابق الدكتور محمد عبد الحميد لـ«الشرق الأوسط» المشروع بأنه «كارثي»، محذراً من أن «يتسبب حال تمريره بشكله الحالي في أن يتحول الطب في مصر إلى طب دفاعي، بمعنى امتناع الأطباء عن مباشرة أي حالة فيها مجازفة أو صعبة، تجنباً لتعريض أنفسهم للعقاب».

لكن وزير الشؤون النيابية والتواصل السياسي، محمود فوزي، أثنى على مشروع القانون، قائلاً إنه «لـ(فرض) مزيد من الانضباط وطمأنة المرضى ليس ضد أحد، لكن لسلامة المرضى ممكن يكون أنا وأنت أو الطبيب نفسه».

وطالب نقيب الأطباء، أسامة عبد الحي، خلال جلسة البرلمان، بإدخال تعديلات على المشروع، منها عدم إحالة الطبيب المشكو في حقه للتحقيق أو المحاكمة سوى بعد صدور تقرير اللجنة العليا للمسؤولية الطبية، مشيراً إلى أن ذلك «يريح الطبيب وجهات التحقيق».

نقيب الأطباء أسامة عبد الحي خلال ندوة لمناقشة مشروع قانون المسؤولية الطبية 29 يناير 2025 (النقابة العامة لأطباء مصر)
نقيب الأطباء أسامة عبد الحي خلال ندوة لمناقشة مشروع قانون المسؤولية الطبية 29 يناير 2025 (النقابة العامة لأطباء مصر)

كما طالب بتعديل النص الخاص بإلزام الطبيب بغرامة تتراوح بين 100 ألف جنيه (الدولار50.27 جنيه) ومليون جنيه، مقترحاً أن تصبح «رمزية تتراوح من مرتب شهر إلى ثلاثة أشهر أو أربعة».

وسبق ودعت نقابة الأطباء إلى عقد جمعية عمومية طارئة في 3 يناير (كانون الثاني) الماضي، ثم أجلتها قبل ساعات من التئامها، بعد موافقة لجنة الشؤون الصحية على إلغاء المادة 29 من مشروع القانون، التي كانت تُجيز حبس الأطباء احتياطياً في الأخطاء الطبية.

ودفع تأجيل العمومية بعض أعضاء مجلس النقابة إلى الاستقالة بسبب اعتراضهم على طريقة إدارة ملف القانون، من بينهم إبراهيم الزيات، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «الجمعية العمومية لكانت دعمت موقف الأطباء اليوم عند مناقشة المشروع»، مشدداً على أن «المشروع بشكله الحالي لا يرضي من انسحبوا من المجلس أو من بقى فيه، الجميع يتفق على ضرورة تعديله».

ووافق ائتلاف الأغلبية في مجلس النواب على مشروع القانون من حيث المبدأ، الأحد، وقال زعيمه النائب عبد الهادي القصبي، إنهم يطالبون بتعديل المادة 27، بـ«تخفيض الغرامات الواقعة بسبب الأخطاء الواردة في المادة، مع التوازن والحفاظ على مصلحة المريض وعدم الإجحاف بحقوق مقدمي الخدمة».

وتنص المادة على أنه «يعاقب بغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه، ولا تجاوز مليون جنيه كل من ارتكب خطأ طبياً سبب ضرراً محققاً لمتلقي الخدمة، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على خمس سنوات وغرامة لا تقل عن خمسمائة ألف جنيه ولا تجاوز مليوني جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا وقعت الجريمة نتيجة خطأ طبي جسيم».

ولا تنحصر اعتراضات الأطباء في المادة الخاصة بالغرامة، إذ يطالبون بوضع تعريف أكثر انضباطاً للخطأ الطبي الجسيم، الذي يعرفه المشروع بأنه «ينشأ عن إهمال أو تقصير أو رعونة أو عدم احتراز، ويشمل ذلك على وجه الخصوص ارتكاب الخطأ الطبي تحت تأثير مسكر أو مخدر أو غيرها من المؤثرات العقلية، أو الامتناع عن مساعدة من وقع عليه الخطأ الطبي أو عن طلب المساعدة له، على الرغم من القدرة على ذلك وقت وقوع الحادثة».

ويرى الأمين العام السابق لنقابة الأطباء، إيهاب الطاهر، أن النص الحالي يحمل عبارات فضفاضة مثل «الرعونة وعدم الاحتراز»، مطالباً، عبر صفحته على «فيسبوك»، بحصره في «ممارسة المهنة بشكل متعمد خارج نطاق الترخيص في غير حالات الطوارئ، أو العمل تحت تأثير مسكر أو مخدر، أو استخدام طرق علاجية تجريبية في غير حالات التجارب السريرية الرسمية، أو القيام بإجراء طبى مخالف لقوانين الدولة (مثل تجارة الأعضاء أو الإجهاض غير القانوني)».

https://www.facebook.com/story.php?story_fbid=10064092236953383&id=100000581210586&mibextid=wwXIfr&rdid=sDx9HJhsU0P4QadQ#

وتتضمن الاعتراضات أيضاً «ضعف العقوبة في المواد الخاصة بالاعتداء على المستشفيات مقارنة بقوانين الدول المجاورة لمصر»، حسب الزيات.

وشهدت مصر في الشهور الماضية تعرض عدد من الأطباء لاعتداءات خلال عملهم بالمستشفيات من أقارب المرضى، من بينها واقعة تعدي الفنان محمد فؤاد على طبيب مستشفى «جامعة عين شمس»، خلال مرافقة شقيقه الذي أصيب بأزمة قلبية الصيف الماضي، وكذا الاعتداء على طبيب بمستشفى «الشيخ زايد» في القاهرة من أقارب مريض، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهي الوقائع التي يجري التحقيق فيها قضائياً.