جلسة حكومية «تمهيدية» للموازنة... وعون مع إقرارها قبل نهاية الشهر

الرئيس ميشال عون مترئساً جلسة مجلس الوزراء امس (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مترئساً جلسة مجلس الوزراء امس (دالاتي ونهرا)
TT

جلسة حكومية «تمهيدية» للموازنة... وعون مع إقرارها قبل نهاية الشهر

الرئيس ميشال عون مترئساً جلسة مجلس الوزراء امس (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مترئساً جلسة مجلس الوزراء امس (دالاتي ونهرا)

عقدت الحكومة اللبنانية جلسة أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، حيث بدأت مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2019 على أن تستكمل في جلسات متتالية هذا الأسبوع حتى إقرارها، في وقت طلب عون «الإسراع بإقرارها في مجلس النواب قبل نهاية الشهر المقبل».
وبينما وصفت مصادر مطلعة جلسة أمس بـ«التمهيدية»، ذكرت أنه لم تبرز خلافات كبيرة بين الفرقاء السياسيين، مؤكدة أنه في الإطار العام هناك اتفاق بين الجميع، وإذا كان من خلافات فهي ستظهر عند بدء البحث في التفاصيل.
وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «الوقت الأكبر كان لشرح وزير المال علي حسن خليل للموازنة بشكل تفصيلي ورافقه بعض الاستفسارات والاستيضاحات من بعض الوزراء الذين قدم بعضهم أفكارا في هذا الإطار»، لافتة إلى أن النقاش التفصيلي سيبدأ فعليا في جلسة اليوم.
بدوره، قال وزير الشؤون الاجتماعية ريشار كيومجيان، إنه في الإطار العام هناك اتفاق على أهمية وضع موازنة تقشفية تلحظ مكامن الهدر بشكل حاسم، ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه ووزراء «القوات» أكدوا أهمية التركيز على بعض الأمور الأساسية كملف التهرب الضريبي والتهريب عبر المعابر، إضافة إلى الأملاك البحرية. وعن المعلومات التي أشارت إلى توجه لخفض الرواتب ولا سيما رواتب العسكريين المتقاعدين، قال: «فلينتظروا الموازنة ليروا النتائج»، مؤكدا أنه لا شيء يستدعي التحركات التي يقومون بها. وطلب عون في مستهل الجلسة «الإسراع في مناقشة الموازنة بحيث يتم إقرارها في مجلس النواب قبل نهاية الشهر المقبل»، مؤكدا «ضرورة أن تعكس سياسة الدولة الاقتصادية والمالية».
وفي إطار الاقتراحات التي تقدم بها عون، دعا إلى «إعادة النظر بهيكلية الإدارات والمؤسسات الذي بات ضروريا لمواكبة التطور التقني والمعلوماتي، إضافة إلى التوصيف الوطني والإسراع في مكننة إدارات الدولة».
وتحدث رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري داعيا إلى «درس الموازنة واتخاذ القرارات الضرورية بواقعية وموضوعية، حفاظا على مصلحة البلاد العليا وبعيدا عن المزايدات».
وبعد الجلسة استغرب وزير المال علي حسن خليل من «السبب المباشر والموضوعي لقرار الإضراب، والموازنة لم تُقرّ بعد والأرقام لا تزال قيد المناقشة»، مؤكداً أنه «لا مسّ بالمكتسبات الحقيقية لأي من القطاعات العاملة». وأعلن أن النقاش التفصيلي للموازنة سيبدأ غداً (اليوم)، على أن تستمر الاجتماعات أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت وقد يكون الأحد، حتى إنجاز الموازنة في أسرع وقت ممكن وإحالتها إلى المجلس النيابي تمهيداً لمناقشتها وإقرارها. وأكد أنه «لم تتم مناقشة خفض أو إلغاء رواتب لا لمتقاعدين ولا لموظفين في القطاع العام أو السلك العسكري». وتمنى على المتقاعدين «ألا يذهبوا في الشعبويّة التي يحاول البعض إثارتها، أو يصوّرها خدمة لمصالح ضيّقة».
وأكد أن الهدف الاستراتيجي الذي يتفق عليه الجميع هو الوصول إلى خفض العجز، مضيفا: «علينا أن نعرف أننا في وضع اقتصادي غير سليم. وخلال الخمس أو الست سنوات الماضية، لم تتعدَّ نسبة النمو 1.5 في المائة في أحسن حالاتها، في حين أن نسبة النمو المحققة فعلياً عن 2018 كانت أقل من 0.94 في المائة. يجب التعاطي مع الوضع كما هو». وعبّر خليل عن تفاؤله في الوصول سريعا إلى إقرار هذه الموازنة، مؤكدا «المهم ألا تكون هناك جبهات داخل مجلس الوزراء، حيث يظهر كل واحد في الخارج عكس ما أظهره في الداخل». وإذ نفى أي علاقة للسيولة بموضوع الموازنة، قال خليل رداً على سؤال: «عندما تقرّ الموازنة تصبح الأمور واضحة، إذ لا يمكننا أن نواجه وهماً، بل يجب أن نتعاطى مع الموازنة أرقاما ووقائع».
وأضاف خليل: «لم نلمس اليوم أي تباين بيننا وبين رئيس الجمهورية فيما يخص الملاحظات على مشروع الموازنة. كل يتكلم عن وزارته وإدارته والسياسة العامة للموازنة، وهذا أمر طبيعي، وقلت لا توجد موازنة منزلة ولا شيء مقدسا فيها، بالتأكيد سيطرأ عليها تعديل ولا أحد يتخيل أن تُعد موازنة في أي بلد وتقرّ كما هي من دون أي تعديلات. لكن الأهم أننا جميعاً متفهمون التوجهات ذاتها».



مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».