وزير المالية الجزائري يغادر المحكمة حرا بعد سماع أقواله

لوكال هو أول مسؤول حكومي يتم الاستماع إليه من قبل القضاء حول اتهامات الفساد

وزير المالية الجزائري يغادر المحكمة حرا بعد سماع أقواله
TT

وزير المالية الجزائري يغادر المحكمة حرا بعد سماع أقواله

وزير المالية الجزائري يغادر المحكمة حرا بعد سماع أقواله

غادر وزير المالية الجزائري محمد لوكال، اليوم (الاثنين)، قاعة المحكمة حرّاً، بعد استماع النيابة لأقواله بشأن قضايا مرتبطة، خصوصاً بـ«تبديد» أموال عامة، كما أفاد التلفزيون الوطني.
والوزير لوكال هو أول مسؤول حكومي يتم الاستماع إليه من قبل القضاء منذ إعلان فتح التحقيقات عبر وسائل الإعلام حول قضايا الفساد، في خضم حركة احتجاجية غير مسبوقة تندد بالعلاقات المشبوهة بين السلطة ورجال الأعمال الأقوياء.
وخرج لوكال، الذي شغل منصب محافظ البنك المركزي من 2016 حتى تعيينه في الحكومة، من قاعة محكمة سيدي أمحمد بوسط العاصمة، دون أن يدلي بتصريح، واستقل سيارة سوداء غادرت المكان بسرعة فائقة.
ومنذ بداية حركة الاحتجاجات في 22 فبراير (شباط)، يندد المتظاهرون، الذين لا يزالون يطالبون برحيل «النظام» الحاكم، بالعلاقات المشبوهة بين رئاسة بوتفليقة ومجموعة رجال أعمال محيطين به جمعوا ثرواتهم بفضل عقود عامة ضخمة.
ويواجه قائمة من رموز السلطة ورجال أعمال نافذين سلسلة اتهامات بالتربح والكسب غير المشروع في قضايا فساد، أدت لاعتقال عدد منهم.
وبدأت تلك الحملة، في مطلع أبريل (نيسان) الحالي، باعتقال الرئيس السابق لمنتدى رجال الأعمال، علي حدّاد، وهو رجل أعمال ثري مقرّب من عائلة بوتفليقة، وذلك أثناء محاولته مغادرة الجزائر إلى تونس برّاً. وهو حالياً رهن الحبس المؤقت.
كما يوجد رهن الحبس المؤقت ثلاثة رجال أعمال هم كريم ونوح طارق ورضا كونيناف، وهم أشقاء من عائلة مقربة من بوتفليقة.
كما أعاد القضاء فتح ملف الفساد في مجموعة «سوناطراك» للنفط والغاز المملوكة للدولة باستدعاء وزير النفط الأسبق شكيب خليل، للتحقيق معه.
وكان خليل ملاحق في الجزائر في قضايا فساد، بينما غادر إلى الولايات المتحدة الأميركية بين 2013 و2016، وعاد بعد أن توقفت ملاحقته.
من جهة أخرى يوجد يسعد ربراب، المدير التنفيذي لمجموعة «سيفيتال»، وصاحب أكبر ثروة في البلاد، في الحبس أيضاً، وهو المعروف بعلاقاته المتوترة مع الرئاسة في عهد بوتفليقة.
وأثار سجنه الشكوك لدى المحتجين حول الأهداف الحقيقية لفتح هذه التحقيقات.
وأورد التلفزيون الوطني، في شريط إخباري، أن لوكال «يمثل في هذه الأثناء أمام وكيل الجمهورية لمحكمة سيدي أمحمد» في العاصمة، مضيفاً أن «المعني يواجه تهماً تتعلق بقضايا تبديد المال العام وامتيازات غير مشروعة».
وتجمع نحو 10 أشخاص أمام المحكمة، وهم يردّدون «كليتو البلاد يالسراقين» (أكلتم أموال البلد أيها اللصوص)، وهو من شعارات المظاهرات الحاشدة وغير المسبوقة التي تشهدها الجزائر منذ 22 فبراير، والتي دفعت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة في 2 أبريل.
وكان القضاء أعلن في 20 أبريل أنه استدعى لوكال ورئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، من دون أن يوضح ما إذا كان يريد الاستماع إليهما كشاهدين أم مشتبه بهما.
واستجوب القضاء، (الاثنين) أيضاً، المدير العام للأمن الوطني السابق عبد الغني هامل، الذي كان يتمتع بنفوذ كبير وأقيل في يونيو (حزيران) 2018، مع ابنه في محكمة تيبازة على بعد 60 كيلومتراً غرب العاصمة في قضايا أخرى، حسب التلفزيون الحكومي.
لكن وكالة الأنباء الجزائرية أكدت أن «المدير العام السابق للأمن الوطني اللواء هامل دخل بمفرده»، مشيرة إلى أنه غادر المحكمة «دون أن توجه له أي تهمة».
ويواجه هامل وابنه «تهماً تتعلق بأنشطة غير مشروعة واستغلال النفوذ ونهب العقار واستغلال الوظيفة»، حسب شريط تلفزيوني آخر.
وفي المساء ذكر التلفزيون الوطني أن اللواء هامل تم استدعاؤه ليمثل أمام قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي أمحمد يوم الخميس، في قضية أخرى تتعلق بمحاولة إدخال كمية قياسية من الكوكايين (700 كلغ) نهاية مايو (أيار) 2018 في ميناء وهران (400 كلم غرب العاصمة) قبل أن يصادرها الجيش في عرض البحر.
وانتقد هامل التحقيقات في هذا الملف، وأطلق تصريحه في 26 يونيو: «من يريد أن يحارب الفساد عليه أن يكون نظيفاً»، وهو الذي كلفه الإقالة من منصبه في اليوم نفسه، حسب وسائل الإعلام الجزائرية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.