أكبر وتيرة زيادة لإنفاق المستهلكين الأميركيين في عقد

TT

أكبر وتيرة زيادة لإنفاق المستهلكين الأميركيين في عقد

ارتفع إنفاق المستهلكين الأميركيين بأعلى وتيرة في تسعة أعوام ونصف العام، في مارس (آذار)، لكن ضغوط الأسعار ظلت خافتة، إذ سجل مؤشر رئيسي للتضخم أقل زيادة سنوية له في 14 شهراً.
وقالت وزارة التجارة الأميركية، أمس الاثنين، إن إنفاق المستهلكين، الذي يشكل ما يزيد على ثلثي النشاط الاقتصاد الأميركي، ارتفع 0.9 في المائة في الوقت الذي زادت فيه الأسر مشترياتها من السيارات، وأنفقت المزيد على الرعاية الصحية.
وارتفع إنفاق المستهلكين بشكل طفيف في فبراير (شباط)، بنسبة 0.1 في المائة. وجرى تعديل بيانات يناير (كانون الثاني) بالزيادة، لتظهر ارتفاع إنفاق المستهلكين 0.3 في المائة، بدلاً من 0.1 في المائة في التقديرات السابقة.
وتأجل صدور بيانات الإنفاق في فبراير الماضي بفعل الإغلاق الجزئي للحكومة الاتحادية لمدة 5 أسابيع، والذي انتهى في 25 يناير. وكان اقتصاديون، استطلعت «رويترز» آراءهم، توقعوا أن يقفز إنفاق المستهلكين 0.7 في المائة في مارس.
وبعد التعديل في ضوء التضخم، زاد إنفاق المستهلكين 0.7 في المائة في مارس. واستقر ما يُطلق عليه إنفاق المستهلكين الحقيقي دون تغير في فبراير.
وكانت ضغوط التضخم هادئة في مارس. وظل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يستثني مكونات الغذاء والطاقة المتقلبة الأسعار، دون تغير يذكر عند 0.1 في المائة في فبراير. وقلص ذلك الزيادة السنوية فيما يُطلق عليه المؤشر الأساسي لأسعار نفقات الاستهلاك الشخصي إلى 1.6 في المائة، وهي أقل زيادة منذ يناير 2018، من مستوى بلغ 1.7 في المائة في فبراير.
والمؤشر الأساسي لأسعار نفقات الاستهلاك الشخصي هو مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي). وبلغ المؤشر المستوى المستهدف للتضخم من «المركزي الأميركي» عند 2 في المائة في مارس من العام الماضي للمرة الأولى منذ أبريل (نيسان) 2012. ويجتمع مسؤولو البنك المركزي، يومي الثلاثاء والأربعاء، لتقييم الاقتصاد وتبادل الآراء بشأن مسار السياسة النقدية.
وفي غضون ذلك، سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أعلى مستوياته على الإطلاق للمرة الأولى منذ أواخر سبتمبر (أيلول)، أمس الاثنين، مدعوماً بالبيانات القوية لإنفاق المستهلكين، ونتائج شركات إيجابية بدرجة كبيرة، ما ساعد على استعادة ثقة المستثمرين في موجة صعود مستمرة منذ 10 سنوات.
واجتاز المؤشر القياسي مستوى 2940.91 نقطة، الذي سجله في 21 سبتمبر، بعد يوم من تسجيل مستوى قياسي مرتفع آخر. وزاد مؤشر «داو جونز» الصناعي 4.92 نقطة، بما يعادل 0.02 في المائة، ليصل إلى 26548.25 نقطة، وزاد «ستاندرد آند بورز» 1.36 نقطة أو 0.05 في المائة، مسجلاً 2941.24 نقطة، وصعد مؤشر «ناسداك» المجمع 7.17 نقطة، أو 0.09 في المائة، إلى 8153.57 نقطة.


مقالات ذات صلة

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.