قصف سوري على تخوم نقطة تركية في إدلب

طائرات روسية تواصل غاراتها... وفصائل تستهدف قوات النظام

دخان يتصاعد من ريف جسر الشغور بعد قصف روسي (المعرة اليوم)
دخان يتصاعد من ريف جسر الشغور بعد قصف روسي (المعرة اليوم)
TT

قصف سوري على تخوم نقطة تركية في إدلب

دخان يتصاعد من ريف جسر الشغور بعد قصف روسي (المعرة اليوم)
دخان يتصاعد من ريف جسر الشغور بعد قصف روسي (المعرة اليوم)

شنت طائرات روسية وسورية غارات على مناطق في ريف إدلب شمال غربي البلاد، وسط تعرض نازحين لقصف من قوات النظام في ريف حماة حاولوا بعده اللجوء إلى نقطة مراقبة تركية، في وقت واصلت فيه فصائل متطرفة استهداف نقاط لقوات النظام السوري.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأنه «لا يزال التصعيد الجوي والصاروخي متواصلاً في يومه التاسع على التوالي، حيث نفذت الطائرات الحربية الروسية 4 غارات ظهر (أمس) الاثنين مستهدفة خلالها مناطق قرية ترملا وأطرافها بجبل شحشبو في ريف إدلب الجنوبي الغربي، كما سجلت مشاركة الطائرات الحربية التابعة للنظام بعمليات القصف، حيث نفذت غارة مستهدفة أماكن في قرية شولين بجبل شحشبو، كما استهدفت بالرشاشات الثقيلة بلدة قلعة المضيق بسهل الغاب، وسط تحليق متواصل للطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع في سماء ريفي إدلب وحماة، في حين قصفت قوات النظام أماكن في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي ومناطق أخرى في محور كبانة والتلال المحيطة بها في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وقريتي الشريعة والحويز بريف حماة الشمالي الغربي، دون أنباء عن إصابات، فيما جددت قوات النظام قصفها لمناطق في بلدة قلعة المضيق وقرية الصهرية بريف حماة الشمالي الغربي».
وشنت قوات النظام قصفاً مدفعياً مكثفاً «على منطقة مخيمات للنازحين ومحيط قرية شير مغار التي (تتواجد) فيها النقطة التركية في ريف حماة الشمالي الغربي، ما أسفر عن مقتل مواطنين اثنين وسقوط جرحى، حيث عمد النازحون بوقت سابق إلى إقامة خيم بدائية على مقربة من النقطة التركية هرباً من هول العمليات العسكرية المتصاعدة، لعل اقترابهم من نقاط الضامن التركي يقيهم من الموت».
وأبلغت مصادر بأنه «بعد عملية القصف اليوم (أمس) حاول المواطنون اللجوء إلى النقطة التركية للاحتماء بها، إلا إن عناصر النقطة عمدوا إلى إطلاق النار بالهواء في محاولة لمنع الناس من دخول النقطة، أعقبها إطلاق نار جرى من قبل مسلحين من النازحين».
على صعيد متصل، استهدفت الفصائل العاملة في ريف حماة الشمالي بقذائف الهاون مناطق في قرية العزيزية بريف حماة الغربي، والخاضعة لسيطرة قوات النظام، فيما صعدت الطائرات الحربية الروسية من قصفها على مناطق في قرية الجابرية بريف حماة الشمالي وأطراف قرية بعربو بريف إدلب الجنوبي الغربي. وقال «المرصد»: «مع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، ترتفع حصيلة الخسائر البشرية في التصعيد الأعنف والمتواصل في يومه التاسع، إلى 163 شخصاً ممن قتلوا خلال الفترة الممتدة منذ صباح 20 الشهر الجاري».
وكان «المرصد» قال: «تواصل الفصائل والمجموعات الجهادية عمليات التصعيد في هجماتها على قوات النظام والمسلحين الموالين ضمن المنطقة منزوعة السلاح الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب، مروراً بريفي حماة وإدلب». وعلم أن «(جيش أبو بكر الصديق) المنضوي تحت (هيئة تحرير الشام) عمد مع ساعات الفجر الأولى إلى تنفيذ هجوم عنيف على حاجز الآثار التابع لقوات النظام والذي يقع شرق بلدة قلعة المضيق بالقطاع الشمالي الغربي من الريف الحموي، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين ترافقت مع استهدافات متبادلة؛ الأمر الذي أسفر عن خسائر بشرية بين الطرفين؛ حيث قتل ما لا يقل عن 8 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما قتل 3 على الأقل من عناصر (تحرير الشام)، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى؛ بعضهم في حالات خطرة».
وكانت فصائل معارضة أعلنت أول من أمس الأحد مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 15 آخرين بينهم نساء وأطفال جراء قيام طائرات حربية روسية بقصف ريف حماة الغربي.
وقال مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية إن طائرات حربية روسية شنت أكثر من 11 غارة على مدينة قلعة المضيق وقرية الحواش في ريف حماة الغربي، مشيراً إلى أن الطيران الروسي استهدف عدداً من المدن والبلدات في ريف حماة، إضافة إلى سقوط عشرات القذائف الصاروخية والمدفعية من قبل القوات الحكومية. وأكد المصدر أن «عملية نزوح كبيرة تشهدها المدينة وريفها القريب منذ فجر الأحد (الماضي) بعد تعرضها لغارات متتالية». من جانب آخر، أعلن فصيل سوري معارض رفضه تسيير دوريات تابعة للجيش الروسي في منطقة خفض التصعيد في ريف حماة وإدلب.
وقال «جيش العزة» التابع لـ«الجيش السوري الحر»، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه: «رفعت القوات الخاصة الجاهزية الكاملة وأعدت
الخطط والمعدات اللازمة من أجل استهداف أي عنصر من القوات الروسية أو القوات الحكومية التي ستدخل معها إلى المناطق المحررة». ودعا «جيش العزة»؛ «المدنيين في مناطق خطوط الاشتباك إلى الابتعاد عن الدوريات الروسية باعتبارها ستكون هدفاً لـ(جيش العزة)».
ويأتي إعلان «جيش العزة» استهداف القوات الروسية بسبب الغارات التي تشنها الطائرات الروسية على مناطق سيطرة المعارضة في إدلب وريف حماة.
إلى ذلك، أعدمت «هيئة تحرير الشام» الاثنين «عميلين للنظام أحدهما ضابطٌ برتبة عقيد رمياً بالرصاص، وذلك ردّاً على التصعيد العسكري على المناطق المحررة في شمال سوريا». ونقلت وكالة «إباء» التابعة للهيئة: إنَّ «عناصرها نفّذت حكم القتل بحقِّ اثنين من عملاء النظام».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.