وصل آلاف من وجهاء القبائل والشخصيات الدينية والسياسية... وغيرهم من أعضاء المجتمع المدني، من جميع أنحاء أفغانستان إلى كابل أمس، للمشاركة في اجتماعات «المجلس الكبير (لويا جيرغا)»، وسط إجراءات أمنية مشددة، لمناقشة جهود الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان.
ودُعي أكثر من 3 آلاف شخص إلى هذا الاجتماع الذي يوصف بأنه الأوسع في تاريخ أفغانستان الحديث، لمحاولة وضع الشروط المحتملة التي يمكن أن يقبلوا معها تسوية سلمية مع طالبان، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويعقد اجتماع «المجلس الكبير» لمدة 4 أيام، بينما تجري الولايات المتحدة وطالبان مفاوضات حول انسحاب محتمل للقوات الأميركية، مقابل وقف لإطلاق النار وتعهدات أخرى من المتمردين. وقال الرئيس أشرف غني في مستهل الاجتماع: «نريد تحديد الخطوط العريضة للمفاوضات مع طالبان»، وأضاف: «نريد نصائح واضحة منكم جميعاً».
ويعدّ عقد هذا الاجتماع محاولة من الحكومة الأفغانية للتأثير على محادثات السلام بين واشنطن وطالبان، الهادفة إلى إنهاء 17 عاماً من الحرب. لكن السلطات الأفغانية التي تعدّها طالبان «دمية» بيد الولايات المتحدة استبعدت من المفاوضات.
وقال غني مخاطباً طالبان التي قاطعت الـ«لويا جيرغا»: «تعالوا إلى أي منطقة في البلاد للمحادثات، لماذا لا تريدون التحدث مع الأفغان؟». وأضاف: «نحن مستعدون للحديث معكم دون أي شروط مسبقة».
ويأمل غني في أن يحدد الـ«لويا جيرغا» شروط كابل لتوقيع أي اتفاق، خصوصاً الإبقاء على الدستور وحماية حقوق المرأة ووسائل الإعلام وحرية التعبير. إلا إن عدداً من كبار الشخصيات الأفغانية والمرشحين للرئاسة والمسؤولين الحكوميين، وبينهم الرئيس التنفيذي للبلاد عبد الله عبد الله، قاطعوا الاجتماعات. وانتقدوها بوصفها محاولة من غني لدعم موقفه قبل انتخابات الرئاسة المقررة في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وأغلق جزء كبير من كابل أمس، بما في ذلك الطرق المؤدية إلى التلال المطلة على العاصمة الأفغانية. وكانت حركة طالبان أطلقت عام 2011 صواريخ على خيمة كان يعقد فيها الـ«لويا جيرغا».
وفي بيان، توعدت طالبان بأن أي قرارات يتخذها الـ«لويا جيرغا»؛ «لن تكون مقبولة بتاتاً لأبناء هذا البلد الحقيقيين والمخلصين».
وتسيطر الحركة المسلحة حالياً على نحو نصف الأراضي الأفغانية. وقد أعلنت بدء هجومها الربيعي مطلع هذا الشهر رغم المحادثات مع ممثلين أميركيين، مما بدد الآمال في التوصل إلى وقف إطلاق نار سريع في البلد المضطرب.
والـ«لويا جيرغا» تقليد أفغاني يعود لمئات السنين، ويُعقد في الأزمات الوطنية أو لتسوية قضايا مهمة. ويعود آخر اجتماع لهذا المجلس إلى عام 2013، ووافق خلاله المشاركون على اتفاق أمني يسمح للقوات الأميركية بالبقاء في أفغانستان بعد انسحابها الذي كان مقرراً في 2014.
وتم تقسيم المشاركين هذا العام إلى لجان مختلفة لمناقشة نقاط التفاوض لأي محادثات مستقبلية مع طالبان. ومن المقرر أن تصدر نتائج هذا الاجتماع الخميس المقبل.
اجتماعات الـ«لويا جيرغا» تضم الآلاف لبحث محادثات السلام في أفغانستان
قاطعتها شخصيات بارزة عدّتها مناسبة ترويجية للرئيس غني قبل الانتخابات
اجتماعات الـ«لويا جيرغا» تضم الآلاف لبحث محادثات السلام في أفغانستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة