مهارات عسكرية وتقنيات إرهابية وراء تقدم «داعش»

البغدادي يفضل «تعيين العسكريين» واستغل غضب الضباط السابقين

مهارات عسكرية وتقنيات إرهابية وراء تقدم «داعش»
TT

مهارات عسكرية وتقنيات إرهابية وراء تقدم «داعش»

مهارات عسكرية وتقنيات إرهابية وراء تقدم «داعش»

في حين يستمر مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في الاستحواذ على بعض المناطق، استطاع التنظيم إقامة هيكل إداري فعّال غالبية أفراده من العراقيين في منتصف العمر يشرفون على أقسام للمالية والتسليح والحكم المحلي والعمليات العسكرية والتجنيد.
يترأس التنظيم أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه «خليفة»، وهو مدير تنفيذي متطرف انتقى عددا من نوابه من بين الرجال الذين قابلهم أثناء وجوده كسجين لدى الأميركيين في مركز اعتقال معسكر بوكا الأميركي منذ عشرة أعوام.
يفضل البغدادي تعيين العسكريين، وكذلك يضم فريقه الكثير من الضباط السابقين في جيش صدام حسين الذين تم تسريحهم بعد حرب عام 2003.
ضمن هؤلاء الضباط السابقين فاضل الحيالي، كبير نواب زعيم التنظيم في العراق، الذي كان يحتل رتبة عقيد في عهد صدام حسين. وعدنان السويداوي الذي يرأس المجلس العسكري للتنظيم.
يساعد تسلسل قيادة التنظيم، كما أشار إليها عراقي اطلع على الوثائق التي استحوذ عليها الجيش العراقي، بالإضافة إلى مسؤولي الاستخبارات الأميركية، على تفسير النجاحات التي أحرزها في ميدان المعركة: يجمع قادة التنظيم بين المهارة العسكرية التقليدية والتقنيات الإرهابية التي أصقلتها أعوام الحرب ضد القوات الأميركية، بالإضافة إلى امتلاكهم المعرفة والاتصالات المحلية الوثيقة. وهكذا يجمع داعش بين كونه تنظيما إرهابيا وجيشا عسكريا.
قال الباحث العراقي هاشم الهاشمي: «هذه هي الأكاديميات التي تخرج فيها هؤلاء الرجال ليصبحوا ما هم عليه اليوم». برز تنظيم داعش على الساحة العالمية في يونيو (حزيران) عندما استولى مقاتلوه على مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، بعد أن انتقلوا إلى العراق من قاعدتهم في سوريا.
اختفى الجيش العراقي من المدينة وأعلن البغدادي خلافة إسلامية تمحو الحدود وتفرض حكما يشبه نظام طالبان على مناطق شاسعة. لم يتفاجأ الجميع بالنجاح الذي أحرزه التنظيم. صرح أحد مسؤولي الاستخبارات الأميركية بأن «هؤلاء الرجال يعرفون بشأن العمل الإرهابي في الداخل والخارج، وهم الناجون من حملات مكافحة الإرهاب التي تمت في فترة تعزيز القوات الأميركية» مشيرا إلى الفترة التي شهدت إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى العراق عام 2007.
بعد أن اجتاح تنظيم داعش الموصل، ذكر أحد المسؤولين تلقيه مكالمة هاتفية مفاجئة من جنرال سابق في إحدى قوات النخبة في ظل صدام حسين. كان الجنرال السابق يناشده قبل أشهر من أجل العودة إلى صفوف الجيش العراقي، ولكن رفض المسؤول. والآن التحق الجنرال بالقتال في صفوف داعش، وأصبح يهدد بالانتقام.
أثار نجاح داعش انزعاج مسؤولي الأمن الأميركيين والإقليميين، الذين يقولون: إنه يقاتل وكأنه جيش وليس مثل غالبية الجماعات المسلحة، ويستولون على أراض وينسقون لشن عمليات على مناطق واسعة. كما تلقى التنظيم دعما من معظم الجماعات السنية المسلحة الأخرى وأعضاء سابقين في حزب البعث – الذي كان علمانيا منذ تأسيسه – ممن شعروا بالغضب بسبب فقدان مكانتهم.
يضم نواب البغدادي 12 واليا على الأقاليم؛ ومجلس حرب مكونا من ثلاثة رجال: وثمانية آخرين يديرون حقائب مثل المالية والأسرى والتجنيد.
يشن التنظيم عمليات من خلال شبكة من القادة الإقليميين الذين لديهم مرؤوسيهم ودرجة من الاستقلال، ولكن في أوقات محددة يفتحون شبكة مشتركة للتنسيق. على سبيل المثال كان رد فعل داعش على الغارات الجوية الأميركية على مواقعه في العراق هو نشر مقطع فيديو منتج بحرفية في الأسبوع الماضي، يظهر فيه مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على مسافة تبعد 200 ميل.
يعد داعش الصورة الحالية لتنظيم القاعدة في العراق، الذي قاتل القوات الأميركية تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي قبل مقتله في غارة جوية أميركية عام 2006. ووفقا لخريطة للتنظيم وضعها الخبير العراقي الهاشمي، يوجد 25 نائبا للبغدادي في كل من العراق وسوريا. ثلثهم تقريبا من ضباط جيش سابقين في عهد صدام، وجميعهم تقريبا كان معتقلا لدى القوات الأميركية.
كان آخر قائدين في المجلس العسكري لداعش ضابطين سابقين في الجيش العراقي: عقيد ونقيب. وقد قتل كلاهما – وجاء بعدهما العقيد السابق عدنان السويداوي الذي يبلغ من العمر 50 عاما.
ذكر أحمد الدليمي، محافظ الأنبار، التي تخضع لسيطرة كبيرة من داعش في الوقت الحالي، أن الرجال الثلاثة تخرجوا من الأكاديمية العسكرية ذاتها.
وقال الدليمي إنه درّس لأحدهم وهو عدنان نجم، الذي تخرج في عام 1993 ليصبح ضابط مشاة، مضيفا: «لم يكن من الواضح مطلقا أنه سوف يصير إلى تلك الحال. لقد كان من عائلة بسيطة ذات قيم أخلاقية عليا، ولكن جميع أشقائه ذهبوا في هذا الاتجاه» أي أصبحوا جهاديين. بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003. انضم نجم إلى تنظيم القاعدة في العراق واعتقلته القوات الأميركية في عام 2005.
استطرد الدليمي قائلا: «جميع هؤلاء الرجال أصبحوا متدينين بعد عام 2003. بالتأكيد يستفيد داعش من خبراتهم». كما يوجد عدد من ضباط الجيش السابقين الذين قاتلوا مع داعش. كان كبير مساعدي البغدادي في سوريا، سمير الخليفاوي، عقيدا في الجيش، ولكنه قتل في سوريا على يد مسلحين آخرين. قال ديريك هارفي، ضابط الاستخبارات العسكرية السابق الخبير في شؤون العراق وهو حاليا مدير المبادرة الدولية للمجتمع المدني والصراعات في جامعة جنوب فلوريدا، إن الضباط السابقين يملكون أيضا علاقات مهنية وشخصية وقبلية تزيد من قوة تحالف داعش.
تم تنفيذ عملية داعش لتحرير مئات المسلحين من السجون العراقية على يد أعضاء سابقين في حزب البعث، ومن بينهم ضباط مخابرات وجنود في الحرس الجمهوري لصدام.
قال حسن أبو هنية، الخبير الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية، إنه في حين اعتمد البغدادي في الغالب على العراقيين، إلا أنه ترك مجالات مثل الإرشاد الديني والتجنيد والإنتاج الإعلامي لأشخاص أجانب. كثير من هؤلاء الأجانب، مثل رئيس القسم الإعلامي لداعش، من السعوديين. لهذا السبب على الأقل يبدو داعش تنظيما عالميا. وأضاف أبو هنية قائلا: «يريدون أن يجذبوا جهاديين دوليين للانضمام إليهم في المعركة».
يذكر أيضا أن بعض الشخصيات غير العراقية ظهرت مؤخرا، مثل المتحدث الرئيس باسم البغدادي وهو سوري الجنسية. ومجموعة من المقاتلين الأجانب الذين يقودهم شيشاني اسمه عمر الشيشاني. وعلق مايكل نايتس محلل الشأن العراقي في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى أنها ليست مفاجأة أن ينضم كثير من الضباط السابقين في عهد صدام إلى داعش.
* خدمة {نيويورك تايمز}



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».