السلطة الفلسطينية تواجه «مصاعب قاسية» بسبب أزمة الضرائب

الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ( إ. ب. أ)
الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ( إ. ب. أ)
TT

السلطة الفلسطينية تواجه «مصاعب قاسية» بسبب أزمة الضرائب

الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ( إ. ب. أ)
الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ( إ. ب. أ)

أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن السلطة الفلسطينية تواجه «مصاعب قاسية» بسبب أزمة أموال الضرائب الفلسطينية، وقال عباس: «نواجه مصاعب قاسية للغاية بسبب ما ابتدعته حكومة إسرائيل من اقتطاع في أموال الضرائب الفلسطينية».
وجدد موقفه الرافض لتسلم أموال الضرائب التي تحصلها إسرائيل منقوصة أي شيء، وقال: «موقفنا كان واضحا وما زال، بمعنى لن نقبل تسلم الأموال منقوصة شيئاً، وبخاصة أموال الشهداء».
وتطرق عباس إلى اللقاء الذي جمع حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية في الحكومة الفلسطينية وموشي كحلون وزير المالية الإسرائيلي قبل يومين بشأن الأموال، وقال: «الإسرائيليون يحاولون بكل الوسائل شرعنة الخصومات وخاصة الرواتب ومخصصات الشهداء والأسرى والجرحى، ولكن هذا الموضوع لم ولن نقبل به مهما كلفنا ذلك من ثمن».
وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، اليوم (الاثنين)، أن السلطة الفلسطينية رفضت للشهر الثالث على التوالي تسلم أموال الضرائب الفلسطينية من إسرائيل وأعادتها لإسرائيل رغم تحويلها.
وقال المالكي لإذاعة «صوت فلسطين»: «هذه هي المرة الثالثة التي تقدم فيها وزارة المالية الإسرائيلية على تحويل أموال المقاصة منتقصة دون علم وزارة المالية الفلسطينية».
وأضاف: «عندما يتم إعلامنا من البنوك أن تحويلة قد وصلت، نحن نعيد بدورنا هذه الأموال إلى وزارة المالية الإسرائيلية».
وذكر المالكي أن السلطة الفلسطينية بعثت برسائل إلى الجانب الإسرائيلي مفادها: «إننا على استعداد لتسلم أموال المقاصة التي هي أموال للشعب الفلسطيني كاملة دون أي خصومات أياً كانت».
وأضاف: «بعد ذلك يمكن الحديث في أي خصومات يتم الاتفاق عليها مرتبطة بالقضايا المتعارف عليها في تلك الفترة مثل الكهرباء والمياه وقضايا أخرى، دون ذلك هذا غير مقبول».
وأوضح المالكي أن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية سيتوجه إلى بروكسل، اليوم، للمشاركة في اجتماع للدول المانحة دعت إليه فلسطين لبحث الأزمة المالية التي تمر بها.
وقال وزير الشؤون المدنية في الحكومة الفلسطينية، حسين الشيخ، إنه عقد، السبت الماضي، اجتماعاً مع وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كحلون.
وذكر الشيخ، في تغريدة على «تويتر»، اليوم: «عقدت اجتماعاً مع وزير المالية موشيه كحلون، وتم التباحث في الأزمة المالية التي جاءت عقب الخصومات الإسرائيلية».
وأضاف: «أكدت له رفضنا المطلق لتسلم أموال المقاصة في ظل سياسة الخصومات التي تتجاوز الاتفاقيات».
وعملت إسرائيل منذ 3 أشهر على خصم مبالغ مالية من أموال الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية عن البضائع التي تدخل السوق الفلسطينية من خلالها مقابل عمولة 3 في المائة.
وتخصم إسرائيل نحو 5 في المائة من قيمة الضرائب التي تسلمها للسلطة الفلسطينية بسبب دعمها المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ورفضت السلطة الفلسطينية تسلم أموال المقاصة بعد الخصم منها، ما تسبب في عجزها عن الوفاء بالتزاماتها المالية، حيث تشكل هذه الأموال 65 في المائة من موازنتها.
ودفعت السلطة نصف راتب لموظفيها خلال الشهرين الماضيين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.