ليفربول على موعد مع مواجهة لاعبيه السابقين سواريز وكوتينيو

الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا ضد برشلونة سيشهد صداماً بين جيلين من مهاجمي الفريق الإنجليزي

سواريز وكوتينيو بقميص ليفربول قبل انتقالهما لبرشلونة
سواريز وكوتينيو بقميص ليفربول قبل انتقالهما لبرشلونة
TT

ليفربول على موعد مع مواجهة لاعبيه السابقين سواريز وكوتينيو

سواريز وكوتينيو بقميص ليفربول قبل انتقالهما لبرشلونة
سواريز وكوتينيو بقميص ليفربول قبل انتقالهما لبرشلونة

لو وصل ليفربول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا على حساب برشلونة الإسباني، فإن ذلك قد يكلفه 4.5 مليون جنيه إسترليني، نظراً لأن صفقة انتقال لاعبه السابق فيليبي كوتينيو إلى برشلونة مقابل 105 ملايين جنيه إسترليني، تنص على حصول ليفربول على 4.5 مليون جنيه إسترليني إضافية، حال حصول الفريق الإسباني على لقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
بصرف النظر عن الاعتبارات المالية، فإن مواجهة الفريقين على ملعب «كامب نو»، الأربعاء، ستكون بمثابة لم الشمل بين ليفربول ولاعبيه السابقين، فيليبي كوتينيو ولويس سواريز، الذي رحل إلى العملاق الكتالوني قبل أربع سنوات من الآن، في صفقة حقق ليفربول من ورائها الكثير من المكاسب المالية، نظراً لأنه كان قد تعاقد مع المهاجم الأورغوياني بمقابل مادي زهيد.
كان ليفربول قد تعاقد مع سواريز مقابل 22.8 مليون جنيه إسترليني في فترة الانتقالات الشتوية لعام 2011، في الوقت نفسه الذي تعاقد فيه النادي مع أندي كارول بضعف هذا المقابل المادي.
ورغم الأداء القوي الذي كان يقدمه كوتينيو مع ليفربول، ورغم هدفه الرائع في مرمى مانشستر يونايتد في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، فإن اللاعب البرازيلي لم يحقق النجاح المتوقع مع برشلونة إلى الآن.
وتشير تقارير إلى أن نادي تشيلسي يسعى للتعاقد مع كوتينيو، ليكون بديلاً للنجم البلجيكي إيدن هازارد الذي يُرجح انضمامه إلى ريال مدريد هذا الصيف. ويبدو أن برشلونة مستعد لبيع اللاعب البرازيلي، لكن العقبة الوحيدة أمام هذه الصفقة التي تناسب جميع الأطراف تتمثل في أن تشيلسي يواجه عقوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تمنعه من التعاقد مع لاعبين جدد.
في البداية، يجب التأكيد على أن كوتينيو لاعب رائع، وقادر من الناحية النظرية على تقديم الإضافة للخط الهجومي لأي فريق، على الرغم من أنه من الغريب أن يفشل في التألق في خط هجومي يضم إلى جانبه كلاً من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والمهاجم الأورغوياني لويس سواريز. وبات من الواضح أن كوتينيو ربما لن يكون قادراً على ملء الفراغ الذي تركه نيمار. ومع ذلك، ما زال بإمكان كوتينيو أن يُعبر عن نفسه، وأن يساعد برشلونة على التأهل للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا على حساب فريقه السابق.
ويجب التأكيد على أن اقتراب ليفربول من الوصول للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، للعام الثاني على التوالي، يعد إنجازاً كبيراً للنادي الإنجليزي، بالنظر إلى المواهب التي تخلى عنها خلال السنوات القليلة الماضية؛ ليس فقط سواريز وكوتينيو إلى برشلونة، ولكن أيضاً رحيم سترلينغ إلى مانشستر سيتي. وعلى الرغم من أن المدير الفني الألماني يورغن كلوب، قد استخدم المقابل المادي الذي حصل عليه من بيع هؤلاء اللاعبين بشكل جيد للغاية، فمن المثير أن نتساءل عما كان يمكن أن يحققه ليفربول لو احتفظ بهؤلاء اللاعبين، ولم يضطر إلى بيعهم إلى أندية أخرى.
ولفترة وجيزة من موسم 2013 - 2014، لعب سواريز وكوتينيو وسترلينغ معاً في فريق ليفربول، إلى جانب كل من ستيفن جيرارد ودانييل ستوريدغ، فيما كان ينظر إليه على أنه أفضل فريق لليفربول منذ بداية انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد عام 1992. وعلى الرغم من أن ليفربول لم ينجح في الحفاظ على أبرز لاعبيه، فقد تمكن من منافسة مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بكل قوة في موسم 2013 - 2014 قبل سقوط جيرارد الشهير أمام تشيلسي، كما وجه رسالة قوية للغاية لباقي الأندية في شهر فبراير (شباط) 2014 عندما سحق آرسنال على ملعب «آنفيلد» بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد.
لقد دخل آرسنال هذه المباراة، بقيادة المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر، وهو متصدر مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه وجد نفسه متأخراً بأربعة أهداف دون رد بعد مرور 20 دقيقة فقط من عمر اللقاء. وكان من الممكن أن تكون النتيجة أسوأ من ذلك بكثير، حيث أهدر سواريز وزملاؤه في ليفربول الكثير من الفرص السهلة. واكتفى آرسنال بالدفاع في تلك المباراة، وكان يخشى من التقدم للأمام، وترك مساحات يمكن أن يستغلها كل من سواريز وسترلينغ وكوتينيو، الذين أثبتوا أنهم قادرون على إزعاج دفاعات أي فريق. ولم تصبح النتيجة أسوأ من ذلك بسبب خوف آرسنال من الهجوم واكتفائه بالقيام بالنواحي الدفاعية، بالإضافة إلى اكتفاء لاعبي ليفربول بالأهداف التي أحرزوها.
ولو سارت المباراة بالشكل الذي كانت عليه في أول نصف ساعة، كان من الممكن أن تنتهي المباراة بضعف هذا العدد من الأهداف. وقال المدير الفني لليفربول آنذاك، بريندان رودجرز، من دون أي مبالغة، «لقد كنا نلعب في بعض الأوقات بطريقة لا تدع الآخرين قادرين على التقاط أنفاسهم».
ومع ذلك، أعرب سواريز عن استيائه من عدم مشاركة الفريق في دوري أبطال أوروبا، في ذلك الموسم، ورحل في شهر يوليو (تموز) من ذلك العام مقابل 65 مليون جنيه إسترليني، رغم تعرض اللاعب للإيقاف بسبب عضه للمدافع الإيطالي جورجيو كيليني في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. ورحل سترلينغ إلى مانشستر سيتي في الموسم التالي. وفي غضون بضعة أشهر رحل رودجرز بعدما قضى ثلاثة مواسم في «آنفيلد» من دون الفوز بأي بطولة. واستمر كوتينيو ليتطور مستواه بشكل ملحوظ تحت قيادة كلوب، قبل أن ينتقل في نهاية المطاف إلى برشلونة في بداية العام الماضي.
وبعدما كان ليفربول يفتخر بأنه يضم «الرباعي المذهل» في خط الهجوم، رحل كوتينيو ليكتفي الفريق بوجود الثلاثة الرائعين في الخط الأمامي: روبرتو فيرمينو وساديو ماني ومحمد صلاح، الذين يقدمون مستويات رائعة، ولا يتوقفون عن هز شباك الفرق المنافسة. لكن الإضافة الأبرز التي تعاقد معها ليفربول كانت في خط الدفاع، وتتمثل في العملاق الهولندي فيرجيل فان دايك، الذي تعاقد معه النادي مقابل 75 مليون جنيه إسترليني، والذي انضم إلى التشكيلة المثالية للدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، والصادرة من رابطة اللاعبين المحترفين، إلى جانب زميليه في خط الدفاع ترينت ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون. كما نجح الحارس البرازيلي أليسون في أن يحمي عرين ليفربول بشكل رائع، ويقضي على أبرز نقطة ضعف كان يعاني منها الفريق في المواسم السابقة.
وعلى الرغم من أن برشلونة لا يزال يتفوق في الناحية الهجومية، بسبب الإمكانات الكبيرة لسواريز، وعدم إمكانية تخيل ما يمكن أن يقوم به ميسي في المباريات الكبيرة، فقد عودنا ليفربول بقيادة كلوب على التألق في المباريات الأوروبية. وقد أظهر خروج مانشستر سيتي من دوري أبطال أوروبا على ملعبه أمام توتنهام هوتسبر أهمية أن يحرز الفريق هدفاً خارج ملعبه في المباراة الأولى، ومن غير المرجح أن يتخلى ليفربول عن طريقته المعتادة في الضغط المتواصل، وشن هجمات مرتدة سريعة.


مقالات ذات صلة

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية جوزيه مورينيو (إ.ب.أ)

مورينيو: قصص انتقال رونالدو إلى فنربخشة «سخيفة»

أكد البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب نادي فنربخشة التركي خلال مؤتمر صحافي أن الأخبار حول انتقال كريستيانو رونالدو إلى نادي فنربخشة الذي يشرف عليه مورينيو غير صحيحة.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة عالمية روبرتو بيكولي (إ.ب.أ)

الدوري الإيطالي: بيكولي يحرم فييرا فوزه الأول مع جنوى

حرَم المهاجم روبرتو بيكولي، المدرب الجديد لجنوى، الفرنسي باتريك فييرا من فرحة تحقيق الفوز بعد 5 أيام على تعيينه، حين أدرك التعادل في وقت قاتل لكالياري 2-2.

«الشرق الأوسط» (جنوى)
رياضة عالمية مارتن تيرير (إ.ب.أ)

تيرير يتعرض لكسر في الساعد وينضم لقائمة مصابي ليفركوزن

انضم المهاجم مارتن تيرير إلى القائمة المطوَّلة للاعبين المصابين في صفوف فريق باير ليفركوزن حامل لقب الدوري الألماني، قبل ملاقاة ريد بول سالزبورغ النمساوي.

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف)
رياضة عالمية فلورينتينو بيريز (إ.ب.أ)

بيريز مهاجماً «فيفا» و«يويفا»: كرة القدم مصابة بجروح خطرة

شنّ فلورينتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، بطل دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، هجوماً عنيفاً على الاتحادين «الدولي (فيفا)» و«الأوروبي (يويفا)».

«الشرق الأوسط» (مدريد)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟