السلطة الفلسطينية تدعو إلى ضغط أوروبي لوقف الخصم من العوائد الضريبية

TT

السلطة الفلسطينية تدعو إلى ضغط أوروبي لوقف الخصم من العوائد الضريبية

دعا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إلى ضغط أوروبي على إسرائيل لوقف اقتطاع الأموال من عائدات الضرائب الفلسطينية.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الإعلام، في بيان صحافي عقب لقائه في رام الله المبعوث النرويجي لعملية السلام في الشرق الأوسط تور فنيسلاند، إن السلطة تعول على الموقف الأوروبي عامة، والنرويجي خاصة، للضغط على إسرائيل لوقف «انتهاكاتها» المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني. وأكد أبو ردينة «على أهمية الموقف الأوروبي عامة، والنرويجي خاصة في الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، كاقتطاع رواتب عائلات الشهداء والأسرى من أموال المقاصة الفلسطينية، مؤكداً على أن الرئيس محمود عباس يعطي الأولوية الكاملة لعائلات الشهداء والأسرى». وأضاف: «لن نسمح بخصم قرش واحد من أموال الشعب الفلسطيني».
وبدأت تل أبيب في فبراير (شباط) الماضي خضم مبلغ 42 مليون شيكل (نحو 11.5 مليون دولار) شهرياً من أموال العوائد الضريبية التي تحولها إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية، كل شهر خلال عام 2019، بإجمالي 504 ملايين شيكل (نحو 138 مليون دولار)، وهو مبلغ يوازي ما دفعته السلطة لعوائل شهداء وأسرى في عام 2018، فردت السلطة برفض تسلم أي مبالغ مجتزأة وردت المقاصة كاملة لإسرائيل. وأوضح المسؤولون الفلسطينيون رفض تسلم أموال عائدات الضرائب الفلسطينية منقوصة لأن تسلمها منقوصة سيعني الموافقة على الموقف الإسرائيلي باعتبار «الشهداء والأسرى إرهابيين».
وتشكل هذه الأموال الدخل الأكبر للسلطة، ما سبب أزمة مالية كبيرة. ودفعت السلطة نصف راتب لموظفيها عن الشهرين الماضيين، ووضعت خطة طوارئ حتى شهر يوليو (تموز) المقبل. وقال وكيل وزارة المالية فريد غنام، إن موازنة الطوارئ التي فرضتها أزمة المقاصة لن تكون صالحة بعد شهر يوليو، ما لم تتدخل إلى معالجتها سياسياً.
وأكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن السلطة قد تقترض من دول مقتدرة إذا لم تصل أموال شبكة الأمان العربية التي أقرت في اجتماع مجلس الخارجية العرب الأخير.
وأضاف المالكي: «في حال لم تتمكن الدول العربية من توفير شبكة الأمان المالية، سنبحث عن إمكانية توفير قروض مالية من دول أخرى غير عربية مقتدرة مالياً، بضمانة الأموال المحتجزة عند الجانب الإسرائيلي، مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية».
وفي موضوع آخر، أكد أبو ردينة على «الموقف الفلسطيني الثابت والواضح برفض كل المشاريع الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، والتصدي لها وإفشالها وصولاً لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها».
وذكر أن زيارة الرئيس محمود عباس إلى مصر قبل أيام ولقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، واجتماعه مع وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية، «أكدت على الدعم العربي المطلق للموقف الفلسطيني، ورفضها لكل المحاولات والمشاريع التي تتناقض مع قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».
وشدد على الموقف العربي بأن السلام «يتحقق من خلال احترام حق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال على مبدأ حل الدولتين».
وثمن أبو ردينة الدعم الذي تقدمه النرويج للشعب الفلسطيني، ودورها في تنسيق المساعدات الدولية المقدمة لفلسطين لبناء مؤسساتها واقتصادها، وحرص فلسطين على تعزيز العلاقات الثنائية بين الشعبين الصديقين.
ونقل البيان عن المبعوث النرويجي تأكيده موقف بلاده الداعم للعملية السياسية القائمة على حل الدولتين، ودعم الجهود لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
وأشار إلى أن النرويج ملتزمة بتقديم الدعم للشعب الفلسطيني، وزيادة التنسيق مع الدول المانحة لتقديم المزيد من المساعدات لبناء المؤسسات الفلسطينية.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.