«نقابات الشغل» التونسية تنتقد «التقاعس» في حماية الفلاحيين

TT

«نقابات الشغل» التونسية تنتقد «التقاعس» في حماية الفلاحيين

ندد الاتحاد العام التونسي للشغل بـ«ظروف النقل غير الإنسانية» لعمال القطاع الفلاحي، في أعقاب الحادث المروري المميت الذي أودى، أمس، بحياة 12 شخصاً.
وتوفى عمال القطاع الفلاحي على الفور، فيما أصيب 20 آخرون على الأقل، في حادث مروري مروع بجهة سيدي بوزيد، إثر تصادم بين شاحنتي نقل خفيفتين.
وأفاد العقيد معز تريعة، المتحدث الرسمي باسم الحماية المدنية، لوكالة الأنباء الألمانية، بأن المتوفين في الحادث 5 رجال و7 نساء، يعملون جميعاً في قطاع الفلاحة، فيما أعلنت وزارة الصحة نقل 19 جريحاً إلى المستشفيات العمومية لتلقي الإسعافات. وذكر زاهر الأحمدي، المسؤول بقطاع الصحة بولاية سيدي بوزيد، أن الحادث وقع بمنطقة السبالة، وسط تونس، طبقاً لما ذكرته «إذاعة موزاييك» التونسية، أمس، مشيراً إلى أنه تم نقل الجثث الاثنتي عشرة إلى المستشفيات، كما تم إرسال 5 سيارات إسعاف، بالإضافة إلى سيارات الحماية المدنية، لنقل المصابين. من جهتها، ذكرت وزارة الداخلية التونسية أن إطار شاحنة كانت تقل فلاحين قد انفجر، وهو ما تسبب في أن يفقد سائقها السيطرة، ويصطدم بشاحنة تحمل بضائع.
وقال اتحاد الشغل، أكبر نقابة في تونس، في بيان له، إنه «يدين بشدة استمرار تجاهل نقل العمال الفلاحين في ظروف غير إنسانية، وغير آمنة، أمام صمت السلطة وعجزها».
وحمل الاتحاد السلطات مسؤولية استمرار هذا الوضع، مطالباً باتخاذ الإجراءات القانونية لمنع تكرارها، وحماية العمال الفلاحين من التهميش.
وفجر الحادث المروري غضباً في تونس لأنه لا يعد الحادث الوحيد لعمال القطاع الفلاحي في المناطق الريفية، الذي يقوم في أغلبه بتشغيل عاملات، يقدر عددهن إجمالاً بنحو نصف مليون عاملة، معظمهن يعاني من أوضاع اجتماعية هشة.
ومن جهته، ندد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (منظمة مستقلة) بتكرار مثل هذه الحوادث، مشيراً إلى أنها تسببت في وفاة أكثر من 40 عاملة، وإصابة 492 بجروح، خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وأوضح اتحاد الشغل أنه توصل في السابق إلى توقيع اتفاقية إطارية مشتركة للعمال الفلاحيين مع الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، واتفاقية أخرى خاصة بنقل العمال الفلاحيين، إلا أنها «بقيت حبراً على ورق، ولم تجد طريقاً لتفعيل ما ورد فيها من حقوق»، حسب تعبير الاتحاد.
وتعد تونس من بين أكثر بلدان العالم التي تشهد حوادث سير مميتة، وذلك بمعدل يقارب 1500 قتيل سنوياً، وبخسائر تناهز 800 مليون دينار في العام، بحسب أرقام الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».