«ذا بالم كورت»... القاعة التي شهدت ولادة تقليد الشاي الإنجليزي

الأفضل لعام 2018 والأقدم في لندن

قاعة جميلة بديكورات «آرت ديكو» الراقية
قاعة جميلة بديكورات «آرت ديكو» الراقية
TT

«ذا بالم كورت»... القاعة التي شهدت ولادة تقليد الشاي الإنجليزي

قاعة جميلة بديكورات «آرت ديكو» الراقية
قاعة جميلة بديكورات «آرت ديكو» الراقية

زيارة لندن لا تكتمل إلا بتذوق الشاي الإنجليزي على الطريقة التقليدية في أحد فنادق المدينة الراقية، الخيارات كثيرة، لأن العاصمة البريطانية لا تبخل على أهلها وزوارها بما تزخر به من تحف معمارية تتهامس الأسرار ما وراء جدران وقفت صامدة على مر السنين لتصبح أجمل وأرقى، وتحكي قصصاً كثيرة عاشها من واكب الفترة الباروكية والفيكتورية وغيرها، وقد تكون الحقبة الفيكتورية من بين أهم الريش التي رسمت بها معالم لندن الخالدة، ولا تزال هناك عدة تقاليد لم يتخلّ عنها البريطانيون تعود إلى تلك الحقبة، وعلى رأسها تقليد الشاي الإنجليزي الذي يقدم فترة بعد الظهر، وهذا التقليد تبنته نسبة كبيرة من المقاهي العصرية، ولكن وكما يقول المثل الشعبي «أعطَ خبزك للخباز...» وبمعنى آخر فلا يصح إلا الصحيح، ولا يتقن التقليد إلا من قدّمه بحذافيره، وبكل ما يستحق من تقدير.
تقليد الشاي الإنجليزي أو ما يعرف بـ«Afternoon Tea» بدأ في بريطانيا منذ أكثر من 150 عاماً، ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن هذا التقليد بدأ يقدم للعموم في صالة «ذا بالم كورت» The Palm Court داخل فندق «ذا لانغهام» The Langham في شارع «ريجنتس ستريت» بوسط لندن.
فمن داخل هذه القاعة، بدأ تقديم الشاي الإنجليزي على أنغام الموسيقى منذ افتتاح الفندق عام 1865، عندما كان يتهافت مواكبو تلك الفترة الزمنية من الطبقة الفيكتورية المخملية بالمجيء إلى الفندق لتناول الشاي مع الحلوى والسندويتشات المنمقة لكسر تراتبية تناول الشاي في المنزل.
واستطاع الفندق المحافظة على جميع مفردات الحقبة الفيكتورية على الرغم من عملية الترميم والتجميل الرائعة التي خضع لها، فعند ولوجك إلى قاعة «ذا بالم كورت» تشعر بالهيبة، وكأنك تعبر الأزمان وتعود إلى الوراء وتمشي على خطى النبلاء والأرستقراطيين الذين كانوا يأتون يومياً إلى هذه القاعة للتسامر والغوص في مناقشات ساخنة، واليوم هذه القاعة بقيت على حالها مع اختلاف بسيط في المواضيع الساخنة التي تناقش فيها لأن «بريكست» هو الشغل الشاغل للبريطانيين والزوار على حد سواء، ولكن ولحسن الحظ فلن يؤثر القرار الأخير فيما إذا كانت بريطانيا ستعيش في عزلة عن باقي بلدان القارة العجوز أم لا، لأن المنتجات التي تستخدم في الشاي الإنجليزي من سندويتشات وحلوى ومربى كلها محلية الصنع وأصلية.
ما يجعل تجربة تناول الشاي الإنجليزي على أصوله هو الحفاظ على التفاصيل التقليدية القديمة، فلا بد من وجود عازف بيانو يأخذك إلى عام من السحر بنغمات تنسجها أصابعه الرشيقة، ولا بد أن يكون الديكور راقياً والقاعة أشبه بغرف القصور، ولا بد أن يكون المدخل ترجمة للرقي والغنى والأصالة، ومتى اجتمعت هذه الميزات فيكون الشاي ناجحاً، ولكن هذا النجاح تحدده نوعية المأكولات وطريقة تقديمها والسخاء.
تدخل إلى «ذا بالم كورت» عبر بوابة من الحديد مزخرفة تخبئ وراءها عبق التاريخ المرصع بمفردات «الأرت ديكو» والمرايا والأسقف العالية، طاولات مستديرة تحوم حولها الكراسي الوثيرة وبالقرب من كل منها منصة حديدية تحتضن الأطباق الجميلة من تصميم شركة «ويدجوود» للبورسلين العريقة في بريطانيا، بنقشات الورود الملونة، وبالنسبة للشاي، فيأتي بعدة خيارات وأسعار، فسعر الشاي التقليدي العادي الذي يقتصر على أصناف الشاي وسندويتشات وحلوى سكونز مع المربى بسعر 49 جنيهاً إسترلينياً للشخص الواحد، ويزيد السعر مع ازدياد الأصناف التي تقدم، فوقع خيارنا على ما يعرف بالـ«هاي تي» High Tea، وهذا النوع من الشاي يكون بمثابة غداء وشاي ما بعد الظهر معاً، لأنه يقدم طبقاً رئيسياً إلى جانب الحلوى والسندويتشات، والأطباق التي تُقدم تختلف من موسم إلى آخر، لأن الطاهي يلتزم بما تقدمه الطبيعة في موسمها الأصلي، ولكن الطبق الذي أنصحكم بتذوقه في حال أردتم تجربة الشاي مع الطعام، وليس فقط السندويتشات والسكونز، جبن الموتزاريلا الإيطالي مع صلصة الحبق «بيستو»، وهذه الأجبان تُصنع في منطقة أكتون بشمال لندن على يد سيدة إيطالية، وتقوم بتصنيع كرات صغيرة من الجبن خصيصاً لفندق «ذا لانغهام»، ومن الأطباق اللذيذة الأخرى، «تونا تارتار»، أي سمك تونا غير مطهو مع صلصة لذيذة جداً يدخل فيها الزنجبيل والطبق الأخير هو عبارة عن قطعة «كيش» (عجين مطهو بالفرن ومحشو بالجبن والدجاج ويمكن تناوله على الطريقة النباتية أيضاً).
تقليد الشاي الإنجليزي هو تجربة أكثر منه لملء البطون، ولهذا السبب أنصح دائماً بتناوله في مكان ذائع الصيت يتقن صنعه، ويقدمه في أجواء راقية جداً، لأن الرقي هو الصفة الملازمة لعيش هذه التجربة نسبة لتاريخ التقليد وقصته.
والشاي لا يكتمل إلا بتناول «Scone» طازجة، ولا تزال ساخنة مع وضع القشطة والمربى بداخلها والتلذذ بالمذاق الرائع، ونسيان مسألة السعرات الحرارية (الحياة قصيرة استمتعوا).

كلام في سرك
> كان سعر الشاي بعد الظهر الذي بدأ فندق «ذا لانغهام» بتقديمه في قاعة «ذا بالم كورت» بسعر سبعة بنسات ونصف البنس في عام 1865.
> الحلوى التي تُقدّم في «ذا بالم كورت» تعتمد على أفضل أنواع السكر التي يعمد الشيف المتخصص بالحلوى أندرو غرافيت لتكون صحية وخالية من الدسم، مع المحافظة على المذاق اللذيذ.
> «ذا بالم كورت» في فندق لانغهام الأفضل لتناول الشاي بعد الظهر لعام 2018 في استطلاع شمل أهم الفنادق اللندنية.

قصة الشاي الإنجليزي
> في بدايات القرن التاسع عشر ازداد معدل تناول الشاي في بريطانيا. ويقال إنه في خلال هذه الفترة، اشتكت الدوقة السابعة لبيدفورد «آنا» من «شعور بالنعاس» في فترة ما بعد الظهيرة. وفي هذا الوقت، كان من المعتاد أن يتناول الأفراد وجبتين فقط من الطعام خلال اليوم، وهما وجبتا الإفطار والعشاء في نحو الساعة 8 مساء. وكان الحل بالنسبة للدوقة يتمثل في تناول فنجان من الشاي وقطعة من الكيك التي تتناولها سراً في حجرة ملابسها في فترة ما بعد الظهيرة.
وبعد ذلك، كانت الدوقة تدعو الأصدقاء لمشاركتها في وجبتها الخفيفة في الغرف الخاصة بها في ووبرن ابي، وقد أصبح ذلك تقليداً صيفياً، حيث استمرّت الدوقة على ذلك عندما عادت إلى لندن، حيث كانت تقوم بإرسال بطاقات الدعوة إلى الأصدقاء، لتطلب منهم تناول «الشاي والسير بين الحقول».
وقد التقط أصحاب الطبقات الاجتماعية المخملية هذا التقليد الذي أصبح يحتل مكانة رفيعة حتى إنه قد انتقل إلى غرف الرسم الخاصة بهؤلاء. وبعد ذلك، حافظ معظم أفراد المجتمع الراقي على تناول بعض الوجبات الخفيفة في فترة ما بعد الظهيرة. وكانت الفنادق تقدم من آن إلى آخر «شاي آخر النهار». وكانت الطبقات الراقية تتناول شاي «أول النهار» و«ما بعد الظهيرة» في نحو الساعة الرابعة قبل التجول في حديقة «هايد بارك». وكانت الطبقات الفقيرة والمتوسطة تتناول «شاي آخر النهار» لاحقاً، في نحو الساعة الخامسة أو السادسة، بدلاً من العشاء.



«الأفوكادو» سيد المائدة العصرية

تتنوع وصفات الأفوكادو حول العالم
تتنوع وصفات الأفوكادو حول العالم
TT

«الأفوكادو» سيد المائدة العصرية

تتنوع وصفات الأفوكادو حول العالم
تتنوع وصفات الأفوكادو حول العالم

سواء أكنت ترغب في إضافة قوام غني للسلطات، أم الحصول على عصائر طازجة مدعومة بالفيتامينات، أم رفع القيمة الغذائية لأطباقك الرئيسية أو الجانبية، فإن «الأفوكادو» سيمثل البطل السري لطعامك.

يحتوي «الأفوكادو»، بحسب إخصائيّي التغذية على الألياف وعدد من الفيتامينات المهمة، من بينها «سي» و«هـ»، بالإضافة إلى حمض الفوليك والنحاس.

أفوكادو بالتونة من شيف ميدو (الشرق الأوسط)

ولإفطار شهي، يقترح الشيف المصري، أحمد الشناوي، البيض المخفوق بـ«الأفوكادو» للحصول على مزيج مثالي لهذه الوجبة: «الأفوكادو يتناغم بشكل رائع مع البيض. إنها وصفة مثالية وسهلة لصباح يتطلب منك النشاط واليقظة، أو لأطفالك قبل الذهاب إلى المدرسة».

التوست بالبيض والأفوكاد من شيف عمر شبراوي (الشرق الأوسط)

الوصفة هي كالتالي: «اخفق البيض مع القليل من الحليب، ثم قلّب قطع الأفوكادو مباشرة في البيض النيء. بعد ذلك، ضع الخليط بالكامل في مقلاة ساخنة، واخفقه مع رشة من شرائح صغيرة من اللحم البقري المطبوخ مسبقاً، أو قطع صغيرة من البسطرمة أو السجق، لتضيف نكهة مقرمشة ومالحة تعزز مذاقه المميز».

وينوّه الشيف إلى أنه يمكن إعداد وجبة لذيذة في المساء، لتتناولها في اليوم التالي، أو بعد يومين، لمزيد من توفير الوقت في الصباح، بشرط أن تحسن تخزينه، في وعاء محكم الغلق في الثلاجة، عند تناوله بارداً، فإنه يشكل حشوة لذيذة للساندويتش، أو قم بإعادة تسخينه برفق في المايكروويف، وتناوله ساخناً.

شيف ميدو يعتبر الأفوكادو مكون لوصفات سهلة وسريعة (الشرق الأوسط)

على مدونته على «إنستغرام» يقدم شيف ميدو وصفات مبتكرة قوامها الأفوكادو، منها شرائح بالتونة المتبلة، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك أفضل من استخدام الأفوكادو للحصول على أكلة صحية سهلة وسريعة».

كما يقدم شيف عمر شبراوي أيضاً أطباقاً صباحية لهذه الفاكهة، منها توست البيض بعجين هذه الفاكهة الزبدية، وسلطة الأفوكادو بالبيض والزبادي اليوناني وبودر البصل وعصير الليمون، وبطاطس مقلية بالبطاطا الحلوة والخبز الريفي المدهون بالزبدة والمغطى بالحمص والأفوكادو، والبيض المقلي بالجبن مع الملح والفلفل والزعتر الطازج.

وللغذاء يستخدم شيف سيد إمام الأفوكادو في تحضير طبق المعكرونة بصوص البيستو والسلمون المدخن الساخن والطماطم والجوز والريحان والثوم المفروم في طبق منزلي صحي يعرف طريقه إلى قلبك قبل معدتك، على حد تعبيره.

شيف أحمد الشناوي (الشرق الأوسط)

ويقدم سلطة الجمبري والأفوكادو التايلاندية، ويرى أنها أفضل مزيج للأفوكادو الكريمي والجمبري الكبير، وتتكون من الروبيان المطبوخ والخيار وعصير الليمون الطازج والسكر البني مع أغصان الكزبرة الطازجة وصلصة السمك.

ولإعدادها يقول: «امزج عصير الليمون والسكر وصلصة السمك في وعاء صغير، قلّبهم حتى يذوب السكر، رشّ خليط الليمون فوق السلطة، بعد تغطيتها بأغصان الكزبرة وتبلها بالفلفل».

أو «جرب نكهات الأفوكادو الكريمي المهروس فوق شريحة من خبز العجين المخمر المحمص، مع رش القليل من توابل الخبز؛ لإضافة نكهة وملمس إليه، إنها طريقة سريعة وسهلة للاستمتاع بنكهات النسخة الأصلية للأفوكادو دون الحاجة إلى مغادرة منزلك لتناوله في أحد مطاعم الوجبات السريعة».

طبق من شيف عمر شبراوي يتكون من البيض والأفوكادو ومكونات أخرى (الشرق الأوسط)

يعتز إمام كثيراً بوصفة لفائف السلمون المدخن والأفوكادو والجزر، ويقول: «طبق أنيق متعدد الفوائد والألوان، سيكون خياراً مناسباً لعزومة لشخص يهمك».

ويوضحها: «اخلط الجزر والملفوف والكرنب معاً في وعاء، ثم قلبهم مع الزبادي وعصير الليمون، اترك المزيج لمدة 5 دقائق حتى تنضج الخضراوات قليلاً وتنضج النكهات، ثم ضع نحو 50 غراماً من سمك السلمون المدخن على كل لفافة، ثم ضع شرائح الأفوكادو في الأعلى، قسم سلطة الملفوف بين اللفائف، ثم لفّها وقسمها إلى نصفين للتقديم».

لكن بالرغم من نعومة هذه الفاكهة، فإنها قد تمثل خطراً على سلامتك في المطبخ، إذا لم تتبع الطريقة الصحيحة في التقطيع، يحذر شيف أحمد الشناوي، ويشير إلى أن هناك إصابة معروفة باسم «يد الأفوكادو»، أي الجروح العميقة التي تسببها السكين في الأصابع، أو المعصمين، أو راحة اليد، بسبب انزلاق السكين أو هروب البذرة أثناء تقطيعه.

و«لتجنب ذلك، استخدم سكين الزبدة لقطع الأفوكادو، ولكن تخلص منها عند إزالة البذرة؛ حيث ينبغي هنا استخدام ملعقة بدلاً من ذلك، لأن حوافها الناعمة لن تؤذيك حتى لو انزلقت»، بحسب الشناوي.

وقدّم نصيحة: «اغرف بذرة الأفوكادو باستخدام ملعقة أصغر ذات طرف مدبب بدلاً من ملعقة الحساء، ضع حافة الملعقة أسفل البذرة وارفعها من الفاكهة»، وينصح: «قم بتخزين الأفوكادو في الثلاجة لإطالة مدة صلاحيته».