الحكومة المغربية تعلن زيادة عامة في رواتب الموظفين

بهدف تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي

TT

الحكومة المغربية تعلن زيادة عامة في رواتب الموظفين

أعلنت الحكومة المغربية عن زيادة عامة في رواتب نحو 800 ألف موظف، بتكلفة مالية ستصل إلى 7 مليارات درهم (700 مليون دولار) في غضون ثلاث سنوات، وذلك بهدف تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد.
جاء ذلك خلال التوقيع على اتفاق بين الحكومة والاتحاد العام لمقاولات المغرب، ورؤساء النقابات الأكثر تمثيلية، وذلك بعد سلسلة من جولات الحوار بين الأطراف الثلاثة.. وقال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن هذا «الاتفاق المهم سيسهم في إرساء قواعد السلم الاجتماعي، وفي تحسين الأوضاع الاجتماعية ببلادنا، وكذا في تقوية الاقتصاد الوطني من خلال مناخ اقتصادي واجتماعي سليم».
وكشف العثماني مساء أول من أمس بالرباط أن الاتفاق ينص على عدد من الإجراءات والتدابير المهمة، تهم بالأساس تعزيز الحماية الاجتماعية، وتحسين مجال التشريع والحريات النقابية، ومأسسة الحوار الاجتماعي، والعمل على وضع ميثاق اجتماعي، يحقق التماسك والسلم الاجتماعيين. فضلا على الرفع من القدرة الشرائية للموظفين والأجراء، وذلك عبر الزيادة العامة في الأجور، التي ستشمل نحو 800 ألف موظف بإدارات الدولة، والجماعات الترابية (البلديات)، والمؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري، بتكلفة مالية إجمالية تبلغ 2.5 مليار درهم (250 مليون دولار) خلال هذه السنة، ولتصل إلى 7 مليارات درهم (700 مليون دولار) في سنة 2021.
كما أعلن العثماني أيضا أنه تقررت زيادة في التعويضات العائلية لنحو 400 ألف موظف، بتكلفة سنوية تصل إلى مليار درهم (100 مليون دولار)، وإحداث درجة جديدة للموظفين المرتبين في السلاليم الدنيا، وتحسين شروط الترقي لمجموعة من الفئات بقطاع التربية الوطنية، وهو إجراء سيهم أكثر من 24 ألف موظف، ف بتكلفة تتجاوز 200 مليون درهم (20 مليون دولار). كما تقررت الزيادة في الحد الأدنى للأجور بالقطاع الخاص (قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات والقطاع الفلاحي)، وذلك بنسبة 10 في المائة على مدى سنتين، إضافة إلى الزيادة في التعويضات العائلية لأجراء القطاع الخاص.
في سياق ذلك، أعلن العثماني التزام الحكومة بـ«تعبئة الموارد المالية اللازمة لتغطية تكاليف هذا الاتفاق»، مشيرا إلى أن الهدف هو «ترسيخ وتعزيز الثقة بين الإدارة ومختلف الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين، بما يسهم في تشجيع الاستثمار، وإحداث فرص الشغل لفائدة الشباب، وتنمية موارد الدولة التي ينبغي توجيهها على وجه الخصوص لتوفير الخدمات الأساسية، من تعليم وصحة، وسكن لفائدة مختلف الفئات الاجتماعية، خاصة منها الفقيرة والهشة».
كما تعهد العثماني بالتزام الحكومة بالحوار، وإرساء شراكة بناءة قائمة على قواعد التشاور المستمر، خدمة لمصالح البلد، وتعزيزا لاستقراره السياسي والاجتماعي. موجها الشكر لرئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب والأمناء العامين لكل من الاتحاد المغربي للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب على «حرصهم على إنجاح هذا الحوار».
جدير بالذكر أن «الكونفدرالية الديمقراطية للشغل» رفضت التوقيع على الاتفاق، وأوضحت النقابة في بيان، أصدرته أمس، أنه بعد اطلاعها على مضامين المشروع «عبرت عن أسفها لعدم أخذ الحكومة بعين الاعتبار كل القضايا الضرورية، التي يجب تضمينها في أي اتفاق اجتماعي توقعه النقابة»، مشيرة إلى أنها طالبت بصرف كل الإجراءات المتعلقة بتحسين الدخل، ابتداء من أول مايو (أيار) المقبل. كما دعت إلى الالتزام بتنفيذ ما تبقى من اتفاق 26 أبريل (نيسان) 2011 خلال مدة الاتفاق، وطالبت بالالتزام بإحالة كل القوانين الاجتماعية على طاولة الحوار الاجتماعي، وعدم اعتماد كلمة «التشاور»، واستبدال عبارة «الحوار والتفاوض الجماعي» بها. كما قالت النقابة إنها دعت أيضا إلى إدراج مراجعة الضريبة على الدخل، وإعفاء معاشات المتقاعدين من الضريبة في مشروع القانون المالي (موازنة) لعام 2020.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.