مقتل 6 خبراء لنزع الألغام في المخا واستعادة جبل استراتيجي في صعدة

TT

مقتل 6 خبراء لنزع الألغام في المخا واستعادة جبل استراتيجي في صعدة

أكدت مصادر عسكرية يمنية مقتل ستة من خبراء نزع الألغام الحوثية في الساحل الغربي في مديرية المخا الساحلية غرب تعز، جراء انفجار عرضي أمس لأحد مخازن تجميع الألغام، وقالت إن الخبراء يعملون ضمن البرنامج السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام).
جاء ذلك في وقت كثفت الميليشيات الحوثية من هجماتها على مواقع القوات الحكومية والمقاومة في تعز والبيضاء والضالع والحديدة، مع استعادة الجيش اليمني جبلاً استراتيجياً في مديرية رازح الحدودية غرب محافظة صعدة.
وذكر الإعلام العسكري التابع لقوات ألوية «حراس الجمهورية»، أن خبراء نزع الألغام قتلوا ظهر أمس أثناء قيامهم بتجميع الألغام والقذائف التي خلفتها الميليشيات الحوثية، بعدما انفجر المخزن الذي كان يتم تجميع الألغام فيه.
وذكرت المصادر، أن الخبراء هم «عبد الباقي محمد حسن محمد، قائد الفريق 26 في برنامج (مسام)،» ونبيل محمد صالح سعيد، عامل قذائف بالفريق 30، والنازع طلال محمد أحمد الجندي، عضو الفريق 26، ورشيد كريف حسين، عامل قذائف بالفريق 30، وأحمد محمد سعيد علي، دعم طبي بالفريق 26، وعادل ثابت شائع، وهو سائق الفريق 26، في حين أصيب سائق الفريق 30، محمد حسين سالم العمودي، إصابة بالغة».
في غضون ذلك، ذكرت مصادر عسكرية يمنية، أن الجيش حقق تقدماً جديداً في مديرية رازح بمحافظة صعدة، واستطاع بإسناد من قبل التحالف الداعم للشرعية، تحرير جبل الأذناب الاستراتيجي في المديرية. وأفاد المصدر بأن مدفعية الجيش الوطني قصفت بشكل مكثف تجمعات وتحصينات عناصر جماعة الحوثي في رازح؛ ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، إضافة إلى تدمير آليات قتالية تابعة لهم.
وفي محافظة تعز، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) بأن القوات أحبطت محاولات تسلل لميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، شمالي وشرقي مدينة تعز (جنوب غرب).
وذكر الموقع أن عناصر الميليشيات حاولوا التسلل، باتجاه مواقع الجيش الوطني، في مناطق الزنوج، والأربعين، وعصيفرة، ومعسكر الدفاع الجوي شمالي مدينة تعز. كما حاولت عناصر أخرى من الميليشيات مهاجمة مواقع الجيش، في تلة لزوم ومنطقة الكريفات، شرقي المدينة.
وبحسب مصادر طبية وشهود، سقطت قذيفة حوثية أمس جوار مدرسة للطالبات شمال مدينة تعز؛ وهو ما أدى إلى مقتل طالبة وإصابة 6 أخريات، استمراراً لجرائم الميليشيات بحق المدنيين.
وسقطت القذيفة - بحسب المصادر - جوار مدرسة الشهيد الحجري في منطقة وادي القاضي، بالتزامن مع تكثيف القصف الحوثي على أحياء متفرقة من مدينة تعز، بخاصة في النواحي الشرقية والشمالية منها، انطلاقاً من مواقع تمركز الجماعة في منطقتي الحوبان والستين.
في سياق ميداني آخر، صدت المقاومة اليمنية في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء هجوماً حوثياً عنيفاً استخدمت خلاله الميليشيات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، حيث تسعى الجماعة إلى استكمال السيطرة على مديرية الزاهر والتمركز في الجبال المطلة على مناطق مديرية الحد بيافع التابعة لمحافظة لحج (جنوب).
وتزامنت هذه التطورات مع استمرار المعارك أمس في محافظة الضالع باتجاه منطقة العود المحاذية لمحافظة إب، بعد ما كانت الميليشيات الحوثية حققت تقدماً في هذه الجبهة، بحسب ما أفادت به مصادر عسكرية.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».