ارتفع إلى 18 شخصاً؛ غالبيتهم الساحقة من المدنيين، أمس الأربعاء، عدد القتلى جراء تفجير سيارة بمدينة جسر الشغور في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وفق حصيلة جديدة لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال «المرصد» في بيان: «تواصل ارتفاع أعداد الخسائر البشرية (...) وذلك على خلفية مفارقة بعض الجرحى للحياة واستمرار عمليات انتشال العالقين تحت الأنقاض التي خلفها التفجير». وتابع أن العدد «ارتفع إلى 18؛ بينهم مواطنة على الأقل وطفلان اثنان من (التركستاني) واثنان مجهولا الهوية»، كما قال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن من بين القتلى 15 مدنياً.
و«الحزب الإسلامي التركستاني» حزب «جهادي» متطرف من أقلية الأويغور المسلمة في الصين.
وأسفر التفجير الذي وقع قرب سوق في مدينة جسر الشغور أيضاً عن إصابة 20 شخصاً، بحسب «المرصد» الذي لم يتمكن من تحديد سبب التفجير فوراً.
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بانهيار مبنيين بسبب التفجير؛ أحدهما مؤلف من 4 طوابق، فيما بدت مبان أخرى في المكان على وشك الانهيار.
وحاول عناصر من الدفاع المدني البحث عن ناجين أو جثث تحت الحطام.
ويسيطر «الحزب الإسلامي التركستاني» بشكل رئيسي على المدينة مع «هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)».
وقال المسؤول عن منظمة «الخوذ البيضاء» في منطقة جسر الشغور أحمد يازجي، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا معلومات حتى الآن عن مصدر الانفجار»، مضيفا: «انتشلنا مصابين أحياء، ويوجد الآن 10 مفقودين تحت الأنقاض يتم البحث عنهم».
وقال أبو عمار؛ وهو أحد سكان الحي المستهدف وأب لطفلين، لوكالة الصحافة الفرنسية: «هزّ انفجار ضخم المدينة على بعد 50 متراً من منزلي. ركضنا إلى موقع الانفجار، ثم حضرت فرق الدفاع المدني التي حاولت انتشال المصابين». وأضاف: «صوت الانفجار كان ضخماً للغاية، ولم نقدر على أن نميز ما إذا كان ناتجاً عن صاروخ أم (سيارة) مفخخة»، مشيراً إلى رؤيته «أشلاء كثيرة على الأرض».
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة تظهر سيارات إسعاف وهي تهرع إلى موقع الانفجار. وتظهر آلية تعمل على رفع الركام من شارع تضررت أبنيته وانهار أحدها. وفي مشاهد أخرى، تتصاعد سحابة رمادية من الدخان في سماء المدينة، قال ناشطون إنها من موقع الانفجار.
وينضوي بضعة آلاف من الأويغور قدِموا قبل سنوات من إقليم شينجيانغ الصيني، في فصيل «الحزب الإسلامي التركستاني»، ويتمركزون بشكل أساسي في منطقة جسر الشغور، ويُعد هذا الفصيل مرتبطاً بتنظيم «القاعدة»، كما أنه مقرب من «هيئة تحرير الشام».
وتتعرض مدن عدة في إدلب بين الحين والآخر لتفجير سيارات أو دراجات مفخخة، ولعمليات خطف واغتيال، تتهم الفصائل خلايا نائمة لتنظيم «داعش» بالوقوف خلفها، و«يحدث بعضها في سياق تصفية حسابات بين الفصائل» بحسب «المرصد».
وتسيطر «هيئة تحرير الشام» بالكامل على محافظة إدلب، حيث فصائل إسلامية أخرى. وتعد المنطقة التي تؤوي 3 ملايين نسمة؛ نصفهم نازحون من مناطق أخرى، من أبرز المحافظات خارج سيطرة القوات الحكومية.
وتتعرض المحافظة منذ فبراير (شباط) الماضي لتصعيد في القصف من قبل قوات النظام وحلفائها.
وتوصلت موسكو وأنقرة في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي إلى اتفاق نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها لحمايتها من هجوم حكومي وشيك.
وتسبب النزاع في سوريا منذ اندلاعه عام 2011 في مقتل أكثر من 370 ألف شخص، وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية، وتسبب في نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان؛ داخل البلاد وخارجها.
ارتفاع عدد قتلى تفجير جسر الشغور إلى 18 شخصاً
ارتفاع عدد قتلى تفجير جسر الشغور إلى 18 شخصاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة